شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!

"بنات بغداد": العلاج بالدراما يصل إلى العراق

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 31 مايو 201711:49 م

لم يكن يخيل لحنين الفتاة ذات الثلاثة عشر عاماً، أنها ستعتلي يوماً ما خشبة أحد مسارح بغداد، بإطلالة مشرقة وسط تصفيق حار من الجمهور. فهي عاشت سنوات طوال في دار للأيتام في العراق، أمضتها غارقة بالاكتئاب والضجر، قبل أن تتغير حياتها بفضل عرض مسرحي مخصص للعلاج النفسي من خلال المسرح.

وتقول حنين بابتسامة عريضة، وهي تؤدي تمارين العرض: "كنت لا أضحك ولا ابتسم، ولا أمازح أحداً، كان وقتي ينصب على الأكل ومشاهدة التلفاز والنوم". أما الآن، فقد تغير حالها رأساً على عقب، بفضل مشروع أقامته مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق، يهدف إلى تقديم العلاج بالدراما، في بلد عانى سكانه من مختلف الأهوال والصدمات.

وعرضت المسرحية في قاعة مبنى منتدى المسرح، وهو مبنى أثري جميل يقع على ضفاف نهر دجلة، تتويجاً لبرنامج عمل طويل استغرق شهوراً. بدأت هذه الفكرة مع تدريب ستة ممثلين عراقيين في مركز العلاج بالمسرح في بيروت، ومديرته زينة دكاش، التي سبق أن أنجزت أعمالاً مع سجناء وعمال أجانب في لبنان.

مقالات أخرى

لاجئات سوريات يلقّن النظام والشعب درساً

زواج الفصلية في العراق: سبي الفتيات بموافقة الأهل

ومن ضمن هؤلاء الممثلين الستة باسم الطيب، الذي قرر فور عودته إلى العراق أن يبادر إلى تقديم المساعدة لمجموعة من الفتيات من ميتم دار الزهور في بغداد، من خلال عرض يتحدث عن مشكلاتهن. ويقول الطيب: "كلهن لديهن أحلام. هذه المسرحية ساعدتهن في تكوين الشخصية، وفي بناء الثقة". ويؤكد الطيب أن "الهدف من هذا العمل هو إظهار أن ثمة فتيات يردن القول: نحن في هذا العمر من حقنا أن توفر الحماية لنا، وأن توفر الحياة التي نحلم بها". المسرحية تتناول مواضيع الطفولة الضائعة، والزواج المبكر وعدم المساواة الاجتماعية، بشكل لا يغيب عنه الحس الفكاهي.

ومن المشاهد القاسية في المسرحية، ذاك الذي تؤدي فيه إحدى الفتيات دور رجل مسن شعره أبيض، يأخذ زوجته الصغيرة التي ما زالت تمسك بدميتها إلى غرفة الزواج، بعد حفل زفاف تبدو أجواؤه أشبه بالجنازة. كما لم توفر المسرحية السياسيين العراقيين من النقد، كذلك الأوضاع العامة في البلاد، التي تدفع بالشباب إلى ركوب المخاطر طلباً للهجرة في أوروبا.

وتقول إيمان ناصر حسون مديرة الدار بعد انتهاء عرض المسرحية: "أنا فخورة جداً بهن"، معربة عن سعادتها من "تغير نفسيات الفتيات، من الانطواء إلى الانطلاق في التعبير عن الذات". وتضيف "أتمنى أن تتمكن الفتيات من استخدام الطاقة التي أصبحت لديهن بسبب المسرحية، لحماية أنفسهن والحصول على مكانتهن في المجتمع".

عند انتهاء العرض، انفجرت رقية البالغة من العمر 13 عاماً، والتي أدت دور العروس الصغيرة، بالبكاء، بينما كان الجمهور يصفق لها. وقالت: "كنت أحلم دوماً أن أكون ممثلة، وأن أصعد على خشبة المسرح، قبل مشاركتي واختياري لهذا العمل، كنت أشعر بالكآبة والملل... لكن بعد مشاركتي تغيرت كثيراً".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image