لا يوجد في العالم العربي رواية إيروتيكية كما هي الحال في العالم الغربي، إذ ما زالت قيود كثيرة تكبّل هذا النوع من الأدب، وما زال يُنظر إليه على أنه أدب "سوقي"، هدفه "إثارة الغرائز"، مع أن تراثنا العربي غنيّ بالكتب الجنسية، التي لم تكن تجد حرجاً في طرح أشد المواضيع جرأة.
حالياً هناك محاولات عدة لكسر هذا التابو في الأدب، وإن لم تصل حتى الآن إلى المستوى المطلوب، لكنها مع ذلك تبقى محاولات جديرة بذكرها، خصوصاً في ظل ما يتعرض له مؤلفوها من رقابة.
تمنع الكتب في أكثر من بلد عربي، ومن حملات تشهير تنعت هؤلاء الروائيين بأقذع الشتائم والعبارات، وتحاربهم على اعتبار أنهم ينشرون "الفسق والفجور".
نقدّم لكم، في جزئين، بعض الروايات العربية التي يمكن وصفها بالجريئة جنسياً. الجزء الأول للروايات المكتوبة بأقلام نسائية، والجزء الثاني للروايات المكتوبة بأقلام رجال.
اسمه الغرام
علوية صبح، لبنان
دار الآداب، بيروت
الطبعة الأولى 2009، 336 صفحة
تختفي نهلا، المرأة الخمسينية قبيل حرب تموز 2006، فتطلب صديقتها من الكاتبة علوية صبح كتابة رواية عنها. هكذا تشرع الكاتبة قلمها، وتبدأ بسرد ماضي تلك الشخصية، التي كانت تعيش في مجتمع ذكوري، لكنها قررت أن تفهم جسدها وغرائزها، وشهوتها المتفجرة، التي يجب أن تهبها لرجل، وكان هذا الرجل هو هاني، الذي أحبته إلا أن اختلاف دينيهما منعها من الزواج. لكن ذلك لم يوقف الحب، ولا اللقاءات الجسدية، التي استمرت حتى بعد أن شاخ جسداهما، وترهلا.
تحكي نهلا تجاربها الجنسية المختلفة التي أقامتها مع رجال عديدين، "لم يكونوا سوى أشبه بالضيوف إلى جسدي، أما هاني فكان مقيماً وحده فيه"، وتحكي صديقاتها أيضاً تجاربهن. تتفرع الرواية إلى حكايات ومستويات عدة، تناقش جميعها الجسد والرغبة والحب والشهوة، في أواسط العمر. يمكن شراء الرواية على موقع نيل وفرات.
اكتشاف الشهوة
فضيلة الفاروق، الجزائر
دار رياض الريس للنشر، بيروت
الطبعة الأولى 2005، 143 صفحة
تتزوج باني زواجاً تقليدياً من رجل لم تختره، وتسافر معه إلى باريس بعيداً عن عائلتها، لكنها تدرك منذ الليلة الأولى أن هناك فجوة كبيرة بينهما من الصعب ردمها. فهو "لم يحاول أن يوجهني. لم يحاول أن يفهم شيئاً من لغة جسدي. أنهى العملية في دقائق، ورمى بدم عذريتي مع ورق "الكلينكس" في الزبالة. عجزت عن الحركة بعد تلك الغارة، ما اخترقني لم يكن عضوه، كان اغتيالاً لكبريائي".
هكذا تصبح العلاقة الجنسية مع زوجها عذاباً لا يطاق. تعيش علاقات عاطفية عدة، تمارس الجنس عن حب، تكتشف شهوتها ورغباتها، ثم تقرر أخيراً الطلاق والعودة إلى بلدها. وهنا تجهز الكاتبة للقارئ مفاجأة من العيار الثقيل، ستحوّل مسار السرد كله، وتقلب حبكة الرواية رأساً على عقب. يمكن شراء الرواية على موقع نيل وفرات.
أصل الهوى
حزامة حبايب، فلسطين
المؤسسة العربية للدراسات، بيروت
الطبعة الأولى 2007، 306 صفحات
5 فلسطينيين من أعمار مختلفة، يعيشون خارج فلسطين، يشكّلون بحكاياتهم العصب السردي لهذه الرواية، التي تقسم إلى 3 أجزاء. يقدّم الأول منها اللحظة الراهنة التي يعيشونها، وعلاقاتهم الجنسية مع النساء، في حين يذهب الجزء الثاني لاستكشاف طفولة هؤلاء الخمسة ومراهقتهم، ويرصد الجزء الثالث المصائر التي آلوا إليها.
وعلى الرغم من أن الرواية تناقش مواضيع الهوية الفلسطينية، والانتماء، والمصاعب الحياتية والاجتماعية التي يواجهها الفلسطيني في أصقاع الأرض، فإن الثيمة الأبرز، التي تهتم بها الرواية هي الجنس، وكيف تنعكس هزائم الحياة والسياسة على ممارسته. فمنهم من يدمن مشاهدة الأفلام البورنوغرافية وممارسة العادة السرية، ومنهم من يتعلق بممارسة الجنس أمام المرآة لاستحضار ذكريات معيّنة، ومنهم من يجد نفسه منجرّاً نحو ممارسة الجنس الهاتفي. يمكن شراء الرواية على موقع النيل والفرات.
إني أحدثك لترى
منى برنس، مصر
دار ميريت، القاهرة
الطبعة الأولى 2008، 262 صفحة
تعيش عين الباحثة الاجتماعية المصرية، أزمات متتالية في علاقتها مع علي، الشاب المغربي الذي يعمل في القاهرة، بسبب الحرية الزائدة التي تتمتع بها هي، ويرى فيها هو كسراً لما نشأ عليه. وفي سبيل التخفيف من إحباطات هذه المناوشات، تمارس عين جنساً عابراً مع بضعة رجال يرافقونها في رحلاتها البحثية، لكنها تبقى على حبها لعلي. إلا أنه سيحدث ما يهدد علاقة الحب هذه، ويضعها على المحك، بعد أن تلتقي شاباً كورسيكياً متشرداً، تكتشف لديه ميولاً جنسية غريبة جداً، تعجبها وتنغمس فيها. فهو يمارس معها الجنس من الخلف، ويطلب منها فعل ذلك معه أيضاً، "يربط ما أخرجه من الكيس حول وسطها ويثبته جيداً بمشبكين. تفتح عينيها وتنظر، تفزع لأول وهلة وهي تبحلق أمام نفسها، تضحك وتهز العضو البلاستيك المنتصب بين رجليها (..) يتخذ وضع السجود ويطلب منها أن تدخل مؤخرته". يمكن شراء الرواية على موقع نيل وفرات.
برهان العسل
سلوى النعيمي، سورية
دار رياض الريس للكتب والنشر، بيروت
الطبعة الأولى 2007، 152 صفحة
بطلة الرواية وراويتها تعمل أمينة مكتبة، تنغمس في قراءة كتب التراث العربي، وتكتشف كمّ التحرر الجنسي الذي كان موجوداً فيها. وفي الوقت نفسه، تنشأ بينها وبين رجل تسميه "المفكر" علاقة جسدية، فتبدأ بتطبيق ما تقرأه في تلك الكتب عملياً. "كنت أصل إليه مبللة، وأول ما يفعله هو أن يمد إصبعه بين ساقي، يتفقد العسل كما كان يسميه، يذوقه ويقبلني ويوغل عميقاً في فمي".
تقسم الكاتبة روايتها إلى أبواب عدة، مطلقةً على هذه الأبواب أسماء شبيهة بتلك الموجودة في كتب التراث، وتضع استشهادات كثيرة عن السيوطي والنفزاوي والتيفاشي، وغيرهم من علماء الإسلام الذين وضعوا مؤلفات كثيرة في مواضيع الجنس. ولعل أبرز ما يميز هذه الرواية الجريئة أن كاتبتها لا تخجل من ذكر الأعضاء الجنسية بمسمياتها من دون الاختباء وراء الإشارات والتلميحات. يمكن شراء الرواية على موقع نيل وفرات.
التشهي
عالية ممدوح، العراق
دار الآداب، بيروت
الطبعة الأولى 2007، 272 صفحة
"ماذا ألمّ بي وبصاحبي؟" يسأل سرمد برهان الدين نفسه، وهو يرى عضوه الذكري مصاباً بالضمور والانكماش، عاجزاً عن الانتصاب. وسرمد مترجم عراقي، يقيم في لندن، لم يبلغ الخمسين من عمره بعد، وهو شيوعيّ سابق. بعد أن يفقد ذكورته بسبب سمنته المفرطة، يجد نفسه غارقاً في استعادة ذكريات حياته الجنسية السابقة، التي تربطها الكاتبة مع الحياة السياسية في العراق، فكل هزيمة في الفعل السياسي، يرافقها انتصار في الحياة الجنسية، وكأن الجنس تحوّل لفعل انتقامي عند سرمد.
هكذا يستعيد ذكرى عشيقاته الأربع وفصول الجنس معهنّ، وخصوصاً فيونا الاسكتلندية الشقراء التي درّبته وعلّمته، وهي تقول: "سأطبخك على نار جسمي حتى تتصاعد رائحتك من داخلي، من جوفي ولساني فأنا خليط من كل شيء، منك ومني. وأنت بكر تغرف على عجلة وبلا تركيز". يمكن شراء الرواية على موقع نيل وفرات.
الرواية الملعونة
أمل جرّاح، سورية
دار الساقي، بيروت
الطبعة الأولى 2010، 224 صفحة
بطلة الرواية حنان شابة جامعية، والدتها متوفاة منذ سنتين، وأخواها متزوجان ويعيشان بعيداً عن منزل الأسرة. نكتشف مع بداية الرواية أن حنان مغرمة بوالدها، وتشتهيه، لذلك تعمل على جعله ينسى ذكرى والدتها، تخفي صورها من المنزل، تبدأ التصرف كزوجة ومدبّرة منزل. تحاول إيقاعه في غرامها، تفسّر بعض تصرفاته على هذا الأساس، تعيش استيهاماتها وخيالاتها الجنسية معه، وتباشر بعلاقة جسدية معه، "سيدي أنت وحبيبي، زوجي وعشيقي وأبي، خلقت لك، وصرت منك وإليك".
كتبت أمل جرّاح هذه الرواية الجريئة عن حب محرّم بين ابنة ووالدها في ستينات القرن الماضي، تحت عنوان: "خدني بين ذراعيك"، وفازت بجائزة مجلة الحسناء، لكنها ترددت في نشرها، ولم تر الرواية النور إلا بعد وفاتها، فصدرت باسم الرواية الملعونة. يمكن شراء الرواية على موقع نيل وفرات.
رواية أخرى "جريئة جنسياً" راجعناها لكم: عذارى لندنستان، لحنان الشيخ.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...