يواجه العاملون بشكل مستقل Freelancer غالباً صعوبات في إيجاد المكان الأفضل للعمل فيه. فالعمل في البيت قد يعرّض المرء للهو. إلا أن الحل بات متوفراً مع افتتاح عدد من مساحات العمل المشتركة، التي تقدّم كل ميزات العمل في مكتب من دون القيود المعتادة.
وقد انتشر هذا النوع من المساحات بسرعة كبيرة في العالم العربي، خصوصاً مع ازدياد عدد العاملين المستقلين ورواد الأعمال، الذين يحتاجون إلى أماكن مجهزة للعمل وإدارة الاجتماعات. لكنهم لا يملكون الموازنة الكافية لامتلاك مقارّ خاصة، أو يحتاجون إلى مكان هادئ لإنجاز أعمالهم.
هذا المفهوم انتقل إلى العراق بالرغم من ظروف البلاد المضطربة، فبدأت تنتشر بعض مساحات العمل المشتركة، وقد اخترنا أن نعرّفكم إليها.
Fikra Space
ليست مساحة العمل المشتركة "فكرة سبايس" جديدة على الساحة، بل ظهرت في أواخر عام 2012 واعتُبرت طليعة هذا النوع من المساحات للأعمال التقنية في المنطقة. الهدف من هذا المكان أن يكون مساحة، تتحقّق فيها أفكار وأحلام روّادها، الذين يعتبر القاسم المشترك بينهم، الاهتمام بكل ما يُعنى بالحواسيب والتكنولوجيا والعلوم والفن والقطاعات الأخرى.
تقدّم "فكرة سبايس" مكاناً ليلتقوا ويتعارفوا ويتبادلوا الأفكار والخبرات، ويصبح ذلك ممكناً بفضل تنظيم الفعاليات المتنوّعة المواضيع، وورش العمل المجانية، وفرصة تجربة مختلف المنتجات الثورية الجديدة مثل الطباعة الثلاثية الأبعاد.
Burj Babel
لا شك أن العراق يضمّ أيضاً نوعاً آخر من مساحات العمل المشتركة، التي ليست متخصصة بالتكنولوجيا، بل بالفنون الإبداعية. على الرغم من كل المشاكل التي تواجهها وتعيشها بغداد، فقد حافظت على الساحة الفنية فيها. ولهذا الهدف، تأسست مساحة "برج بابل" كمنظمة غير حكومية، ومركز للمبدعين، حيث يستطيعون التلاقي والتعاون على مختلف المشاريع، وتنظيم ورش العمل، وتبادل الأفكار والخبرات من أجل إحداث التغيير الاجتماعي المنشود.
مقلات أخرى
أبرز مساحات العمل المشتركة في السعودية
زواج الفصلية في العراق: سبي الفتيات بموافقة الأهل
وقد نجح المؤسسون بفضل خبرتهم الطويلة في العراق، في جذب اهتمام العديد من المنظمات المحلية والدولية، للتعاون على مختلف المشاريع من أجل تطوير الإعلام والشعر والموسيقى. وعلى مدار السنوات، نجحت "برج بابل" في استقطاب العديد من المعارض الفنية والحفلات الموسيقية، كدليل عافية المشهد الموسيقي بالرغم من كل شيء.
Space 44
من آخر مساحات العمل المشتركة التي انطلقت في العراق، أطلّت، بداية هذا العام، "مساحة 44" في مدينة أربيل كمركز للشباب والمبدعين والموهوبين، ليلتقوا ويتعارفوا ويتبادلوا الخبرات ويتعاونوا في ما بينهم. وتعتبر "مساحة 44" الأولى من نوعها في المنطقة، كمساحة يستطيع الرواد العمل فيها على مشاريعهم. بالإضافة الى ذلك، تنظّم المساحة العديد من ورش العمل والفعاليات، لتطوير مفهوم مركز مشترك للتكنولوجيا، يعتمد على الاستقلالية والحرية وتبادل المعلومات، والتعلّم من الآخرين والمشاركة والتعاون. فتبقى مهمّة هذه المساحة جمع مجموعة المواهب الشابة المحلية، ومضاعفة التعاون بين مختلف المهارات، وتوفير موارد للشركات الناشئة في أربيل.
Science Camp
تريد مساحة Science Camp أن تكون مساحة للصانعين في البصرة. هذه التجربة، التي ما زالت تخطو أولى خطواتها، تهدف إلى تنمية البيئة الحاضنة لكل الصانعين المحليين، بفضل توفير المعلومات والأدوات والخبرة، وفرصة تبادل الأفكار بكل حرية. وعلى الرغم من حداثة نشأتها، نجحت هذه المساحة في استقطاب العديد من المهتمّين، الذين أرادوا إظهار مواهبهم وبناء المنتجات المتنوّعة. بالإضافة إلى ذلك، تنظّم العديد من ورش العمل الخاصة بقطاع التكنولوجيا مثل برمجة جافا Java.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...