شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
تحدّي القراءة العربي، خطوةٌ أولى في تغيير واقع القراءة المزري في العالم العربي

تحدّي القراءة العربي، خطوةٌ أولى في تغيير واقع القراءة المزري في العالم العربي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الاثنين 11 يوليو 201603:54 م

أطلق رئيس مجلس وزراء الإمارات العربية المتحدة، وحاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "تحدّي القراءة العربي"، وهو المشروع الأضخم في الوطن العربي لتشجيع الأطفال والشباب العرب على القراءة، من خلال التزام أكثر من مليون طالب عربي قراءة 50 مليون كتاب في السنة. إذ على الطالب الواحد أن يقرأ نحو 50 كتاباً في السنة، وخصصّ ما يقارب مبلغ 3 ملايين دولار للجوائز والمكافأت للطلاب أو المدارس المتفوقين في التحدّي. 

يبدأ التحدّي في بداية أكتوبر المقبل، وتشارك فيه معظم الدول العربية، على أن يتم التنسيق بالتعاون مع مجموعة قنوات ام بي سي MBC، ووسائل إعلامية عربية أخرى، ويكون التحدّي على شكل تصفيات من خمس مراحل. أولاها مستوى المدارس إذ يبدأ بقراءة وتلخيص عشرة كتب للأطفال، ثمّ ينتقل المتسابقون إلى المرحلة الثانية على مستوى مناطق تعليمية معينة، ثمّ على مستوى الأقطار العربية، كل دولة على حدة، ثمّ على مستوى الدول جميعها، وتتوقف المسابقات في مارس العام المقبل، لتعقد التصفيات النهائية أخيراً في دبي في مايو 2016. 

مقالات أخرى

وسائل تساعدكم على تطوير لغة أطفالكم العربية

لولو الخازن باز وتجربة تأسيس موقع Nabbesh لتبادل المهارات

تفوز المدرسة الأكثر مشاركة في التحدي بمليون دولار، ويفوز الطالب الرابح في تحدي القراءة العربي بـ150 ألف دولار، تقسم إلى 100 ألف لمنحته الدراسية الجامعية، و50 ألفاً لأسرته مكافأةً لهم لتأمينهم البيئة المناسبة لابنهم للقراءة. وهي أرقام جيّدة لتشجيع الأطفال والشباب العرب على القراءة، لكن هل هي مبادرة كافية لحلّ أزمة القراءة في العالم العربي؟ 

معروف أن مؤسسة الفكر العربي تصدر تقريراً سنوياً عن التنمية الثقافية، وكانت إحدى المعلومات الصادمة والمثيرة للجدل في تقريرها لعام 2011، أنّ الطفل العربي يقرأ  نحو ربع صفحة خارج منهاجه الدراسي سنويّاً، في الوقت الذي يقرأ فيه الطفل الأمريكي 11 كتاباً، والطفل البريطاني 7. ويقرأ أيضاً الطفل العربي بمعدّل ست دقائق سنويّاً، مقارنةً بالطفل الغربي الذي يقرأ بمعدّل 12 ألف دقيقة.

[caption id="attachment_34756" align="alignnone" width="700"]تحدي القراءة العربي - صاحب المبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بين طلاب إماراتيين_DWG8498 صاحب المبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بين طلاب إماراتيين[/caption]

وقد لاقت المعلومة وقعاً شديداً بين وسائل الإعلام العربية، لأنّ هذا الانخفاض الشديد في معدّل قراءة الفرد العربي، يشير إلى تدنٍّ ثقافي مخيف في البلدان العربية، وهو السبب الرئيسي في عدم استطاعة البلدان العربية لحاق الركب الحضاري للدول الأخرى، لأنّ القراءة هي الأساس المعرفي الذي تبنى عليه الأجيال التي تنهض بالدول عادةً. 

"ست دقائق" هو رقم مبالغ فيه جدّاً، حتّى مؤسسة الفكر العربي نفسها صرّحت أنّ هذا الرقم هو رقم رمزي يشير إلى أنّ وضع القراءة في الوطن العربي مزرٍ، وقد وصل تماماً إلى الحضيض. وفي الواقع، من الصعب جدّاً الحصول على رقم دقيق للمدة التي يقضيها الطفل العربي في القراءة، لأنّ ذلك يختلف من بيئة إلى أخرى ومن بلدٍ عربيّ إلى آخر.

وتندر البحوث التي تتناول هذا الموضوع أو تركّز على إحصاءاتٍ دقيقة في ما يتعلّق بقراءة الفرد العربي. على هذا الأساس، كان يجب أن تنطلق الكثير من المبادرات، التي تدعم ليس فقط القراءة، بل اللغة العربية، التي بدأت بدورها بالتراجع نتيجةً لقلّة القراءة، وعدم استطاعتها مواكبة التطور التكنولوجي الذي وصل إليه العالم الآن.

على هذا الأساس أيضاً، انطلقت مبادرة "تحدي القراءة العربي"، التي قد تكون الخطوة الأولى في دعم القراءة وإعادة اللغة العربية إلى قوتّها السابقة، إلا أنّ على هذه المبادرة أن لا تكون الأخيرة، بل يجب أن تلقى الدعم للاستمرار والتكرار، حتّى الوصول إلى جيل عربي قارئ.  

قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذه المناسبة: "العالم العربي اليوم يمر بأزمة قراءة ومعرفة، والأرقام التي نسمعها في هذا المجال صادمة. نحن من أقل المناطق في العالم قراءة. ونتائج ذلك التأخر المعرفي نراه كل يوم في التأخر الحضاري والفكري لمنطقتنا. وهذا التحدي اليوم هو خطوة أولى نتمنى أن يكون لها تأثيرها على المدى البعيد في إصلاح هذا الخلل".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image