يتزايد الإقبال على الوشم على الجسد في العالم العربي، وخصوصاً بين الشباب. وبسبب الطلب المتزايد، نشأ نوع من الفوضى في عالم المزيّنين، وهذا ما قد يؤدي إلى الإضرار بالموشوم إذا لم ينتبه إلى بعض المسائل المهمة التي نعرضها في هذا التقرير.
تختلف رمزية الوشم باختلاف الثقافات والميول والأهداف. البعض يرى أنه يزيدهم إثارة ويُشعرهم بالتمرد والقوة والجاذبية، أو يضفي عليهم صفات روحية. وفي المقابل ينظر البعض الآخر إلى الموشومين على أنهم عدوانيون، ربما لأن هذا التزيين اقترن في فترات سابقة بالمساجين والمجرمين والقراصنة.وقال فريج كاتورجيان صاحب محل House on Mars لرصيف22 إن "أساليب التجميل كثيرة، والتاتو هو أحدها. ولكن هنالك خوف من انحراف عمليات التجميل عن دورها باتجاه التشويه بدلاً من تحسين الشكل الخارجي للشخص".
ونبّه إلى ضرورة "التمييز بين الهواة والمحترفين، فالهواة موجودون بكثرة في الأماكن الشعبية والأحياء، ويقع ضحيتهم المراهقون فيشوهون أجسادهم"، وأضاف: "أرفض رسم التاتو لمن هم دون 18 سنة إلا إذا كانوا بصحبة أهلهم".
في بعض الدول العربية كلبنان، لا يوجد قانون ينظم ويراقب وشم التاتو. وبما أن الوشم هو عملية جراحية، لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحفظ سلامة الجسد لأن العدوى تنتقل بسرعة إلى الدم بفعل أي احتكاك. ولذلك، قبل اتخاذ القرار بوشم الجسد، يجب الانتباه إلى مسائل مهمة.
السؤال عن مؤهلات الفنان
يفتخر الفنان الجيّد بأعماله ويعرض خبرته في مجال التوشيم بكل ثقة. سواء كان الرسم صغيراً أم كبيراً، بلون واحد أو متعدد الألوان، فإن المزين ذا الكفاءة الجيدة بإمكانه تحديد جودة الوشم على الجسد باعتباره نوعاً من فنون التجميل.
تختلف رمزية الوشم باختلاف الثقافات والميول والأهداف. البعض يرى أنه يزيدهم إثارة ويُشعرهم بالتمرد والقوة والجاذبية، أو يضفي عليهم صفات روحية. وفي المقابل ينظر البعض الآخر إلى الموشومين على أنهم عدوانيون، ربما لأن هذا التزيين اقترن في فترات سابقة بالمساجين والمجرمين والقراصنة
لذلك لا بد من إجراء مقارنة بين فناني الوشم، شهرتهم وأسعارهم، نوعية الحبر المستخدم ومهارة المزين وقدرته على رسم التاتو حتى في أشد الأماكن حساسية في الجسد، كالرسم داخل الفم أو بالقرب من العين أو على اللسان.
وشرح المزين سومر الهندي صاحب مركز Al Hindu Tattoo في بيروت لرصيف22 أن "الميزانية تحدد نوعية الوشم، وحجمه، وحدته ودرجة وضوحه، إضافة إلى ثباته وجماليته وذلك بحسب جودة المواد المستخدمة في النقش"، محذراً من أن "بعض الهواة يلجأون إلى استعمال حبر رخيص قد يؤذي الجلد ويسممه".
الوشم هو عملية حفر داخل الجلد فلا يجب التردد في طرح الأسئلة على المزيّن وطلب نبذة عن تاريخه ومؤهلاته وخبراته وأعماله، لأن الخجل من الاستفسار قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
طلب "البورت فوليو" الخاص به
للتأكد من صدقية المزين، أطلبوا رؤية ألبوم صور يعرض أعماله للزبائن القدامى، فهذا قد يوفر دليلاً ملموساً على قدرته على تلبية توقعاتكم. تفحصوا الألبوم جيداً لتتأكدوا أن الصور حقيقية وليست مستخرجة من الإنترنت أو المجلات.
نبرة المزيّنين الواثقة ليست دليلاً على تجاربهم الجيدة، فقد تكون أعمالهم السابقة ذات نوعية رديئة. وبما أنه يمكن أن يعرضوا عليكم صور رسوم لفنانين آخرين مدّعين أنها من أعمالهم، بإمكانكم الاستفسار عن المزين من الأصدقاء أو المعارف والانتباه إلى الكلام المتداول والشائع عنه، كما يمكنكم أن تطلبوا أرقام هواتف بعض الزبائن للحصول على معلومات مباشرة منهم. فالمزين الجيد الواثق بنفسه يثق أيضاً بزبائنه ويضع بين أيديكم ملفاته الكاملة.
التحقق من أن المزين لا يتعاطى المخدرات
إنه سؤال صعب ومحرج، لكنه سؤال مشروع. يجب أن نتحقق من أن الواشم لا يتعاطى المخدرات كي لا يخطئ أثناء الرسم فيشوه جلدك بدل أن يزينه. فالحفر على جسدنا غير قابل للتصحيح، والخطأ غير مبرر ولا يمكن تعويضه.
لكن هذا لا يعني أن نطلق أحكاماً مسبقة ونمطية على كل فناني التاتو. الهدف هو الحصول على وشم جميل، لذلك يجب أن يكون الواشم محتفظاً بكامل تركيزه في كل لحظة أثناء القيام بعملية الرسم على جسدنا.
السؤال عن تعقيم المعدات
يجب الانتباه جيّداً إلى مسألة تعقيم المعدات التي يستخدمها المزيّن. ويستحسن معرفة كيفية تعقيمه أدواته، والتثبٰت من أنها طريقة مضمونة لتفادي نقل الأمراض المعدية. فعملية حفر الوشم تتطلب غرز الإبرة في الجلد وهذا يتسبب بنزيف في موضع الوشم. ويعتبر جهاز التعقيم الأوتوكلاف Autoclave المخصص لتعقيم الأدوات الجراحية الأفضل.
وقبل كل شيء، يجب الحرص على امتلاك الواشم رخصة من وزارة الصحة، والاطلاع على نتائج الكشوفات الإلزامية الشهرية أو الفصلية التي تثبت أن المكان مطابق للمواصفات الصحية. ويمكننا دائماً الكشف بأنفسنا على طريقة تعقيم الأدوات قبل السماح للمزين بغرزها في جسمنا.
التأكد من اتباع إجراءات السلامة
النظافة هي الخطوة التالية في الأهمية بعد التعقيم، وهي من أهم إجراءات السلامة. لذلك، يفضَّل أن يرتدي المزين قفازات معدة للاستخدام لمرة واحدة فقط، وأن تكون المعدات موضوعة بعد تعقيمها داخل أكياس خاصة عازلة.
ويجب أن لا تُستخدم المراهم وعبوات الحبر والمياه مرتين. كل المواد يجب أن تستخدم مرة واحدة فقط. ومن الضروري التخلص من الإبر فوراً بعد الانتهاء من حفر الوشم.
ما بعد الوشم
إنها خطوة لا تقل أهمية عن الخطوات السابقة. لا ينبغي إهمال الإرشادات التي يقدمها المزين من أجل شفاء الجراح الجلدية، وإن لم يُبدِ تخوفاً من هذه الخطوة الوقائية. لا بد من أخذ ذلك على محمل الجد لتجنب فساد جمالية الوشم ولتجنب التهاب الجراح.
يجب أن نتحقق من أن الواشم لا يتعاطى المخدرات كي لا يخطئ أثناء الرسم فيشوه جلدك بدل أن يزينه. فالحفر على جسدنا غير قابل للتصحيح، والخطأ غير مبرر ولا يمكن تعويضه
يقوم المزين بتطهير الجرح وتضميده. لا تعمدوا إلى نزع الضمادة قبل ساعتين من انتهاء الجراحة كي لا يتعرض الجلد للهواء المحمّل بالبكتيريا. بعد ساعتين، يمكنكم نزع الضمادة بلطف وغسل الجرح وتدليكه بالماء بهدوء من أجل إزالة الدماء.
كذلك ينبغي تجنب السباحة قبل شفاء الجرح وعدم تعريضه لأشعة الشمس الحارقة أو حكه بواسطة الأظافر أو الإكثار من الرياضة المرهقة للعضو الذي حفر الوشم عليه.
لا عودة إلى الوراء
يعتبر الوشم الأول قراراً مفصلياً في الحياة. وحين يدخل الحبر إلى جلد الموشوم عبر الإبرة، لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. قال المزين سومر الهندي: "حتى إذا قرر الموشوم إزالة الوشم عن جلده بواسطة اللايزر فإنها عملية طويلة المدى ومكلفة مالياً، ولا تخلو من تشويه للجلد، فتبقى آثار البقع واضحة"، وأضاف: "هنالك بعض الألوان التي يصعب إزالتها ولا يمكن تفتيتها باللايزر مئة في المئة".
من أجل الحفاظ على سلامتكم لا تترددوا في توجيه الأسئلة إلى مزينكم الخاص لأن إجاباته تعطيكم تفاصيل مهمة، واسعوا دائماً إلى الحصول على معلومات ذات قيمة قبل وضع أنفسكم بين أيدي الواشمين.
وقال ح.ح.، السجين السابق في أحد السجون اللبنانية لرصيف22: "البعض ينظر إليّ بطريقة غريبة لأن جسدي ملآن بالأوشام وقد شكل هذا الأمر عائقاً لي في ما يتعلق بالزواج وخلق لي صعوبات في إيجاد عمل". وأضاف: "أنصح الشباب والشابات بتجنب الوشم على وجوههم لأن الوجه منطقة حساسة وظاهرة للعيان. كذلك أنصحهم بشكل خاص بالابتعاد عن وشم شعارات حزبية أو اسم شخص محبب لهم لأننا مع الوقت قد نغير نظرتنا إلى الحياة، وما أقوله نابع من تجربة".
نشر الموضوع على الموقع في 12.09.2015
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون