يمارس بكر المقادمة وهو معلق أفقياً على عارضة عمودية ترتفع متراً عن الأرض بقوة ذراعيه فقط، تمارين رياضية في الهواء الطلق في ما يعرف برياضة "ستريت وورك آوت" Street Workout التي بدأت بالانتشار في قطاع غزة الفقير.
ويقوم بكر (23 عاماً) مع أصدقائه بحركات رياضية يكشف عن اسمها باللغة الانكليزية أمام متفرجين تجمعوا عصراً للاستمتاع بنسمات الهواء التي تهب على شاطىء غزة. ويقول الشاب ذو العينين الخضراوين "لا يمكن تعلم هذه الحركات في يوم واحد" موضحاً "استغرق الأمر ستة أشهر حتى نجحت في القيام بها". وأضاف "بدأت ممارسة هذه الرياضة وعرفت المزيد عنها عن طريق الانترنت. واكتشفت أنها تدعى ستريت وورك آوت. وبدأنا بالتمرن عليها".يقفز بكر على قضبان مثبتة على شكل مرمى كرة القدم مدعم بأكياس رمل عليها شعار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ويحط على الأرض مستعيناً بيديه ويواصل من دون توقف ممارسة تمارين السواعد.
ويؤكد سليمان طالب (21 عاماً) الذي يدرس ليصبح معلماً، أن خلفيته الرياضية خصوصاً ممارسته لرياضة الباركور القائمة على التنقل السريع جداً في الشوارع والساحات والحدائق واجتياز العوائق بالقفز والحركات البهلوانية، ساعدته في نشاطه الجديد كون جسده كان "مستعداً لتحمل الجهد".
مقالات أخرى:
العلاقات في غزة ما زالت تبنى على قاعدة "لاجئ" و"مواطن"
برغم الحرب والمقاطعة، غزة تستورد 65% من حاجاتها من إسرائيل
ويؤكد بفخر "نحن أول فريق ستريت وورك آوت في فلسطين"، وهي رياضة نشأت على حد قوله في أوروبا قبل سنوات فيما ممارسوها قلة في العالم العربي، ويتواجدون خصوصا في مصر والمغرب. ويتابع قائلاً "في غزة وعلى الرغم من الحصار والحروب وكل ما مررنا به، بامكاننا العيش مثل باقي العالم والابتكار". ويتدرب الشبان بالوسائل المتوافرة لهم. ويفركون أياديهم التي انتشرت عليهاالبثور بالرمال لغياب المسحوق الذي يوضع على راحة اليد.
وتمارس رياضة "ستريت وورك آوت" في الشارع أو في الهواء الطلق كما يشير اسمها، ولكن في قطاع غزة المحاصر يبقى الشارع منطقة تخضع لمراقبة شديدة. ويحكي سليمان بأسف "تواصلنا مع البلدية والسلطات المسؤولة عن الشباب والرياضة، لكن لم يجبنا أحد".
ويوضح محمود نسمان (21 عاماً)، العضو الرابع في الفريق "عندما قمنا بتثبيت بعض المعدات التي دفعنا ثمنها من جيبنا الخاصة في متنزه عام، تمت إزالتها بعد عدة أيام".
ولا يفهم الشبان الأربعة، الذين يعيش ثلاثة منهم في مخيم الشاطىء للاجئين، غياب الدعم في قطاع غزة، حيث وصلت نسبة البطالة إلى 44% من اليد العاملة. وهي تصل إلى 60% في صفوف الشباب.
ويوضح سليمان "لدينا الكثير من المواهب هنا، من فنانين ورياضيين ومغنين، ولكن قلة منهم تمكنت من الاستمرار والوصول إلى الخارج".
ويحلم الأصدقاء الأربعة بالمشاركة مستقبلاً في منافسات دولية ولقاء الأشخاص الذين يتابعونهم دوماً عبر الانترنت. إلا أن هذه الأحلام تصطدم بالواقع القائم على الأرض، مع الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل على حدود قطاع غزة البالغ عدد سكانه 1.8 مليون نسمة، وإغلاق مصر لمعبر رفح فضلاً عن الركود الاقتصادي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com