شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
تلفاز 11: لقاء السعودي بأناه العليا

تلفاز 11: لقاء السعودي بأناه العليا

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأحد 10 يوليو 201606:35 م

في سبتمبر 2011، انطلقت قناة "تلفاز 11" على موقع YouTube بإدارة مجموعة من الشباب، هم علي الكثلمي وابراهيم الخيرالله وعلاء يوسف وفهد البتيري نجم برنامج "لا يكثر". والحقيقة أن برنامج البتيري كان النواة الرئيسية التي جاءت منها قناة "تلفاز 11".

تقدم هذه الشركة الآن 20 مشروعاً بين الكوميديا والتوك شوز وألعاب الفيديو. ويجمع غالبية أفرادها، حب صناعة الأفلام، الذي ربما يلعب دوراً هاماً في اختلافهم عن صانعي الاسكتشات المعتادين على YouTube.

ستتم تلفاز 11 عامها الرابع في سبتمبر المقبل، مجددة مهمتها المعلنة: "الاحتفاء بالمخيلة والطموح والإبداع". كنت قد تحدثت مع البتيري والكلثمي قبل انطلاقهما عام 2011أخبراني عن محاولات القنوات الفضائية تحويل برنامجهما إلى عمل تلفزيوني، ورفضهما الدعوات لمعرفتهما بالقيود المفترضة.

بعد ذلك بسنوات، صرح علاء يوسف، المدير التنفيذي، في حديث لمراسل أمريكي قائلاً: "إننا نعرف التابوات المعتادةالجنس، السياسة، الدين". فماذا عنها؟

تيمات تطفو في كل أعمالهم، يتلاعبون بها بخفة، يختلقون سيناريوهات متطرفة، ويجرونها إلى أقصى افتراضاتها، يلقون بالفكرة كقنبلة إلى الضفة الأخرى من الطاولة، أو بالأحرى إلى الوجه الآخر من الشاشة. كثيراً ما تجد المشاهد السعودي في أعمالهم، لأنها بطبيعتها تفاعلية، يواسونه في الكفاح ضد الملل اليومي والثبات الرتيب، ثم يسخرون منه أحياناً أخرى، حينما يمارس بوليسيته ضد فنهمهذا الصراع الأخير يأخذ أشكالاً عدة في إنتاجهم المرئي، أسميه هنا لقاء السعودي بأناه العليا.

غياب العصا

في "ضحية سمعة" لفريق خمبلة، يدخل سعودي إلى حانة ويطلب شراباً حلواًيتأكد من النادل: "هل فيه كحول؟". وكأنه بذلك يستبق المشاهد إلى ظنونه الجاهزة.

يدخل سعودي آخر إلى البار فتبدأ لعبة المراياتواجه الذات أناها العليايصبح الفرد مسجوناً في حدوده، يتمنى لو تنبت حوله فقاعة تطير به بعيداًيضيع السياق، لا تراه يتفرج على الديكور من حوله مثلما يفعل الواصل الجديد، كما لا نراه من زاوية أخرى غير تلك التي أمامه.

اللقاء بوليسي بطبيعته، يكبر القلق من نتائج محتملةإلا أن أحدهما لا يسيطر على الآخر، فكلاهما يجلس هشاً على الضفة الأخرىيبحث كلا الممثلين عن مخارج من المأزق بافتراض سيناريوهات عشوائية.

تتركز الخطيئة بين الـShot والبيرة، رغم أن كليهما لا يحب الشربأو ربما لأن الخطيئة لا يمكن ارتكابها حتى في الفيديويكتشف الشابان في النهاية أن كليهما وقع في تمثيل السلطة والذات في آن واحد.

مقالات أخرى

كيف يعمل مزاج الجمهور؟ أبلة فاهيتا نموذجاً

أبرز قنوات يوتيوب الساخرة في العالم العربي

نقرأ بعد ذلك التعليقات على الفيديوفي قنوات تلفاز11، كثيراً ما نجد تعليقات المشاهدين تفوح بروايات ميثولوجية عن "المبتعثين في الخارج". كيف أنهم على الأرجح فاسدون من دون وجود عصا تطفو فوق رؤوسهم طوال الوقتيقول خيرو بعد اقتحامه الحانةGoddamn Saudis, you can't be left alone with anyone.

قد يرى البعض أن في موضوع المبتعثين المتمثل مراراً في أعمال التلفزيون والـYouTube دفاعاً من الحداثيين عن أنفسهم، إلا أن هذه التيمة باتت في المرئي السعودي وسيطاً للحديث عن أبعاد الرقابة في المجال اليومي.

تحقق الأمنية

يظهر المبتعث كموضوع وسيط في عمل ناجح آخر هو "طز بالكفار" لمشعل الجاسر، الذي يتلاعب فيه بكل الكليشيهاتالقمعية والتربوية والرومنطيقية.

دعونا نعود أولاً إلى عمل سابق اسمه "قلب العيد الذي يتناول ذكريات ولد عن العيديمطر الرجال الولد بنصائحهم وأوامرهم في عرض ذكوري ممل، إلا أنه يصنع هذا الفيلم القصير عنهم، ليعود ويقتلهم، فيهنئ أخيراً بالعيد.

ظن كثيرون أن العمل يتهجم على مناسبة دينية، وأنه يخلو من أي رسالةتكررت التهم حتى في تعليقات المتابعين على المقاطع اليومية الصغيرة لمشعل الجاسم على Instagramلذا جاء إليهم بـ"طز بالكفارمجسداً كل أحلامهم عبر سوبرمان جديد، قاتل المتعة، الذي لا تهزه رومانسية ولا هزل.

ويبدو أن الجاسر ينقب عن العنف في الطفولة بشخصياتها الغرائبية وانتهاكاتها غير المصنفةفنجد في عمل مبكر اسمه "سوبر درباويطقساً من العنف اليومي الخفيف، يمنح أولاداً مضروبين حيزاً أكبر بإظهار وجوههم وتجسيد الاعتداءات عليهم بشكل دراماتيكي مشوق وآسروكان هذا الفيديو قد لفت انتباه تلفاز 11 ليطلبوا من الجاسر وقتذاك الانضمام إلى فريقهم.

"طز بالكفارتكفر بكل شيءوجوه السلطة المختلفة، والمواطن الصالح بشكليه المحافظ والتنويريترتكز قوة الفيديو بانفعالاته الموسيقية، في كونه دعوة مفتوحة لممارسة قوانا التدميرية بلا خجل.

تدوير مستمر

بعد انتشارها، أصبحت "طز بالكفار" ماركة وفعلاً تمثيلياًفي البداية، جاء التجاوب من صور الـSelfie الصامتة والمتحركة ملوحة بإشارة الإصبعينكانت هذه الاشارة قد انتشرت في أغاني الهيب هوب Hip Hop، خلال السنوات الأخيرة كمزحة عمن يسمون Basic bitches، أي أبناء الضواحي من عشاق الثقافة السائدةولتجسيد هذه الإشارة، على المرء أن يتحلى بالوحشية والمزاح، كما يشرح أهل الانترنت.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بدأ بعض الشباب السعوديين بتوظيف الأغنية في ألعاب الفيديو، التي يشترك فيها أطراف عدة ضمن حدث الكتروني مباشريتصل أحدهم بصديقه ويصطحبه في سيارة خلال اللعبة، "يفحط" في الشوارع، ثم يقتحم أحد الشواطئ لتنطلق الأغنية على وقع إطلاقه الرصاص على الكفار.

وفي فيديو ثان، استخدمت الأغنية مع لعبة Arma 3، التي تفترض حرباً عسكرية مفتوحة، يدافع فيها الناتو NATO عن أوروبا ضد "الجيوش الشرقية"، التي تقودها إيران مع دول شرق أوسطية وآسيوية.

قد يعني ذلك أن "طز بالكفارباتت مصنفة لسوبرمان جديد، مع حفظ حق الجميع في إعادة تشكيل هذه الشخصية.

في هذا الاتجاه وجدت فيديو آخر لولد اسمه عبد العزيز الربيعة يستخدم أسئلة مفترضة من المتابعين، ليقدم إجابات ممسرحة لهميسأله أحدهم "وش بتسوي لو كنت سوبرمان سعودي؟"، فيرتدي عبد العزيز البشت (العباءة)، ويدخل على وقع الأغنية لضرب شخص غير ظاهر على الشاشة.

يكتب عبدالعزيز في قناته "أنا قيمر (أي Video gamer)، وقصتي كيف بديت في الـYouTube، كنت طفشان في البيت فكنت أفكر ليش ما أفتح قناة في الـYouTube، ففتحت وانشاء الله تنجح".

تبدو أعماله كقهقهات في بيت العائلة، ومناورات لتفادي قبضتهافي إحداها، يصطاد الوالد ابنه متلبساً بـ"التفحيطفي لعبة فيديو، فتبدأ الأغنية مرة أخرى ويقع العقاب الموعود.

وهناك كولاج من 17 دقيقة لصور ومقاطع فيديو مستوحاة من "طز بالكفار"، يطفو الكثير منها في فضاء Instagram أو الـSnap Chatومع إدخال أي جديد، يستمر العمل في تجاوز معانيه الحاضرة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image