تشهد مدينة الجزائر في السنوات الأخيرة أعمال تحديث كثيرة، أماكن يُعاد بناؤها أو ترميمها وأماكُن أخرى تُمحى لتقوم مكانها منشآت جديدة، غالباً ما تكون للترفيه أو للأعمال.
يرى البعض أن المدينة تتخفّف من الإهمال الذي طالها منذ نهاية الثمانينيات، مع موجات النزوح الريفي التي انفجرت لاحقاً مع الحرب الأهلية في التسعينيات، لتنشأ حول المدينة الكولونيالية البحرية أحزمة من العشوائيات وأحياء بُنيت على عجل. نرصد اليوم بدايات التغيّر الذي يجعل الجزائر العاصمة محطة سياحية، فما هي أهم 7 أماكن على السائح زيارتها في هذه المدينة؟
تقع في منطقة الحامّة، غرب وسط البلد أي على بعد بضعة آلاف من الأمتار، يُمكن الوصول إليها بواسطة المترو، بالنزول في محطة حديقة التجارب. تُعتبر إحدى أهم وأكبر الحدائق التي بنتها فرنسا في أفريقيا عام 1832، على مساحة تزيد على 5 هكتارات، وتضم آلاف الأنواع من النباتات، وأنواعاً عدة من الحدائق كأنها متحف للطبيعة. كما يمكنكم زيارة المكتبة الوطنية في الحامّة التي تقع إلى جانبها، أو مغارة سرفانتس غير البعيدة، وهي المغارة التي أسر فيها الكاتب الإسباني ميغيل دي سيرفانتس
هو ورقات النخيل الإسمنتية الثلاث الضخمة، التي تشكّل معلماً بارزاً، وغالباً ما يُشار للعاصمة به. مُستقرّ في أعالي العاصمة في حي المدنية محلّقاً على ارتفاع 92 متراً، يتم الوصول إليه عن طريق التيليفيريك للصعود إليه من الحامّة توفيراً للوقت، لأن الذهاب بسيارة أجرة يتطلب وقتاً أكثر.
في التيليفريك ستحظون برؤية تقطع الأنفاس لكل المدينة التي ستكتشفون أنها خليج بين رأسين بحريين. يمكنكم أيضاً رؤية متحف الشهيد، الكائن تحت المقام وبالقرب منه قبّة الترحّم على شهداء ثورة التحرير. فهذا المقام هو نصب تذكاري للحرب الجزائرية بني عام 1982، في مناسبة إحياء الذكرى العشرين لاستقلال الجزائر، وتخليداً لذكرى ضحايا الحرب التحريرية. هناك أيضاً "رياض الفتح" المُستقّر تحته، وهو شبه مركز تجاري بُني في الحقبة الاشتراكية للبلاد بداية الثمانينيات مع مقام الشهيد، أي في بداية عهد الشاذلي. المثير في أمر رياض الفتح، الذي تعود ملكيته للدولة، أنّ غالبية المتاجر فيه مُغلقة، والمفتوحة منها لم تتغيّر منذ 30 عاماً، فيشعر الزائر كأنه يتجوّل في متحف، لأنّ الإقبال تراجع على المكان منذ أكثر من عقدين لحساب أماكن أكثر عملية وعصرية.
بعد أن ظلّت مهجورة لسنوات على شكل شاطئ صخري يرتاده الصيادون والسكارى، أعيدت تهيئة الواجهة البحرية الشرقية للمدينة، على شكل مساحات خضراء وممرّات ومساحات للّعب، قبل أن تُفتح هذا العام مجموعة مسابح عمومية تُطلّ على البحر، وقد شهدت إقبالاً طوال ليالي الصيف، وساهمت بقوّة في إعادة الحياة إلى ليل المدينة.
تُعتبر كنيسة "القلب المُقدس" المبنية من قبل المهندس الفرنسي لو كوربيزييه Le Corbusier بين عامي 1958-1962، في أعلى شارع ديدوش مراد، وكنيسة "السيّدة الإفريقية" أعلى حي بولوغين، المبنية في منتصف القرن التاسع عشر، من أهم الكنائس في المدينة. وتقابلها كنائس توازيها في المساحة والأهمية في مدن البلاد الكبرى، مثل عنابة ووهران. هاتان الكنيستان تنتميان إلى نمطين معماريين مختلفين، أعيد العمل عليهما وترميمهما في السنوات الأخيرة، وتعملان بدوام كامل يبدأ من العاشرة صباحاً. تتميّز كنيسة "القلب المقدّس" بشكلها الذي يُشبه مِدخنة كبيرة ومعمارها الوظيفي، لكنها لا تتمتع برؤية خارجية خلاّبة مثل "السّيدة الافريقية"، المطلّة على غرب وسط المدينة، وحي باب الواد المشهور ومن تحته البحر.
شارع ديدوش مراد، النازل من كنيسة "القلب المقدّس" أصبح واحداً من أهم الشوارع التجارية في المدينة. جلّ المحالٰ في الشارع تبيع منتجات وألبسة، أو تقدّم خدمات لطبقات معيّنة من المجتمع. يمتد بين مبنى "البريد المركزي" والكنيسة، ويمرّ على مبنى الجامعة المركزية وساحة موريس أودان وعدد من المعالم، المكتبات والمطاعم والكافيه - تيراس والبنوك، حيث تتاح للزائر أن يتعرّف على طريقة سير الحياة في مدينة الجزائر. ثم يجد متاجر المنتجات التقليدية، التي تبيع سلعاً تأتيها من أنحاء البلاد الأربعة، وخصوصاً من الصحراء: ألبسة مصنوعة من الشاش والوبر وحُلي وأدوات تزيين... ليشتري تذكارات من الجزائر.
بُنيت القصبة في أعلى المدينة، تماماً فوق ساحة الشهداء، أي تمتد من الأميرالية البحرية العثمانية، التي لا يزال جزء كبير منها قائماً ألحق بقيادة القوّات البحرية. بُنيت في الفترة العثمانية للجزائر قبل نحو ثلاثة قرون، وكانت مسكن الجزائريين في سنوات الاستعمار الفرنسي، فالمدينة الكولونيالية بُنيت للأوروبيين فقط. اليوم ورغم الحالة المتدهورة لعدد كبير من الأبنية هناك أعمال ترميم قائمة بالتعاون مع جهات تُركية، وثمة العديد من المتاحف التي كانت قصوراً للعائلات الكُبرى والأميرات، وتُنظّم كل أسبوع جولات سياحية داخل القصبة.
يقع على بعد نحو 25 كلم غرب وسط المدينة، يُعتبر من أهم الشُطآن في العاصمة، وتعود أهميته التاريخية إلى كونه المكان الذي رسا فيه الأسطول الفرنسي سنة 1830. يحتوي على ميناء صغير للزوارق واليخوت، وبنايات متناثرة وفندق وشاطئ للسباحة، حيث يُمكن للزائرين قضاء أمسية بحرية في مكان هادىء بعيد عن ضجيج العاصمة وزحمتها.
أما المبيت فيكون في أحد الفنادق القديمة في وسط المدينة، مثل "ألبير الأوّل" أو "ريجينا" أو "السفير"، التي تراوح أسعار الليلة الواحدة بين الـ80 و120 دولاراً. في حين يُمكن إيجاد فنادق أقل سعراً في أماكن تحيط بوسط العاصمة، يُمكن التنقل منها وإليها بواسطة المترو أو الترام أو القطار.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون