أسدلت دورة فرنسا الدولية للدراجات الهوائية يوم الأحد الماضي الستار على نسختها الثانية بعد المئة بتتويج البريطاني كريس فروم Chris Froome باللقب الثاني له في تاريخه بعد فوزه بنسخة العام 2013. الطواف الأشهر والأقدم والأكثر إثارة في العالم، والذي شارك فيه هذا العام 198 دراجاً يمثلون 22 فريقاً، شهد إيقاف توقيت المرحلة الحادية والعشرين الأخيرة اعتباراً من اللفات العشر الأخيرة في جادة الشانزيليزيه، وذلك بسبب المطر الذي تسبب بسقوط دراجين، في إجراء كان غائباً منذ العام 2005.
لم يكتسب طواف فرنسا Tour de France شهرته من كونه سباق الدراجات الهوائية الأقدم فحسب، بل تعدى ذلك ليصبح فعالية رياضية - سياحية يتسابق الإعلاميون والمصورون إلى تغطية فعاليتها الممتدة لمسافة 3500 كيلومتر من الطبيعة الخلابة والمعالم المبهرة.آلية السباق
تنقسم مراحل السباق إلى نوعين، الأول مع عقارب الساعة والثاني ضد عقارب الساعة، وهو الذي تبدأ من خلاله المرحلة الأولى وعلى الدراجين فيها تحقيق الوقت "الأدنى" الذي يحدده المنظمون من أجل استكمال السباق وخوض المراحل التالية.
مقالات أخرى:
ماذا تعرف عن الفورمولا 1؟
كيف يتم اختيار أرقام لاعبي كرة القدم؟
يحتوي السباق على بضعة قمصان إلى جانب القميص الأصفر، فهناك الأخضر ويرتديه متصدر الترتيب بعدد النقاط، والأبيض الذي يرتديه متصدر ترتيب الدراجين الشبان (تحت 26)، والمنقط ويرتديه متصدر ترتيب المتسلقين (المراحل الجبلية)، إلى جانب قمصان متعلقة بأفضل دراجي المراحل والفرق المتصدرة.
وعند تمكن أحد الدراجين من الحصول على حق ارتداء أكثر من قميص (الأصفر إن كان متصدراً والأبيض إن كان تحت 26 عاماً على سبيل المثال)، فإنه يتخلى عن القميص الثاني ليمنح إلى من يليه بالترتيب.تاريخ حافل
عام 1903 قررت مجلة لوتو L'Auto الفرنسية محاولة زيادة مبيعاتها عبر إطلاق سباق دراجات من بضع مراحل، ليتحول عاماً بعد عام لفعالية كبرى انتقلت من النطاق الفرنسي المحلي إلى العالمي المستقطب لأبرز محترفي هذه الرياضة.
توقف سباق فرنسا في فترتي الحربين العالميتين، وانتقلت حقوق إدارته بين العديد من الجهات بدءاً من مجلة L'Auto مروراً بصحيفة ليكيب L'Équipe الشهيرة، وصولاً في النهاية إلى منظمة أماوري الرياضية Amaury Sport Organisation. ينطلق السباق في شهر يوليو من كل عام، ويستمر لمدة 23 يوماً. اقتصر في نسخته الأولى على 5 جولات فقط، قبل أن تزداد تباعاً لتصل إلى 21. شهد السباق عبر تاريخه العديد من التغييرات، وأدخلت عليه الكثير من التحسينات. ففي عام 1905 قرر القائمون عليه إلغاء المراحل الليلية نظراً للمشقة التي كانت تسببها، وفي العامين التاليين توسع الطواف ليخرج من الأراضي الفرنسية، حيث أقيمت إحدى مراحله في ألمانيا، ليصل بعد ذلك (1910) إلى جبال الألب. عام 1919 ابتكر المنظمون القميص الأصفر الذي يدل على الفائز بالجولات والمتصدر للترتيب، وفي الثلاثينيات بدأت فرق الدراجين بالتشكل، وانتشرت الإعلانات على جوانب مسار السباق، وانضمت قمصان ملونة أخرى برموز وتسميات مختلفة إلى جانب القميص الأصفر. توسعت مراحل السباق في الأربعينيات ليصل إلى إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ، وفي عام 1954 انطلق السباق للمرة الأولى من خارج فرنسا (هولندا - أمستردام).أسماء وأرقام
تتصدر فرنسا قائمة الدول الفائزة بالدورة برصيد 36 لقباً أمام بلجيكا (18) وإسبانيا (12) وإيطاليا (10) ولوكسمبورغ (5) والولايات المتحدة وبريطانيا (3) وهولندا وسويسرا (2 لكل منها) وألمانيا وأستراليا والدنمارك وإيرلندا (1 لكل منها).
على صعيد الدراجين، يعتبر لانس أرمسترونغ Lance Armstrong الأشهر في تاريخ الطواف، وصاحب أكبر فضيحة في تاريخ هذه الرياضة أيضاً، فالدراج الأمريكي الذي تمكن من قهر السرطان، فاز باللقب سبع مرات متتالية (1999-2005)، لكنه خسرها جميعها بعد سبعة أعوام بعد أن أدين بتعاطي المنشطات. ويأتي خلف أرمسترونغ، الفرنسيان جاك أنكتيل Jacques Anquetil وبرنار هينو Bernard Hinault والبلجيكي إيدي ميركس Eddy Merckx والإسباني ميغيل إندوراين Miguel Indurain، وقد توج كل منهم بخمسة ألقاب. ويلي هؤلاء كل من البلجيكي فيليب ثيس Philippe Thys والفرنسي لويزون بوبيت Louison Bobet والأمريكي غريغ ليموند Greg LeMond، برصيد 3 ألقاب لكل منهما.جوائز
اختلفت الجوائز الممنوحة للفائزين بالسباق عبر تاريخه الطويل، فالبداية كانت بحصول الفائز على 20 ألف فرنك فرنسي، وفي السبعينيات والثمانينيات كانت الجائزة شقة يمنحها رعاة السباق للفائز، ثم أصبحت شقة وسيارة و500 ألف فرنك فرنسي.
وفي أحدث قائمة للجوائز الممنوحة (يُعمل بها منذ عام 2009)، يحصل صاحب المركز الأول على حوالى 500 ألف دولار، ويحصل الفائز بكل مرحلة من السباق على ثمانية آلاف دولار. الفائزون بترتيب النقاط وبالمركز الأول في تصنيف المتسلقين يحصلون على 27,500 دولار، فيما يحصل متصدر قائمة الدراجين الشباب في السباق على 22 ألف دولار، ويحصل الفريق الفائز (يتم تتويجه عن طريق جمع نقاط أفضل 3 دراجين في كل فريق) على 55 ألف دولار. ولا تعتبر هذه الجوائز المتواضعة، قياساً برياضات أخرى، انتقاصاً من قدر المسابقة أو جهود المتسابقين، إذ إن معظمهم يحصل على عائدات مالية ضخمة مقدمة من رعاة الفرق وعقود الرصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 10 ساعاتعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.