مع التطورات الهائلة التي يشهدها مجالا التكنولوجيا والطب، لم يعد مستغرباً إدراك أن البشر يعيشون مدّة أطول. ففي العام 2050، يبلغ خمس سكان العالم ستّين سنة من العمر على الأقل، ما يعادل تقريباً ضعفَي ذلك في العام 2000. ومن ثم، يتمّ الضغط على الحكومات لحلّ مشكلة النقص في الممرّضات.
مقالات أخرى
وسائل تعرّف أبنائنا إلى البرمجة، لغة العصر الجديد
هل تهدّد الروبوتات الذكية مستقبل البشرية فعلاً؟
كانت اليابان من أولى البلدان التي صمّمت ممرّضات آليّة، للمساعدة في العمليّات الجراحيّة والتمريض. وحدّدت الحكومة حاجتها إلى أربعة أنواع من الممرّضات الآليّة: الروبوتات لنقل المرضى، الروبوتات المتنقّلة لمساعدة المرضى على السير، وأخرى للمساعدة في تنظيف نفسها، والروبوتات المراقِبة، التي تتعقّب المصابين بالأمرض العقليّة.
حتى أنّ هناك روبوتات متخصّصة في إظهار التعاطف مع المرضى. مثل بارو Paro المتخصّص في مداواة المرضى. يتجوّل بارو في قاعات المستشفى، يمارس الألعاب، يغنّي، يتفاعل مع المرضى المقيمين فيها. ويمكنه الإجابة عن الأسئلة والابتسام والغمز.
كودي Cody، روبوت يهتمّ بغسل المرضى، وهي مهمة قد تبدو أسهل للرجل الآلي من البشر. وهو مبرمج لتطبيق ضغط لطيف أثناء غسل المريض، وهذا ما يمكن أن يوفر بعض الإحراج على المريض لدى تلقي المساعدة في الاستحمام من إنسان آخر.
أمّا بينيلوبي Penelope، فهو ممرّض آلي يساعد في العمليات الجراحية، فيجد وينقل ويستردّ الأدوات الجراحيّة من الطبيب، ويتمّ التحكم به بواسطة الصوت. أيضاَ هناك رونا Rona، الممرّضة الآليّة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فهي تساعد في حمل المريض ونقله، وتخفف بذلك عبئاً كبيراً عن الممرضات البشريات.
تم ابتكار مساعد جراحيّ أيضاً هو دافنشي Da Vinci، الذي يساعد الأطبّاء في إجراء جراحات معقّدة بواسطة المناظير، مثل الجراحات من خلال ثقب صغير في الجسم. يمتلك أربع أذرع يمكن التحكّم بها عن بُعد، ويمكّن الطبيب من رؤية صورة ثلاثيّة الأبعاد وعالية الدقّة للمنطقة الجراحيّة، عبر ثقوب في الجلد، وأدوات مفصليّة منمنمة، وكاميرا مستخدَمة أثناء الجراحة. ثمّ يتحكم الطبيب بسير العمليّة بشكل كامل عبر حركات اليد، التي يحوّلها الروبوت إلى حركات صغيرة ودقيقة.
لم تعد هذه التكنولوجيا محصورة في العالم الغربي، إذ أصبح دافنشي في طور الاستخدام في المركز الطبّي للجامعة الأميركيّة في بيروت، العام الماضي. الإمارات العربية المتحدة تستخدم الروبوتات أيضاً لإجراء عمليّة دقيقة لرأب الأوعية التاجيّة، التي تستوجب فتح الشرايين المسدودة بواسطة دعامات وأنابيب صغيرة. حتى أنّ بعض المستشفيات بدأ باستخدام الروبوتات لأجل التواصل. مثل VGO الذي يسمح لأفراد العائلة أن يكونوا حاضرين بشكل افتراضي إلى جانب سرير المريض، حتى لو كانوا بعيدين عنه. وميزته، مقارنة بالحلول التصويريّة الأخرى، تَكمن في قدرته التامّة على التنقّل بِحريّة، عبر التحكّم به عن بُعد.
ورغم أن الروبوتات دقيقة في تحرّكاتها، ومساعِدة بشكل ممتاز في عمل التمريض، يبقى الغموض سيّد الموقف حول إمكانيّة استبدالها بالممرّضات. فهل تتمكّن يوماً ما من اتخاذ القرارات تماماً كما يفعل البشر؟ وهل تتمكّن يوماً ما من معرفة سبب عدم قبول بعض المرضى الخضوع لعلاجات طبيّة محدّدة؟ ماذا سيحدث في حال تعطّلها وسقوطها على أحدهم؟ وهل يتوق الناس فعلاً إلى تمضية سنواتهم المتبّقية على الأرض وجهاً لوجه مع الروبوتات؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين