شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
مدينة جدة التاريخية كما لم تكن من قبل

مدينة جدة التاريخية كما لم تكن من قبل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 9 يوليو 201609:50 م

يستعيد القلب التاريخي لمدينة جدة رونقه وحيويته مع عودة السكان القدامى إليه بعد ترميم بيوته القديمة وإدراجه رسمياً على قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويستضيف الوسط التاريخي للمدينة الواقعة على البحر الأحمر والتي تعد الأكثر تنوعاً وانفتاحاً في السعودية لكونها منذ مئات السنين بوابة القادمين إلى الأراضي المقدسة، مهرجاناً شعبياً خاصاً بشهر رمضان.

وكانت منظمة اليونسكو أدرجت وسط جدة العام الماضي على قائمة التراث العالمي، مقرة بذلك بفرادة الهندسة المعمارية لهذا الحي الذي يتضمن مباني قائمة منذ مئات السنين. ومعظم بيوت جدة القديمة مبنية على الطراز الحجازي، وقد استخدم في بنائها الطين المرجاني والخشب.

مقالات أخرى:

عودة الأسواق الشعبية السعودية إلى الحياة

على بساط الريح: أوبر Uber يعطي المرأة السعودية حرية أكبر في التنقل

يقول محمد الوافي وكيل محافظ جدة "سررنا لعودة الأهالي وسمعنا منهم الكثير عن ذكرياتهم هنا في المنطقة التاريخية". ويضيف وهو يقف وسط الحشود الكبيرة من زائري مهرجان "رمضاننا كدا” في جدة التاريخية "أردنا إعادة الحياة لهذه المنطقة بعد أن هجرها سكانها، لقد حققنا ذلك وارتفع عدد المنازل القديمة المرممة عبر شركات عالمية بتكليف من أصحابها". لكنه قال إنه ما زال يتعين فعل الكثير للانتهاء من ترميم هذا الحي التاريخي في وسط مدينة جدة، ثاني كبرى مدن المملكة.

يعد الوسط التاريخي لجدة أيضاً من أبرز معالم الجذب، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى تعزيز السياحة لا سيما الداخلية منها. ويشكل مهرجان رمضان فرصة للتعرف إلى وسط جدة التاريخي في جو من البهجة الرمضانية.

يشير الوافي إلى أن "المهرجان يضم فعاليات وأنشطة ومأكولات وأسواق مفتوحة، إلى جانب طقوس وألعاب وأكلات رمضانية قديمة" مبيناً أن "عدد الزوار يومياً يتراوح بين 25 و28 ألف زائر". ويقول وكيل محافظ جدة إن "مهرجان رمضاننا كدا تحول إلى مدينة تدريب لمئات الشباب والشابات السعوديين على المهن المختلفة، وبمردود اقتصادي جيد".

من جانبها، صرحت مها باعشن، وهي فنانة وشاعرة ومالكة أحد أجمل المنازل القديمة في جدة، "لقد أحيا مهرجان جدة البيوت والمنطقة، وهذا الأمر حفزنا كمالكين على الاهتمام وجعلنا نتلهف لإعادة ذكريات أجدادنا في المنطقة".

وتصطف على جانبي أزقة البيوت القديمة عشرات الأكشاك والمطاعم والأركان التي تمثل أهم الحرف والمهن والمأكولات الحجازية القديمة. وعادة ما يتولى أهالي المدينة أنفسهم مع أبنائهم من البنين والبنات مهمة البيع في هذه المحلات.

ويقف سامر جستنية حفيد شيخ الحلوانية بجانب بسطته التي تشهد إقبالا كبيراً من الزوار. ويقول "نمارس كعائلة هذه الصنعة من 150 عاماً تقريباً، حيث تعتبر من أقدم المهن في المملكة". وبحسب سامر فإن "الحلويات الحجازية تشتهر بأنها متعلقة بالسكان وطباعهم، هنالك الحلاوة الطحينية، اللبنية، الهريسة، اللدو، المعجمية، وليالي البر، كل هذه الحلويات تستخدم في الأعياد والأفراح".

ومن العبارات القديمة التي يستخدمها بائعو الحلويات "يا حلا حلي وعلى النبي صلي، حلي فمك بالصلاة على النبي". بدورها، تقول إقبال قرطلي وهي في العقد الرابع من عمرها وتبيع بعض الأكلات الحجازية "أقوم بتحضير هذه الأكلات في المنزل، وهي عبارة عن طرشي ومخللات ومقبلات للأكلات الحجازية والبهارات القديمة". وتضيف وبجابنها ابنتها ذات الـ16 ربيعاً التي تساعدها في البيع "هنالك إقبال كبير من الناس على هذه الاشياء".

ولأول مرة يقام صالون ثقافي في أحد البيوت التاريخية بجدة، ويحتشد فيه عدد من الرجال والسيدات لمحاورة نجومهم في الأدب والثقافة ومواقع التواصل الاجتماعي. يوضح ثامر شاكر المسؤول عن الصالون أن "الفكرة تتمحور في تنظيم عشر أمسيات لكتاب وشباب اثبتوا حضورهم على الساحة الثقافية والأدبية، وجذب جمهورهم لمقابلتهم على أرض الواقع".

وبجانب إحدى بسطات بيع الكبدة، يقول عثمان الرسيني (45 عاماً)، وهو من أهالي القصيم شمال الرياض، "هذه هي زيارتي الرابعة للمنطقة التاريخية، أحرص على مشاهدة التراث العمراني الفريد هنا وتعليم أبنائي ماضي اجدادهم". أما علي جزار (39 عاماً) الذي يعمل موظف بنك فيقول "لأول مرة أزور مهرجان جدة التاريخية، وقد فاق كل توقعاتي". ويضيف وهو يشرب عصير قمر الدين "ما أسعدني هو أن أهل البلد يديرون كل شيء، البيع، الشراء، والتنظيم، الأمر مذهل".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image