ستظل طنجة دائماً تلك المدينة التاريخية الكوسموبوليت، التي تأسر زائريها باللون الأبيض الطاغي على معظم شوارعها وأحيائها القديمة، والذي أعطاها عن جدارة لقب "عروسة الشمال". ما يميزها أنها تشكل نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، وتطل على أوروبا. يمكن رؤية إسبانيا من أحد شوارعها الرئيسية، وهو أول مكان يجب التعرّف عليه لمن يزور المدينة. يُسمّى "سور المعكازين" (أي الكسالى أو المتثاقلون بالدارجة المغربية). يقع هذا السور في أهم شارع في طنجة "البوليبار" (أي الشارع باللغة الإسبانية)، وتقول الأسطورة أن أغلب الشباب كانوا يقصدون هذا السور للتطلع إلى ما وراء البحار والحلم بحياة أخرى في إسبانيا، غير أنه كان في الحقيقة مركز راحة للتجار القادمين من مدن أخرى. ما هي أهم سبع أماكن يجب زيارتها في طنجة؟
قصبة طنجة
تقع في أعلى نقطة في طنجة وتتيح إطلالةً رائعة على إسبانيا وجبل طارق. كانت تشكّل في وقت مضى نقطة مهمة للالتقاء وتبادل الثقافات، وتحتضن أهم متاحف المدينة "متحف القصبة" ويمكن الولوج إليها من السوق الصغير أو من برج البارود.
متحف القصبة
المعروف أكثر بدار المخزن، والذي كان قصراً للسلطان. يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، وحوّل اليوم إلى متحف يعرض بشكل دائم كل ما يتعلق بتاريخ المدينة وضواحيها، والحضارات التي توالت عليها. يعرف بهندسته المعمارية القديمة ويتكوّن من ثلاثة أقسام. تشكّل هندسته موضوع عرضه الأساسي.
مقهى الحافة
شهرته عالمية ويعتبر وجهة أبرز المشاهير المغاربة والأجانب منذ إنشائه سنة 1920. مكان أسطوري بُني على سلالم، مناسب جداً لاحتساء شاي مغربي والمشي على خطى الروائي المغربي الراحل محمد شكري والبيتلز وآخرين ممن تركوا بصماتهم هناك.
شاطئ أشقار، كاب سبارتل
على بعد عشرين كيلومتراً من مدينة طنجة، يعتبر شاطئ أشقار المكان المفضل للأُسر، والأصدقاء والسياح، للهروب من ضجيج المدينة وبحرها. مناسب جداً لمحبي الرياضات المائية بكل أنواعها. يجب عدم تفويت زيارة مغارة هرقل، أكبر مغارات أفريقيا في المنطقة، والتي تمتد على مسافة 30 كيلومتراً في باطن الأرض. المغارة عبارة عن كهف عميق مظلم وله فتحة مضيئة تتّخذ شكل القارة الأفريقية. توجد تقريباً على كاب سبارتل، قمة صخرية جبلية على الساحل، تعدّ المدخل الأساسي لجبل طارق ونقطة التقاء المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. للاستمتاع أكثر بالمشهد البانورامي لكل هذه المناطق، يمكن زيارة أحد المطاعم الكائنة برأس سبارتل، طلباً لبعض الراحة.
السوق الكبير
القلب النابض للمدينة وروحها، سيجد هنا الزائر كل شيء من مقاهٍ ومطاعم شعبية، ومتاجر ملابس تقليدية وحرفيين. لا يخلو من الحركة كالسوق الصغير الموجود على بعد خطوتين منه، وروائحه تجلب كل باحث عما هو حقيقي وأصيل. تحيط بالسوقين مساجد وساحات للراحة، أو مقاهٍ ومطاعم مختصة بالطبخ المغربي.
سينيماتك طنجة
ما زالت طنجة تحافظ على أهميتها الثقافية وتتفوق على مدن عدة في ذلك. تحتضن أهم المهرجانات السينمائية، وتشكل وجهة لفنانين وقادة ثقافيين ساهموا في تطوير المدينة، كالفنانة "يطو برادة"، مصورة فرانكوـ مغربية أسست أهم مشروع ثقافي في المدينة: سينيماتك طنجة Cinémathèque de Tanger بالمشاركة مع المنتج الفرنسي سيرياك اوريول Cyriac Auriol والمخرج المغربي لطيف لحلو. هو مركز ثقافي هدفه نشر الثقافة السينمائية في المغرب وطنجة بالذات، اختارت له برادة "سينما الريف" مكاناً، إحدى أقدم صالات السينما في طنجة. يعرض بشكل شبه يومي أفلاماً ذات طابع مستقل وغير تجاري، تجريبية، قصيرة أو وثائقية، ومن جنسيات مختلفة. يحتوي المركز على صالتي عرض ويقع في ساحة 9 أبريل في السوق الكبير.
Librairie les insolites
مكان آخر يعود لصاحبته الفرنسية "ستيفاني غاو" Stéphanie Gaou. فكرته مختلفة عن باقي المكتبات في المنطقة، إذ هو أشبه بمركز ثقافي، يحوي مقهىً أدبياً، ومعارض صور. هو مكان مناسب جداً لقهوة صباحية وقراءة كتاب أو حضور بعض النشاطات التي تُقام فيه، كالنقاشات أو تواقيع الكتب، التي يكون أغلبها عن فن التصوير، أو دواوين شعر أو مؤلفات مختارة من دور نشر مستقلة.
تبعد طنجة 340 كلم عن الدار البيضاء، وتستغرق الرحلة إليها 3.5 ساعات في السيارة و4.5 ساعات في القطار، وتبلغ تعرفة الذهاب في الدرجة الاولى 21 دولاراً. مطار طنجة-ابن بطوطة يبعد 15 كلم عن وسط المدينة ويستقبل رحلات للخطوط الجوية المغربية، العربية للطيران، ايزيجيت EasyJet، وأكثر من 6 شركات أوروبية. السياح الذين لديهم جوازات سفر من دول مجلس التعاون الخليجي والجزائر وتونس لا يحتاجون إلى تأشيرات دخول، على عكس باقي الدول العربية، التي يجب على سياحها حيازة تأشيرة دخول قد يستغرق الحصول عليها 6 أسابيع.
أين المبيت؟
لا تنجيرينا La Tangerina - سعر الغرفة ابتداءً من 60$
دار نيلام Dar Nilam - سعر الغرفة ابتداءً من 105$
قصر منار Mnar Castle - سعر الغرفة ابتداءً من 190$
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...