"ضعف سياسات التعليم وممارساته تضع العديد من الدول في حالة دائمة من الركود الاقتصادي"، بهذه العبارة اختصر تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الصادر أخيراً بعنوان "المهارات الأساسية العالمية" أهمية الأنظمة التعليمية في النهوض بأي دولة لأنّ معايير التعليم "مؤشر قويّ للثروة التي ستنتجها هذه الدول على المدى الطويل."
ومن أجل تأكيد هذا الرابط بين التعليم والنمو الاقتصادي، عقدت المنظمة مقارنة في 76 دولة اعتماداً على نتائج الاختبارات التي أجراها طلاب تبلغ أعمارهم 15 عاماً استناداً إلى البرنامج الدولي لتقييم الطلاب PISA في دراسة مادتي العلوم والرياضيات. وعليه، توصّلت المنظمة إلى تقريرها الأخير وإلى تصنيف لأذكى دول العالم وتلك التي تتمتّع بأفضل نظام تعليمي.وقال مدير التعليم في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أندرياس شليدير: "للمرة الأولى، لدينا رؤية عن نوع التعليم على مستوى عالمي". وأضاف أنّ الهدف من هذا التصنيف هو "منح المزيد من الدول، الفقيرة والغنيّة، أداة لمقارنة نفسها بالدول الرائدة في التعليم من أجل اكتشاف نقاط القوة والضعف النسبية ولإدراك المكاسب الاقتصادية على المدى البعيد التي يمكن الدول الاستفادة منها بفضل تحسين نوع التعليم".
وهيمنت الدول الآسيوية على تصنيف الدول الـ76، فجاءت سنغافورة في المرتبة الأولى تليها هونغ كونغ وكوريا الجنوبية واليابان. ويعزى سبب هيمنة هذه الدول إلى أنّها تجذب أفضل المهارات والأساتذة الذين يتوقّعون من كل طالب أن ينجح. ويشير شليدير إلى أنّ النظام التعليمي فيها يشهد "الكثير من الصرامة والتركيز والاتساق". واحتّلت الدول الأوروبية غالبية المراتب بين 5 و30 في التصنيف العالمي. فجاءت فنلندا في المرتبة السادسة تليها إستونيا وسويسرا وهولندا في حين كانت المرتبة 11 من نصيب بولندا والمرتبة 13 لألمانيا والمرتبة 15 لايرلندا.
أما النصف السفلي من التصنيف، فكان، بشكل عام، من حصة دول إفريقيا وأميريكا اللاتينية: هوندوراس (74)، جنوب إفريقيا (75) وغانا (76) التي تعد في أدنى درجات الدول المتوسطة الدخل إذ يفتقر ما يقارب 90% من طلابها للمهارات الأساسية في مادتي العلوم والرياضيات. أما في في هونغ كونغ فيفتقر 10% من الطلاب لهذه المهارات.
علماً أنّ تصنيف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الذي يهدف إلى تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التعليم والنمو الاقتصادي، يكشف أن حتى الدول ذات الدخل المرتفع ما زال أمامها الطريق مفتوحاً لتحقيق هدف المهارات الأساسية العالمية. أما بالنسبة للدول التي احتلّت أدنى المراتب على غرار غانا، فأشار التقرير إلى أنّها قد ترفع من ناتجها المحلي الاجمالي بـ38 مرة في حال تمتّع كل الطلاب في عمر 15 عاماً بالمهارات الأساسية.
وعرضت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تقريرها في منتدى العالمي للتربية الذي عُقد في سيول بين 19 و22 من الشهر الجاري من أجل العمل على إيجاد سبل لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية التي تساهم في الأرباح الاقتصادية. وقد يتحوّل إلى حجر أساس في تحديد مجموعة جديدة من الأهداف التعليمية العالمية للسنوات الـ 15 المقبلة. فدورة هذا العام تحتفل بمرور 15 عاماً على وضع أول مجموعة من الأهداف التربوية في العالم على غرار توفير التعليم الأساسي لكل أولاد العالم. إنه رهان التعليم والألفية الجديدة، وكسبه لا يخلو من صعوبة فائقة، خاصةً أنّ معظم الأهداف السابقة لم تتحقّق بعد.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياميخلقون الحاجة ثم يساعدون لتلبيتها فتبدأ دائرة التبعية
Line Itani -
منذ 6 أيامشو مهم نقرا هيك قصص تلغي قيادات المجتمع ـ وكأن فيه يفوت الأوان عالحب
jessika valentine -
منذ اسبوعينSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع