شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
نحن فقط من يشعر بالذنب عندما نكون سعداء

نحن فقط من يشعر بالذنب عندما نكون سعداء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

السبت 16 مارس 201909:33 ص
الشعور بالذنب عندما تسرق أو  تعذّب أحدًا أو تكذب هو شعور طبيعي. فالإنسان كائن معقّد، يتداخله مجموعة كبيرة من المشاعر. ولكن فقط في الشرق الأوسط، يشعر الإنسان بالذنب اذا أراد ان يكون سعيدًا... فقط في الشرق الاوسط، ترى شباب وشابات يخافون من القيام بأي شيء يسعدهم. تربينا كعرب على الشعور بالذنب تجاه ما يسعدنا. هي ممارسات تُعتبر بسيطة في أي مكان في العالم.. أشياء صغيرة تُفرح قلب الإنسان وتجعله يحب الحياة. لكنهم يريدوننا أن نكره الحياة، يقمعون رغباتنا وجنوننا وأفكارنا.. من الأهل مرورًا بالمدرسة والحكومة والمجتمع والدين،كل فئة استحكمت فينا قمعًا وكبتًا. هنالك في حي ما في غزّة، فتاة تحب الرقص تحت المطر.. تعشق إحساس المياه على جسدها وثيابها.. في دمشق من يريد ملامسة جسد حبيبته وتقبليها بحرارة.. في العراق فتاة تحب ركوب الدراجات النارية...فهي تعطيها إحساسًا بالحرية والاستقلالية. كلها أمور بسيطة في نظر جميع شعوب الأرض.. من الرقص تحت المطر إلى ممارسة الجنس مع الحبيب.. كلها أمور لو مارسناها نشعر بتأنيب الضمير والخطيئة. نشعر كأجيال تربت في الشرق الأوسط بثقل كبير منذ أن نولد إلى أن نموت.. ثقل يُتعبنا ويضع حدًا لرغباتنا. نعم، نحن نختلف عن باقي شعوب الأرض، إذ لا زالت تعنينا حتى الآن نظرة المجتمع وكلام الناس.. الأهل والأقرباء.. نظرة الدين والقيمين عليه.. نفضّل أن نبقى تعساء على أن نكسر قيودًا قديمة عفنة.. تمت برمجتنا على أن نكون روبوتات تأكل وتشرب، تتزوج وتنجب أطفالًا، نزرع فيهم عقدنا النفسية وكبتنا ورغباتنا المقتولة. أصبحت مشاهد القتل ونحر الرقاب أمورًا طبيعية، نشاهدها كل يوم وندع أطفالنا يشاهدونها، أما مشاهد الجنس والقبلات فهي تفسد أخلاقهم.. تجعلهم يفكرون بالسعادة وهي من التابوهات في بلادنا.
ولكن فقط في الشرق الأوسط، يشعر الإنسان بالذنب اذا أراد ان يكون سعيدًا... فقط في الشرق الاوسط، ترى شباب وشابات يخافون من القيام بأي شيء يسعدهم.
تربينا على الشعور بالذنب تجاه ما يسعدنا؛ أشياء صغيرة تُفرح قلب الإنسان وتجعله يحب الحياة. لكنهم يريدوننا أن نكره الحياة، يقمعون رغباتنا وجنوننا وأفكارنا.. من الأهل مرورًا بالمدرسة والحكومة والمجتمع والدين،كل فئة استحكمت فينا قمعًا وكبتًا.
أصبحت مشاهد القتل ونحر الرقاب أمورًا طبيعية، نشاهدها كل يوم وندع أطفالنا يشاهدونها، أما مشاهد الجنس والقبلات فهي تفسد أخلاقهم.. تجعلهم يفكرون بالسعادة وهي من التابوهات في بلادنا.
لم تعد هذه الفتاة من غزة ترغب بالرقص تحت المطر.. ولم يلمس هذا الشاب الدمشقي حبيبته خوفا من عذاب القبر.. لم ولن تركب الفتاة البغدادية الدراجة النارية، خوفًا من تأنيب الضمير، فكلام الناس لن يرحم والديها.. أصبحنا عبارة عن أرقام، مجرد عدد يُستغنى عنه عند الضرورة، لا أحلام ولا رغبات. هذه هي حياة اجيال وأجيال من العرب.. يحلمون ويكبتون أحلامهم.. يضعونها في صناديق حديدية صنعها الخوف من السعادة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel


* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image