أربعة من أعضاء "كتائب القسّام"، الذراع العسكري لـ"حماس"، كانوا بين الفلسطينيين الثمانية الذين أفرجت السلطات المصريّة عنهم، وقد استلمتهم قيادة الحركة التي نقلتهم إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. تعدّدت التأكيدات الفلسطينيّة والإسرائيلية للخبر، بينما غاب الأخير عن الجهات المصرية التي لم تنفِ أو تؤكد خروج عناصر من "حماس" بعد حوالي أربع سنوات على إعلان الحركة عن اعتقالهم في مصر. وبحسب الخبر فالشبان الأربعة هم ياسر زنون، حسين الزبدة، عبد الله أبو الجبين وعبد الدايم أبو لبدة، بالإضافة إلى أربعة معتقلين آخرين هم: وسيم أبو جليلة وعبد الرحمن مصطفى وسالم شيخ العيد وعبد العزيز أبو ختلة. وتعود حادثة اعتقال هؤلاء إلى 19 أغسطس من عام 2015، عندما احتُجزوا في ظروف قيل إنها غامضة، وذلك لدى دخولهم الأراضي المصرية عبر معبر رفح، حيث كانوا في طريقهم للسفر إلى تركيا. وقتها، وصفت الحركة الإسلاميّة الحادث بـ"الخطير"، وتوعدت بأنه "لن يمرّ مرور الكرام"، قائلة: "سنلتزم الصمت ولن نتحدث كثيراً، وفي الوقت المناسب سيعلم الجميع صدق ما نقول".
"نجاحٌ لجهود حماس"
وسط غياب الخبر عن الصحف المصرية، أكد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، صحته في بيان عاجل بعد دخول الشبان قطاع غزة في ساعة متأخرة من مساء الخميس، بينما كان العشرات في استقبالهم بالزغاريد والورود والأحضان. وأعرب هنية عن "شكره العميق" للقيادة المصرية على قرارها الذي "يُعبّر عن عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين"، مؤكداً "نجاح الجهود في إطلاق سراح أربعة أخوة من الحركة إضافةً إلى 4 مواطنين آخرين من القطاع وعودتهم إليه سالمين". ويوم الأربعاء الماضي، عاد هنية إلى غزة عقب زيارة امتدت 24 يوماً في القاهرة. وصباح الخميس، أي قبل الإفراج عن الشباب، قال رئيس المكتب السياسي للحركة إن نتائج المباحثات الأخيرة التي أجراها في القاهرة قبل أيام مع مسؤولين مصريين بشأن ملف المفقودين الأربعة في مصر كانت "الأكثر أهمية".تعدّدت التأكيدات الفلسطينيّة والإسرائيلية للخبر، بينما غاب الأخير عن الجهات المصرية التي لم تنفِ أو تؤكد خروج عناصر من "حماس" بعد حوالي أربع سنوات على إعلان الحركة عن اعتقالهم في مصر
الدوافع المصرية للتعتيم الإعلامي على هذا الحدث الهام عديدة حسب متابعين؛ بينها أن السلطات المصرية طالما أنكرت أي صلة لها باختفاء الشباب الأربعة في سيناء، كما أنها كانت تحاكم مرسي وقيادات إخوانيّة في اليوم ذاته بتهمة التعاون مع "حماس"كما أكد المتحدث باسم "حماس" عبد اللطيف القنوع أن الحركة "راضية عن نتائج الزيارة وإن مصر تفهمت موقف الحركة من مختلف المواضيع والقضايا"، مشيداً بـ "جهود الأشقاء المصريين الداعمة والمتواصلة لإنجاز مصالح الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافه حتى رفع الحصار الإسرائيلي عنه". واهتمت الصحافة الإسرائيلية بإبراز الخبر، بينما تكهنت صحيفة "هآرتس" بأنه يأتي في إطار مبادرة مصرية لحث "حماس" على إطلاق سراح إسرائيليين محتجزين لديها.
لماذا التكتّم المصري؟
خلت جميع الصحف والمواقع المصرية من أية إشارة ولو من بعيد إلى الحدث، بينما لم يؤكد أي مسؤول مصري الخبر أو ينفه. وعوضاً عن ذلك، ركزت معظم وسائل الإعلام المصرية على أحداث إحدى جلسات إعادة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و 28 آخرين في القضية المعروفة إعلامياً بـ"اقتحام الحدود الشرقية"، التي شهدتها الدائرة 11 إرهاب في محكمة جنايات القاهرة في اليوم ذاته. ويواجه المتهمون بالقضية اتهامات بالتنسيق مع "حماس" لاقتحام الحدود المصرية وإثارة الفوضى والإخلال بالأمن العام. وأشارت عدة تقارير إعلامية عربية إلى أن السلطات المصرية "اشترطت" تكتماً إعلامياً على الخبر، نقلاً عن مصادر فلسطينية لم تُسمّها. وفي هذا السياق، قال مصدر من عائلة المختطف زنون لـ"الخليج أونلاين"، إن "جهة رسمية أخذت وفداً من العائلة إلى معبر رفح لاستقبال ابننا، مشترطةً حضور 4 أشخاص فقط"، ما قد يُشير لالتزام "حماس" بالشرط المصري. والدوافع المصرية للتعتيم الإعلامي على هذا الحدث الهام عديدة حسب متابعين؛ أولها أن السلطات المصرية طالما أنكرت أي صلة لها باختفاء الشباب الأربعة في سيناء، حتى بعدما نشرت قناة "الجزيرة" صورةً مسربةً لاثنين منهما (ياسر زنون وعبد الدايم أبو لبدة) في أحد زنازين سجن "لاظوغلي" التابع لأمن الدولة، وسط القاهرة في 22 أغسطس 2016. سبب آخر لا يقل أهمية وهو أن السلطات المصرية كانت تُحاكم مرسي وقيادات إخوانية بارزة بتهمة التعاون مع "حماس"، ومن المنطقي أن يؤدي الإفراج عن سجناء الحركة إلى تساؤلات حول مصير المتهمين بمجرّد التعاون معها، وهو ما أعقب بثّ الخبر بالفعل. وتشهد العلاقات بين مصر و"حماس"تحسناً ملحوظاً منذ نحو عام، وكانت الجهود المصرية، بالتعاون مع الأمم المتحدة، قد أثمرت خلال نوفمبر الماضي عن التوصل إلى تفاهم مبدئي لتهدئة بين الحركة وإسرائيل في قطاع غزة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا