شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
عن العلاقة بين الرقص الشرقي والسياسة

عن العلاقة بين الرقص الشرقي والسياسة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 11 يونيو 201606:03 م

في قصته "الراقصة والسياسي"، رصد الكاتب المصري إحسان عبد القدوس العلاقة بين الراقصات ورجال السياسة. وعندما تحولت القصة إلى فيلم عام 1990، جسدّت الفنانة نبيلة عبيد دور الراقصة "سونيا"، وأطلقت جملتها الشهيرة التي اختصرت العلاقة بين الراقصة والسياسي: "إحنا الاتنين بنرقص، أنا بلعّب وسطي وأنت بتلعّب لسانك".

يذكر التاريخ العديد من العلاقات التي جمعت بين الراقصات المصريات ورجال السياسة. إذ لعبت الراقصات دوراً في الحياة السياسية المصرية، واستعانت الحكومات بهنّ في العلاقات الخارجية أيضاً. لكنّ العلاقة بين الطرفين لم تكن دائماً على أحسن ما يرام، إذ قمعت السلطات الراقصات مراراً. وكان والي مصر، محمد علي باشا، قد أصدر قراراً، عام 1834، قضى بالقبض على الراقصات وترحيلهن إلى الصعيد وفرض 50 جلدة على كلّ امرأة ترقص في الطريق.

وعام 1960، قررت إدارة الرقابة في الحكومة المصرية منع الراقصات من التمدّد على الظهر، والقيام بحركات سريعة تثير المتفرجين، ومنعت "فتح الأفخاذ بشكل كامل عندما تكون الراقصة على الأرض" و"الحركات الاهتزازية للأعلى وللأسفل".

وحتى اليوم، لا تزال الحكومة المصرية تمنع ممارسة الرقص البلدي من دون إذن منها. وبرغم بعض الضوابط المفروضة على عمل الراقصات الفني، استعانت الحكومة المصرية بهنّ لتحقيق غايات سياسية.

يذكر الروائي المصري علاء الأسواني في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنّ وزارة الخارجية المصرية طلبت من الراقصة نجوى فؤاد أن تقدّم عرضاً خاصاً لوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، عندما زار القاهرة ضمن جولة المفاوضات التي أدّت إلى معاهدة "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل. وفؤاد كانت الراقصة المفضلة لكيسنجر، وكتب عنها في مذكراته. لم تكن نجوى فؤاد الراقصة الوحيدة التي لعبت دوراً في المجال السياسي. قبلها، لعبت الراقصة بديعة مصابني دوراً مؤثراً في الحياة السياسية في مصر من خلال عملها في "كازينو بديعة" الذي شكلّ مقصداً دائماً لرجال السياسة والحكم ورجال الإحتلال الإنكليزي آنذاك.

وتعدّ تحية كاريوكا التي تخرجت من كازينو بديعة الأكثر انخراطاً في السياسة المصرية. إذ اعتقلت بسبب نشاطها السياسي أكثر من مرّة، وكانت عضواً في تنظيم "حدتو" (حركة ديمقراطية للتحرير الوطني)، وفي الحزب الشيوعي المصري. وتدربت كاريوكا على استخدام السلاح خلال العدوان الثلاثي على مصر في 1956، وخلال حرب يونيو 1967. وكانت قد شاركت في أسبوع تسليح الجيش المصري عام 1955، وجمعت مع الفنانة أم كلثوم الحصة الأكبر من التبرعات.

وتعتبر كاريوكا من كبار مناصري القضية الفلسطينية. فقد قصدت بيروت عام 1982 لدعم الفلسطينيين أثناء الحصار الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية، وقبل عام من ذلك، شاركت في الحفل الذي أقامته منظمة التحرير الفلسطينية في قبرص لدعم الانتفاضة. ومعروف أن الراقصة حكمت فهمي لعبت دوراً مختلفاً. فقد تعاونت مع الألمان ضد الاحتلال البريطاني لمصر في الأربعينيات من القرن الماضي، مستفيدةً من شبكة العلاقات التي نسجتها مع ضباط القوات البريطانية الذين كانوا يترددون إلى الملهى الذي ترقص فيه.

وبعد اكتشاف شبكة التجسس الألمانية التي تعمل لمصلحتها، قضت فهمي سنتين ونصف السنة في السجن. ويذكر أنّه قُبض على الرئيس الراحل أنور السادات في القضية نفسها، وتمت تبرئته، لكن استُغني عن خدماته كضابط في الجيش المصري، وجُرّد من رتبته العسكرية. العلاقة بين الرقص والسياسة تطل برأسها من حين إلى آخر بأشكال مختلفة.

أخيراً، سُلّط الضوء على دور الراقصات في الحياة السياسية بعد أن نشرت الراقصة سما المصري عام 2013 فيديوهات على موقع "يوتيوب" تسخر فيها من الرئيس المصري محمد مرسي ومن جماعة الإخوان المسلمين، ثمّ أعلنت ترشحها لانتخابات البرلمان المصري، وهذا ما أثار الشارع المصري الذي انقسم بين "جمهور" الراقصة وجمهور "السياسي".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image