مع الارتفاع المتواصل في عدد المسافرين في منطقة الشرق الأوسط، تتسابق العديد من الدول إلى تصميم مطارات تستوعب الأعداد المتزايدة من المسافرين، تلبية لمتطلبات الشركات المشغلة، وتقليص الازدحام الذي تعاني منه، وتسهيل حركة المسافرين وتقليص مدتها إلى أقصى قدر ممكن.
يأتي ذلك في وقت أشار تقرير مركز المحيط الهادئ للطيران إلى أن القيمة الإجمالية لما مجموعه 152 مشروعاً نشطاً في مجال الطيران في الشرق الأوسط تبلغ 57.7 مليار دولار، بحيث استحوذت المملكة العربية السعودية على أكبر حصة من قيمة المشاريع، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت.
ولفت التقرير إلى إنفاق ما يصل إلى 1.1 تريليون دولار على تشييد المطارات في جميع أرجاء العالم، بحيث يتوزع هذا المبلغ على 255 مليار دولار يتم استثمارها في مشاريع تشييد مطارات جديدة بالكامل حول العالم، و845 مليار دولار أمريكي يتم استثمارها في مشاريع تحديث مطارات قائمة، بما في ذلك تشييد مدارج ومباني مسافرين جديدة، وتوسعة المدارج ومباني المسافرين القائمة.
في هذا الإطار، يكشف أحدث الإحصائيات الصادرة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، في شهر سبتمبر 2018، أن العالم شهد سفر أكثر من 4 مليارات شخص للمرة الأولى مع بداية العام 2018، لتظهر أهمية تعزيز الاستثمارات، وتوسعة المطارات القائمة، وإنشاء أخرى قائمة.
وتخصص دول المنطقة مليارات الدولارات من أجل تطوير مطاراتها، وتكفي في هذا الإطار الإشارة إلى تخصيص نحو 40 مليار دولار لتطوير البنى التحتية الخاصة بالنقل الجوي، ضمن إطار الخطط التنموية الجديدة التي تم وضعها، وأبرزها رؤية الكويت 2035، ورؤية السعودية 2030، ورؤية قطر وغيرها، والتي تحتوي على العديد من الاستثمارات في القطاع.
ومع الطلب المتزايد على الرحلات في المنطقة ووجود العديد من المطارات الدولية التي تعتمد على ركاب الترانزيت من الرحلات طويلة المدى، يأتي اهتمام دول المنطقة بضخ استثمارات إضافية في هذا القطاع الحيوي.
قطر
يعتبر مطار حمد الدولي في العاصمة القطرية الدوحة، أحد أحدث المطارات التي تم افتتاحها في السنوات الاخيرة، وقد بلغت تكلفة إنشائه نحو 15.5 مليار دولار، وهو يستقبل نحو 30 مليون مسافر سنوياً، وسط توقعات بأن يرتفع العدد إلى 70 مليون مسافر بحلول العام 2022، مع انتهاء التحضيرات لاستضافة بطولة كاس العالم 2022. بدأ العمل في المطار عام 2006، قبل افتتاحه رسمياً في العام 2014، وقد صمم على مساحة 600 ألف متر مربع، أي ما يعادل ثلث مساحة مدينة الدوحة تقريباً، وتم تخصيص مساحة تعادل مئة هكتار بهدف تشييد "مدينة المطار". ويعتبر مطار حمد المبنى الأضخم في الدوحة بمساحة تبلغ 600 ألف متر مربع، أما ردهة تسجيل الدخول فهي عبارة عن قاعة ذات تهوية متجددة وخالية من الأعمدة بمساحة تبلغ 25 ألف متر مربع. وتتوفر في مبنى المطار 138 منضدة تسجيل، كما يستوعب نظام تسجيل الحقائب خمسة آلاف حقيبة في الساعة الواحدة، أو 120 ألفاً في اليوم. ويعتبر مستودع صيانة الطائرات الأكبر مساحة في العالم، بطاقة استيعابية تبلغ 13 طائرة تتم صيانتها في الوقت نفسه، وهو أول مطار مصمم خصيصاً لطائرات "A380". وفي الوقت نفسه يستوعب المطار 100 عملية هبوط وإقلاع في الساعة الواحدة، وهو ما يعادل هبوط 5 طائرات كل 3 دقائق، كما أنه يتعامل مع نحو 222 ألف رحلة طيران في كل عام.الكويت
تعتبر الكويت واحدة من أكثر الدول استثماراً في بناء وتطوير المطارات، إذ تكفي الإشارة هنا إلى افتتاح مطار خاص لشركة طيران الجزيرة الأول من نوعه والمخصص لشركة من القطاع الخاص في المنطقة خلال العام 2018، فضلاً عن افتتاح المطار الخاص بشركة الخطوط الجوية الكويتية أيضاً، لينضما إلى المطارين القائمين في الدولة (مطار الكويت الدولي ومطار الشيخ سعد العبدالله)، مع استمرار التحضيرات لافتتاح المطار الجديد في العام 2022. في هذا الإطار يعد مطار الجزيرة أحدث مبنى للركاب بمطار الكويت الدولي، وواحداً من أحدث مباني المنطقة الذي جاء بتصميم مناسب ويعطي الخدمة الأفضل للركاب، وهو أول مبنى مملوك بالكامل لشركة طيران من القطاع الخاص في الكويت والخليج والشرق الأوسط. وبلغت كلفة إنشاء المطار نحو 14 مليون دينار أي ما يعادل 42 مليون دولار تقريباً، وهو يتألف من 4 بوابات على مساحة 4750 متراً مربعاً، ويستوعب نحو 1200 حقيبة سفر في كل ساعة، كما يعد قادراً على استيعاب نحو 2.5 مليون مسافر سنوياً، ونحو 3500 سيارة في الوقت نفسه. في سياق متصل، يشتمل المطار الجديد الذي افتتحته شركة الخطوط الجوية الكويتية لرحلاتها "T4" على مساحة 225 ألف متر مربع في النصف الثاني من العام 2018، على 14 بوابة للطائرات، قادرة على استيعاب نحو 6 ملايين مسافر سنوياً.تخصص دول المنطقة مليارات الدولارات من أجل تطوير مطاراتها، وتكفي في هذا الإطار الإشارة إلى تخصيص نحو 40 مليار دولار لتطوير البنى التحتية الخاصة بالنقل الجوي، ضمن إطار الخطط التنموية الجديدة التي تم وضعها، وأبرزها رؤية الكويت 2035، ورؤية السعودية 2030، ورؤية قطر وغيرها، والتي تحتوي على العديد من الاستثمارات في القطاع
مطار حمد الدولي مجهز لاستيعاب 30 مليون مسافر سنوياً.. بتكلفة 15.6 مليار دولار
البحرين تستهدف توسيع مطارها ليستوعب 4 أضعاف العدد الحاليوتقوم "الكويتية" من خلال المطار الجديد، بنحو 33600 رحلة سنوياً، تربط الكويت بـ 43 مدينة في 26 دولة حول العالم، وسط توقعات بأن تحقق الشركة إيرادات سنوية متوقعة بما لا يقل عن 800 مليون دولار سنوياً. يأتي ذلك في وقت تواصل شركة ليماك التركية، إنشاء المطار الجديد للكويت "T2"، الذي فازت بترسيته من قبل لجنة المناقصات المركزية، مقابل نحو 1.31 مليار دينار أي ما يعادل 5 مليارات دولار. ويأتي تأسيس المشروع الجديد في ظل النمو المتواصل في عدد المسافرين عبر مطار الكويت الدولي، الذي بات يستوعب نحو 10 ملايين مسافر سنوياً، في حين أنه مصمم لاستيعاب 7 ملايين على الأكثر كل عام. وسيتسع المطار مع افتتاحه في العام 2022 لـ 13 مليون مسافر في السنة، مع العمل لزيادة هذه السعة الى 25 مليون مسافر ورفع العدد إلى 50 مليوناً من خلال تطويرات اضافية. وتصل مساحة المطار الجديد نحو 1.2 كيلومتر مربع، ويتألف من 4 أدوار يتكون منها المبنى فوق الأرض بالإضافة إلى طابق تحت الأرض. وسيشهد المطار وجود نحو 120 كاونتراً لخدمة 13 مليون مسافر سنوياً في الفترة الأولى قبل أن يرتفع العدد إلى 180 يخدم 25 مليوناً في فترة لاحقة، وستكون هناك أجهزة مناولة الامتعة قادرة على التعامل خلال فترة الذروة بمعدل 2390 حقيبة في الساعة.
الإمارات
جاء تحقيق مطار دبي الدولي للصدارة في عدد المسافرين الذين استقبلهم خلال العام 2018 بنحو 90 مليون مسافر، ليزيد تطلعات السلطات في دولة الإمارات لتعزيز المطار، وزيادة سعته الاستيعابية، مع تسيير أكثر من 140 شركة طيران رحلات منتظمة تربط بين دبي وأكثر من 260 وجهة في القارات الست حول العالم. وتم رصد نحو 8 مليارات دولار للقيام بهذا الأمر خلال الأشهر المقبلة، بما يتضمن بناء صالة جديدة وزيادة القدرة الاستيعابية للشحن إلى 4.1 مليون طن بحلول 2020. ويأتي ذلك مع النمو المتواصل في أعمال إنشاء مطار آل مكتوم الدولي الذي تبلغ كلفة إنشائه نحو 32 مليار دولار، وقد تم افتتاح المرحلة الأولى لتعمل حالياً بكامل طاقتها للركاب والبضائع، ووسط توقعات بأن تصل الطاقة الاستيعابية مع إنجاز كامل مشاريع التوسعة إلى 160 مليون مسافر و12 مليون طن شحن سنوياً. كما تم رصد 2.9 مليار دولار من أجل توسعة المساحة الحالية لمطار أبوظبي الدولي، الذي استقبل نحو 24.5 مليون مسافر في العام 2016، ليرتفع العدد إلى 45 مليوناً، على مساحة 742 ألف متر مربع. في الوقت نفسه، يخضع مطار الفجيرة الدولي لبرنامج توسيع بقيمة 180 مليون دولار، كما سيخضع مطار الشارقة الدولي إلى برنامج تحديث بقيمة 410 ملايين دولار.البحرين
من جهتها، أعلنت البحرين خطتها لتحديث مطارها الدولي، المتوقع الانتهاء منه خلال الربع الثالث من العام الحالي، وبتكلفة إجمالية تبلغ 1.1 مليار دولار، بدعم من صندوق أبوظبي للتمويل. وسيزيد مبنى المسافرين الطاقة الاستيعابية بواقع 4 أضعاف من أربعة ملايين إلى 14 مليون مسافر سنوياً، وتشتمل أعمال التحديث على بناء مبنى جديد للمسافرين يمتد على مساحة 220 ألف متر مربع، وبطاقة استيعابية تصل الى 14 مليون مسافر سنوياًسلطنة عمان
قامت سلطنة عُمان بتدشين خطة من 3 مشاريع تطويرية في مطار مسقط الدولي، إذ خصصت نحو 1.8 بليون دولار في المرحلة الأولى، لزيادة عدد المسافرين إلى المطارات الثلاثة 24 و36 و48 مليوناً على التوالي بحلول العام 2020، من أصل 4.7 مليار دولار للمراحل الثلاث مجتمعة. وتأتي الاستثمارات لتعزز قدرة مطار مسقط الدولي السنوية إلى 24 مليون مسافر سنوياً في المرحلة الأولى، ومن ثم إلى 36 مليون مسافر في المرحلة الثانية، و48 مليون في المرحلة الثالثة، لتلبية الزيادة المستقبلية في العدد، مع تخصيص استثمارات كبيرة بشكل متواصل لتطوير المطارات القائمة في السلطنة، خصوصاً في مدينتي صلالة وصحار.السعودية
بدأت هيئة الطيران المدني السعودية التشغيل التجريبي لمطار الملك عبد العزيز الدولي، في مدينة جدة، الذي تبلغ مساحته نحو 105 كيومترات مربعة، والذي تم تطويره لاستيعاب نحو 80 مليون مسافر في السنة. ويأتي ذلك في وقت ارتفعت أعداد المسافرين في المطار خلال 2016 إلى أعلى مستوى منذ إنشائه قبل 4 عقود، بسبب الحج والعمرة إلى 31 مليون مسافر، مع تخصيص السلطات في المملكة أكثر من مليار ريال لتطوير المطارات القائمة، بهدف استيعاب الزيادة المتواصلة في عدد المسافرين في كل عام على المستوى الداخلي، وعلى مستوى عدد المسافرين من السعودية وإليها في الوقت نفسه.الأردن
يمتد مطار عليا الدولي في العاصمة الأردنية عمان، على مساحة قدرها 19 مليون متر مربع، ويمتلك مدرجين متوازيين للطائرات بطول 3660 متراً وعرض 61 متراً، وتفصلهما أرض مساحتها 1446 متراً مربعاً. ويستوعب المطار الذي تعمل به نحو 50 شركة طيران أكثر من 12 مليون مسافر سنوياً، وقد بلغت كلفة إنشائه نحو 681 مليون دولار قبل نحو 12 عاماً وهو يمتد على مساحة 84 ألف متر مربع تقريباً.بيروت
تخطط الدولة اللبنانية إلى توسعة مطار رفيق الحريري الدولي، لرفع طاقته الاستيعابية إلى 10 ملايين مسافر سنوياً، بكلفة تقديرية تبلغ 200 مليون دولار. وتشمل الخطة قسمين يقومان على إعادة النظر والتصميم الداخلي والخارجي لمبنى الركاب الحالي في المطار بهدف تعزيز قدرته الإستيعابية من 6 إلى 8 ملايين راكب سنوياً، واستحداث جناح جديد للركاب من خلال استخدام مبنى الجمارك القديم وهنغار الشحن الملاصق له لتأمين قدرة تستيعابية إضافية تقدر بنحو مليوني راكب سنوياً. ويأتي ذلك بعدما حققت حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الركاب خلال العام 2018 بنسبة فاقت 7 في المئة، إذ سجلت 8.8 مليون مسافر، وبلغ مجموع الرحلات التجارية لشركات الطيران الوطنية والعربية والاجنبية المستخدمة للمطار 68888 رحلة.مصر
من ناحيتها، كانت وزارة الطيران المدني، قد أعلنت أن إجمالي تكلفة مشروعات التطوير الأمنية والخدمية في مطارات مصر خلال 2017، والتي استكملت في 2018 بلغت أكثر من 10 مليارات جنيه. ومن المقرر أن يتم تصميم وتنفيذ عملية توسعة مبنى الركاب رقم 2 لمطار شرم الشيخ بقيمة إجمالية 450 مليون دولار، ورفع كفاءة الحقل الجوي بمطار الأقصر بقيمة إجمالية 102 مليون جنيه، ورفع كفاءة الممر المساعد لمطار أسوان بقيمة 138 مليون جنيه. كما سيتم إنشاء مبنى جديد منخفض التكاليف لمطار برج العرب بقيمة 2.8 مليار جنيه ورفع كفاءة الممر المساعد والوصلات بمطار برج العرب بقيمة إجمالية 75 مليون جنيه، وتعزيز المنظومة الأمنية لمبان الركاب رقم 2 بمطاري الغردقة وشرم الشيخ بقيمة إجمالية 350 مليون جنيه، وتوفير معدات أمنية للمطارات الجديدة (سفنكس – مطار العاصمة الإدارية بالقطامية ) بقيمة 19 مليون دولار. ويستقبل مطار القاهرة نحو 26 مليون مسافر سنوياً، وتأتي الخطط التطويرية الجديدة لزيادة العدد بما يتناسب مع النمو المتواصل في عدد الشركات المشغلة لرحلات الطيران في العاصمة المصرية، ومع النمو المتواصل لعدد السياح القادمين إلى القاهرة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...