كل عام، يسافر الآلاف من الشباب اليهودي من كل العالم إلى إسرائيل، ضمن جولات Taglit Birthright Israel، أي جولات "حق الولادة - اكتشاف إسرائيل". "وتاغليت" مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تشجيع الشباب اليهودي من العالم لزيارة إسرائيل، ولمعظمهم تكون هذه الزيارة الأولى، وذلك بهدف "اكتشاف معنى جديد لهويتهم اليهودية الشخصية والارتباط بالتاريخ والثقافة اليهودية"، وفقًا للتعريف الرسمي للجولة. تم المبادرة لهذه الجولات في العام 1994، من قبل يوسي بيلين، والذي شغل لسنوات مناصب سياسية إسرائيلية عديدة، سواء كنائب في الكنيست الإسرائيلي أو وزير في إحدى الحكومات. وكانت قد بدأت الجولات فعليًا في شتاء العام 2000، ووفقًا لمؤسسة "تاغليت" وحتى 2018، وصل عدد الزائرين الشباب إلى أكثر من 600,000 شاب من 66 دولة مختلفة، و80% منهم جاؤوا من الولايات المتحدة الأمريكية.
تقوم "تاغليت" بتمويل كافة تكاليف الجولات، من تذاكر سفر، إقامة في فنادق، بطاقات دخول إلى متاحف ومواقع سياحية، وجبات، المواصلات داخل إسرائيل، وغيرها. كما وأن التسجيل للجولات يُفتح مرتيْن في السنة، خلال الصيف والشتاء، وتقام الجولات على مدار أشهر السنة.
"عدم فعل أي شيء"، ببساطة لم يعد خيارًامع ذلك، وبين الحين والآخر، نسمع قصصاً عن شباب انسحبوا من الجولة لأسباب سياسيّة، في لحظة إدراك لحقيقة المكان السياسية والتاريخية، وهذا الإدراك عمليًا مناقض للرواية الإسرائيلية. خلال الصيف الماضي، انسحب 13 شخصًا من هذه الجولات، وخلال الشتاء الجاري، انسحب شخصان حتى الآن، وطُرد ثلاثة بعد أن وُجهوا أسئلة متعلقة الواقع السياسي. هذا وفقًا لتصريح إلون غليكمان، شاب أمريكي يهودي يبلغ من العمر 25 عامًا، كان قد انسحب من جولة "حق الولادة" نهاية العام الماضي.. في حديث خاص مع رصيف 22، وفي إجابة عن السؤال حول علاقته بالقضية الفلسطينية قبل أن يذهب إلى الجولة، قال إلون غليكمان: "عرفت بعض الحقائق عن الاحتلال والكابوس اليومي الذي يخلقه الاحتلال للفلسطينيّين. ترعرعت في المجتمع اليهودي، وخلال تلك الفترة، عرفت القليل جدًا عن الاحتلال والتجربة الفلسطينية. مع تقدمي في السن غامرت بالخروج من مجتمعي، وبدأت بالاستماع إلى سرديّة مختلفة تمامًا. عرفت عن عمليات هدم البيوت، والغارات الليلية، وكيف تقوم إسرائيل بقصف غزّة بشكل روتيني. حطم قلبي ليس فقط ما تفعله إسرائيل، ولكن أيضًا إخفاء مجتمعي هذه المعلومات عني. بذهابي إلى جولة "حق الولادة"، اعتقدت أنها ستكون تجربة مختلفة - وأن الحديث عن الاحتلال قد تغيّر بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. لسوء الحظ، قد فعلوا في هذه الجولة تمامًا كما فعله مجتمعي اليهودي أثناء نشأتي فيه عندما أخفى الاحتلال عني". منذ وصوله إلى إسرائيل، وبدء الجولة، شعر إلون بالإحباط اليومي خصوصًا أن المرشد السياحي كان يتجنب الرد على أسئلته حول الاحتلال، وفقًا لتعبيره. وأضاف: "كل ما كان يقوله المرشد هو عن مدى روعة إسرائيل العظيمة، بنفس الوقت، كان يرفض الاعتراف بأن إسرائيل تفرض الاحتلال العسكري على الفلسطينيّين لأكثر من 50 عامًا. أُصبت بالإحباط ثم واجهت المرشد في نهاية المطاف حول خريطة المكان المضلّلة التي تلقيناها. وعندما قال إن الضفة الغربية لا تختلف عن تل أبيب أو حيفا، عرفت أن لا جدوى في أي مناقشة بشأن الاحتلال في جولتنا هذه".
إلون غليكمان: "عرفت عن عمليات هدم البيوت، والغارات الليلية، وكيف تقوم إسرائيل بقصف غزّة بشكل روتيني. حطم قلبي ليس فقط ما تفعله إسرائيل، ولكن أيضًا إخفاء مجتمعي هذه المعلومات عني."
بعد انسحابه من الجولة، والخطوة العلنيّة التي اتخذها إلون غليكمان وآخرون، ألغى القائمون على جولة "حق الولادة" تذاكر عودتهم إلى أمريكا من إسرائيل. لذلك كان على المنسحبين تأمين ذلك.
بعد الانسحاب من الجولة، تلقى إلون رسائل دعم كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. قال: "أشعر بأن التغيير آتٍ. إسرائيليون وفلسطينيون ويهود أمريكيون يعملون معًا لانهاء الاحتلال، وأعتقد أني سأعيش حتى أرى نهاية الاحتلال"بعد انسحابه من الجولة، والخطوة العلنيّة التي اتخذها إلون وآخرون، ألغى القائمون على جولة "حق الولادة" تذاكر عودتهم إلى أمريكا من إسرائيل. لذلك كان على المنسحبين تأمين ذلك. يضيف إلون: "كما أني واجهت بعض الأزمات مع أصدقائي وعائلتي. صديق قديم لا يتحدث معي منذ انسحابي. لدي أقرباء كانوا يعملون مع هذه الجولات، توترت علاقتي بهم للسبب نفسه. أشعر بالنبذ من مجتمعي، وهو شعور صعب، لكنه لا يُقارن بما يشعر به الفلسطينيون يوميًا. فضلاً عن هذا، سأحاول أن أحثّ مجتمعي على الامتناع عن دعم الاحتلال وعلى جعل هذه الجولات ترفع الأصوات ضد الاحتلال". بعد الانسحاب من الجولة، تلقى إلون رسائل دعم كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. قال: "أشعر بأن التغيير آتٍ. إسرائيليون وفلسطينيون ويهود أمريكيون يعملون معًا لانهاء الاحتلال، وأعتقد أني سأعيش حتى أرى نهاية الاحتلال". وتابع: "لسنوات، سمعت قادة في الجالية اليهودية يقولون إن الصراع في فلسطين/ إسرائيل معقّد للغاية، وأن لا من شيء يمكننا القيام به حيال ذلك. برؤيتنا المباشرة لما يحصل هناك، فإن "عدم فعل أي شيء"، ببساطة لم يعد خيارًا. الاحتلال العسكري ليس معقدًا، بناء المستوطنات فوق القرى الفلسطينية ليس معقدًا، والدعم الضمني للاحتلال بالصمت ليس معقدًا، هذه كوارث أخلاقية لمجتمعي اليهودي، وكابوس يومي للفلسطينيين. يحتاج الوضع إلى التغيير، يجب على المجتمع اليهودي الأمريكي أن يتوقف عن الصمت. نحن بحاجة لإنهاء دعمنا للاحتلال اليوم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...