الحب أعمى والوقوع في شباكه يجعل بعض العاشقين يتصرفون كالمجانين. لكن البعض قرروا الاحتفال باليوم العالمي للأوقية الذكرية في الثالث عشر من شهر فبراير، أي قبل يومٍ من عيد الحب، بهدف تسليط الضوء على أهمية استخدام الواقي الذكري قبل الاقدام على ممارسة الجنس، فهل الأمر محض مصادفة؟
ضمان راحة البال
بدأ الاحتفال بالواقي الذكري من قِبل مؤسسة aids health، وهي منظمة عالمية غير ربحية، تسعى وراء التوعية حول الجنس الآمن بطريقةٍ مسليةٍ ومبتكرةٍ من خلال التشديد على أهمية استخدام الواقيات الذكرية وجعلها تدخل في صلب نمط الحياة السائد: "بطرقٍ أو بأخرى، فإن الأوقية الذكرية تتقدم في مجال الحياة، فمن السهل حملها، وهي الطريقة الأنسب لتجنب الأمراض المنقولة جنسياً، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والحمل غير المرغوب به"، وفق ما أكده مدير برنامج الصحة "البرت رويز". وقد اعتبر "رويز" أن هذه الأوقية تكشف عن أولويات المرء: مدى اهتمامه بصحته وبصحة شريكه، كما أنها تعبّر عن نفسه: فمع مئات الأحجام والألوان والنكهات، يمكن للمرء التمسك بما يحب أو التغيير في كل مرةٍ، ولكن الأهم من ذلك أن هذه الواقيات الذكرية "توفر لكم راحة البال، بحيث تمكنكم من الاسترخاء والتركيز على المتعة"، على حدّ قول "البرت".المفاهيم الخاطئة
تعتبر الأوقية الذكرية من أكثر وسائل منع الحمل شيوعاً على مستوى العالم، ولعلّها الأقدم على الإطلاق، اذ يُقال أن لوحات الكهوف التي تعود إلى 12000 عام تظهر أول دليلٍ على استخدام الواقي الذكري، هذا ويعود أقدم عازل ذكري إلى العام 1642، لذا يمكن القول إن الواقي الذكري كان موجوداً منذ فترةٍ طويلةٍ من الزمن. ومع ذلك هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تدور حول هذه الأوقية الذكرية التي تجعل البعض يتردد في استخدامها.يُقال أن لوحات الكهوف التي تعود إلى 12000 عام تظهر أول دليلٍ على استخدام الواقي الذكري، ويعود أقدم عازل ذكري إلى العام 1642
دراسة تؤكد أن الناس الذين يمارسون الجنس مع الواقي الذكري يشعرون بالمتعة نفسها التي يشعر بها أولئك الذين لا يستخدمون العازل الذكري عند الجماع.في هذا الصدد تحدث موقع "إنسايدر" مع الخبير في الصحة الجنسية الدكتور "لوغان ليفكوف" عن أبرز الشائعات والخرافات التي تتعلق بالكوندوم. الواقي الذكري لم يتطور على مدى العقود الماضية: هل تعتقدون أن الأوقية الذكرية لم تتغير منذ أيام أهلكم أو أجدادكم؟ يشرح الدكتور "لوغان": "إحدى الخرافات الكبرى أن يزعم الناس بأن العازل الذكري لم يتغير مع مرور الوقت، والأوقية الذكرية هي نفسها كما كانت قبل ثلاثين أو أربعين عاماً. وهذا غير صحيح"، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الابتكارات حول الواقيات الذكرية، شكلها، مواد التشحيم، رقة اللاتكس، وكلها عوامل جعلت الواقي الذكري أفضل بكثير.
الواقيات الذكرية ليست فعالة: هناك إحصاءات تفيد بأنه عندما يُستخدم الواقي الذكري باتقانٍ وبشكلٍ كاملٍ يكون فعالاً بنسبة 98% في حين أن فعالية الاستخدام "النموذجي" للعازل الذكري تبلغ 85%، وهذه النسبة تجعل البعض يجزم أن استخدام الواقي الذكري ليس مهماً، من هنا يعتبر الدكتور "لوغان" أن المشكلة تكمن في "كوننا غير واضحين في الأرقام التي نقدمها ونتحدث عنها".
إن الأوقية الذكرية باتت لديها رائحة لاتكس أخف واصبحت عظيمةغياب المتعة عند ممارسة الجنس مع الكوندوم: كثيراً ما نسمع أن الجنس مع العازل الذكري يجعل التجربة الجنسية أقل لذةً، وهو أمرٌ غير دقيق بحسب الدكتور "ليفكوف":" لأنه لدينا هذه الأفكار المسبقة عن الأوقية الذكرية-اللاتكس السميك، الرائحة القوية- نعزز الفكرة القائلة إن الواقي الذكري لا يجلب الرضا وليس مسلياً. أما في الحقيقة فإن الأوقية الذكرية باتت لديها رائحة لاتكس أخف واصبحت عظيمة". وقد استند "لوغان" في وجهة نظره إلى دراسةٍ أجريت في جامعة "إنديانا" ووجدت أن الناس الذين يمارسون الجنس مع الواقي الذكري يشعرون بالمتعة نفسها التي يشعر بها أولئك الذين لا يستخدمون العازل الذكري عند الجماع.
الواقيات الذكرية من مسؤولية الرجل فقط: تعتبر بعض النساء أن الأوقية الذكرية هي من مسؤولية الرجال، غير أن هذا الاعتقاد خاطىء وفق ما يؤكده الدكتور "ليفكوف":"لا يوجد شيء أكثر تمكناً من معرفة أنه بإمكانك حمل منتجٍ يعتني بصحتك الجنسية، ولكن هناك فكرة مفادها أن الشخص الذي لديه "قضيب" يجب أن يكون مسؤولاً"، ولكن يعتبر "لوغان" أنه من الأفضل التفكير بأن الأوقية الذكرية هي من مسؤولية كلا الطرفين:" إذا كانت هذه الأوقية ستدخل في جسم الشخص الآخر، فهذا يعني أنه يستخدمها بدوره". إن الاعتقادات الخاطئة والخرافات المتعلقة بالأوقية الذكرية إضافةً إلى الأعذار غير المبررة، تمنع العديد من الاشخاص من اللجوء إلى استخدام الواقي الذكري كطريقةٍ لتحديد النسل. يقول "بيل سميث"، المدير التنفيذي للائتلاف الوطني لمديري الأمراض المنقولة جنسياً إن المعرفة حول استخدام العازل الذكري بطريقةٍ جيدةٍ، وكذلك الاستخدام المتزايد، هي من أهم العوامل الرئيسية في تقليل المفاهيم الخاطئة حول الأوقية الذكرية وزيادة فعاليتها، كاشفاً أنه "ما زال هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا...اذ نحتاج إلى تسليح الأشخاص بالحقائق التي يحتاجون اليها لاتخاذ الخيارات الذكية لحماية أنفسهم وشركائهم".
"الكوندوم" في عالم اليوم
بالرغم من أن الواقيات الذكرية قد قطعت شوطاً طويلاً في مجال التقدم لا يزال هناك الكثير من المساحات المتبقية للابتكار في مجال صناعة الواقي الذكري. فمع تطور الثقافة الجنسية، تتطور بدورها الاحتياجات الجنسية المتعلقة ببعض المسائل الحساسة مثل تحديد النسل وتجنب الأمراض المنقولة جنسياً، ولكون الواقيات الذكرية تلعب دوراُ في هذا الخصوص، فمن الطبيعي والمنطقي أن ينكب الباحثون باستمرار على أحدث الابتكارات في عالم الكوندوم.
ولعلّ أحدث مثال على "الصيحات المبتكرة" في هذه الصناعة هو قيام العلماء في جامعة "بوسطن" الأميركية بتطوير واقٍ ذكري ذاتي الترطيب (يتمتع بطبقةٍ خاصةٍ تصبح زلقة عندما تتلامس مع سوائل الجسم الطبيعية) لجعل التجربة الجنسية الآمنة أكثر متعةً، وتشجيع الناس على استخدام العازل الذكري وكسر الصورة النمطية التي تعتبر أن الواقي الذكري يؤثر سلباً على اللذة الجنسية.
إذا كانت هذه الأوقية ستدخل في جسم الشخص الآخر، فهذا يعني أنه يستخدمها بدورهوفي سياق الحديث عن عالم العازل الذكري، قد يسأل البعض: ما هو الدور الذي تلعبه المرأة في تغيير صناعة الكوندوم؟ يكشف استطلاع SKYN Condoms لعام 2018 أجري على حوالي 4000 شخص من جيل الألفية أن أكثر من نصف الرجال أعلنوا أنهم يستخدمون الأوقية الذكرية بشكلٍ دائمٍ أو معظم الوقت أثناء العلاقة الجنسية، مما يعني أن النسبة قد ازدادت بمعدل 16% عن استطلاع 2017. وفي حين أن الرجال قد يشعرون بالتردد قبل وضع "المطاط"، فإن النساء يتمسكن بالإصرار على استخدام "الكوندوم"، بحسب ما أكدته "ميكا هوليندر"، الرئيس التنفيذي ل Sustain Natural، وهي الشركة التي تصنع فوطاً وسدادات قطنية وأوقية ذكرية :"تدرك النساء على وجه الخصوص أن صحتهنّ الجنسية تشكل جزءاً مهماً من عافيتهنّ ووضعهنّ الصحي العام، مما يفوق باشواط الاعتقاد القديم بأن الكوندوم غير جيّد في الجنس"، من هنا يمكن القول إن المرأة أقل رغبةً في المغامرة بصحتها الجنسية، مما يجعلها تلجأ إلى الكوندوم لضمان عدم حصول الحمل أو بهدف تجنب الاصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
قد يشعر الرجال بالتردد قبل وضع "المطاط"، لكن النساء يتمسكن بالإصرار على استخدام "الكوندوم"وكشفت دراسة أجريت على 1000 امرأة، أن غالبيتهن يستخدمن الأوقية باستمرار، وتعليقاً على هذا الموضوع قال المؤسسان في شركة LOLA:" لقد وجدنا أن الكوندوم هو الأكثر شعبيةً بين النساء لجهة تحديد النسل. لفترةٍ طويلةٍ هيمنت العلامات التجارية على سوق الصحة الجنسية التي تلبي رغبات الرجال، غير أن هذا المنظور يستبعد عدداً كبيراً من الأشخاص". الجدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة وبفضل جهود بعض الجمعيات الحقوقية، كتلك التي تدافع عن مجتمع الميم وتروج لبعض المفاهيم مثل الإيجابية الجنسية والنسوية، فإن المحادثات التي تدور حول الجنس والصحة الجنسية باتت في الطليعة، ومن الواضح أنه حدث تحولٌ كبير في كيفية نظر المجتمع، وتحديداً النساء، إلى الجنس، فالمتعة لم تعد بالضرورة الأولوية القصوى لأن "الجنس الجيد" هو الذي يحصل بالتراضي وبطريقةٍ آمنةٍ لكلا الطرفين، وهذا ما يدفع الأوقية الذكرية إلى التطور باستمرار لتلبي احتياجات الناس. بغض النظر عن جنسكم أو ميولكم الجنسية، يجب أن لا تخجلوا من شراء الواقيات الذكرية أو الإصرار على استخدامها(حتى ولو كان الطرف الآخر متردداً بشأنها)، ففي نهاية المطاف، صحتكم الجنسية هي الأهم من كل شيء، ومن الواجب الحفاظ عليها قدر المستطاع عن طريق جعل الواقي الذكري جزءاً لا يتجزأ من روتينكم الجنسي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.