في تغريدة بالفارسية والإنكليزية، أثارت ردود أفعال المسؤولين الإيرانيين، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه على تويتر في الذكرى الـ 40 لانتصار الثورة في إيران (١١ فبراير): "أربعون عاماً من الفساد؛ أربعون عاماً من القمع؛ أربعون عاماً من الإرهاب. النظام الإيراني أنتج أربعين عاماً من الفشل فقط ولا غير، والشعب الإيراني الذي يعاني، يستحقّ مستقبلاً يكون أكثر إشراقاً." وردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تغريدة ترامب عبر تويتر وقال "أربعون عاماً من الفشل في تقبّل هذا الأمر بأن الإيرانيين لن يعودوا إلى الخنوع. أربعون عاماً من الفشل في تعديل السياسة الأمريكية بما يطابق الواقع. أربعون عاماً من الفشل في زعزعة استقرار إيران بالدماء والأموال. بعد أربعين عاماً من الخيارات الخاطئة، حان الوقت ليفكّر ترامب مجدّداً بالسياسة الأمريكية الفاشلة". بين هذه النزاعات التويترية السياسية بين طهران وواشنطن، ظهرت ردة فعل مختلفة على تغريدة ترامب، حيث انتقدت المصورة الإيرانية "يَلدا معیّري" الرئيس الأمريكي بسبب استخدامه صورة تتعلق بها في تغريدته حول إيران. والصورة التي استخدمها ترامب، كانت قد التقطتها يلدا في احتجاجات ديسمبر 2017 في إيران، عند تغطيتها لأنباء احتجاجات الإيرانيين على تدهور الوضع الإقتصادي آنذاك. وتحوّلت تلك الصورة إلى أيقونة احتجاجات إيران الشعبية، حيث تمّ تداولها في وسائل الإعلام العالمية والصحف الدولية، دون ذكر اسم المصوّر. وحصلت هذه الصورة بعد 6 أشهر من الاحتجاجات على جائزة أفضل صورة خبرية منفردة، والتي تتضمن فتاة محتجة تركض بين دخان الغاز المسيل للدموع خلال الاحتجاجات في طهران في ديسمبر 2017. وخلال فوز هذه الصورة بالجائزة تمّ الكشف عن اسم المصوّر، "يَلدا معيّري". وكتبتْ يَلدا على صفحتها في الإنستغرام باللغة الإنكليزية والفارسية ردّاً على تغريدة ترامب: "التقطتُ هذه الصورة قبل حوالي عام.. في 30 ديسمبر 2017 خلال الاحتجاجات الشعبية أمام جامعة طهران، وخوفاً من اعتقالي، وتجنّباً للمشاكل الأمنية التي كان من المحتمل أن تواجهها عائلتي، أخفيتُ هويّتي كمصورة هذه الصورة لمدة 6 أشهر". وتابعت: "أفخر بأن صورتي انتشرت في وسائل الإعلام العالمية، وأصبحت رمزاً للحرية في العالم، لكنني، وبصفتي أحد المواطنين الإيرانيين الذي يتضرّر كلّ يوم أكثر من العقوبات الأمريكية، والذي لم يتمكّن من السّفر حتى إلى الدول المجاورة بسبب انهيار العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، والذي تمّ حرمانه من لقاء والديه بسبب قانون السفر الذي سنّه السيد ترامب، أعتبرُ استعمال هذه الصورة من قبل ترامب دون إذنٍ منّي في تغريدة باللغة الفارسية عاراً كبيراً عليّ، وسبباً لحزنٍ عميق لي. لقد تمّ التقاط هذه الصورة من الشّعب الإيراني وللشعب الإيراني، ولا يجوز استغلالها من قبل شخصٍ آخر".
تعيش عائلة هذه المصورة الإيرانية في الولايات المتحدة، لكنها لم تكن قادرة على الذهاب إلى الولايات المتحدة واللقاء بأسرتها بسبب القانون الأمريكي الذي يحظر سفر رعايا بعض الدول الإسلامية منها إيران إلى الولايات المتحدة.
أفخر بأن صورتي انتشرت في وسائل الإعلام العالمية، وأصبحت رمزاً للحرية في العالم، لكنني، وبصفتي أحد المواطنين الإيرانيين الذي يتضرّر كلّ يوم أكثر من العقوبات الأمريكية، والذي لم يتمكّن من السّفر حتى إلى الدول المجاورة بسبب انهيار العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، أعتبرُ استعمال هذه الصورة من قبل ترامب دون إذنٍ منّي في تغريدة باللغة الفارسية عاراً كبيراً عليّمن الواضح أن يلدا، المصوّرة ذات 37 عاماً، والتي تغطّي الحروب والنزاعات منذ 20 عاماً، لا تقصد من "لا يجوز"، الالتزام بحقّ النشر، لأن هذه الصورة أصبحت منذ أكثر من عام في متناول أيدي وسائل الإعلام ووكالات الصور الدولية. تعيش عائلة هذه المصورة الإيرانية في الولايات المتحدة، لكنها لم تكن قادرة على الذهاب إلى الولايات المتحدة واللقاء بأسرتها بسبب القانون الأمريكي الذي يحظر سفر رعايا بعض الدول الإسلامية منها إيران إلى الولايات المتحدة. وقالت يلدا في تصريحات لها جاءت في حوارٍ مع يورو نيوز: قبل تغريدة ترامب كنتُ أردتُ أن أردّ على بومبيو (وزير الخارجية الأمريكي) الذي قام بنشر صورتي في مؤتمر له مع المعارضين الإيرانيين. وبعد تغريدة ترامب الأخيرة قرّرتُ أن أردّ وأتفاعل، لأنه هو الذي سبّب كلّ هذه المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها اليوم كشعب إيرانيّ. وكلّ هذه المشاكل التي سببُها سعر الدولار، وتأثيرها على حياة الناس العاديين، وأيضاً قرار حظر السفر الأمريكي الذي يمنع العائلات من اللقاء ببعضها بعضاً، والذي أثّر كثيراً على حياتي الشخصية وعلى عائلتي، سببُها هو." وأضافت: "لقد تمّ رفض تأشيريْتنا أنا وأخي، مرّتين، ولا يمكننا رؤية والديّ اللذين يعيشان في الولايات المتحدة. عندما أرى كلّ هذه الأمور، وأرى أن شخصاً كهذا يستخدم هذه الصورة، أريد حينها القول بأننا نحن في الحقيقة المجتمع نفسُه والأشخاص نفسهم الذين يتعرّضون للضغوط من قبل الإدارة الأمريكية". وردًّا على سؤال حول هل أنها ستقوم بأيّ إجراء قانوني ضدّ ترامب بسبب استخدامه صورتها، قالت يلدا: "لا أعرف.. يبدو الأمر كوميدياً أن أقدّم شكوى ضد ترامب. لو كان القانون والنظام القضائي بشكل يسمح لي أن أقوم بذلك ضدّه، لكنتُ رفعت دعوى قضائية، ولكن على أرض الواقع يبدو هذا السؤال مضحكاً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين