شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ماذا فعلت شرطة تونس حين رددت جماهير الرجاء المغربي أغنية في بلادي ظلموني؟

ماذا فعلت شرطة تونس حين رددت جماهير الرجاء المغربي أغنية في بلادي ظلموني؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 9 فبراير 201905:02 م

مرة أخرى تعود إلى الواجهة أغنية في بلادي ظلموني، التي يعبّر بها الجمهور المغربي عن همومه لكن هذه المرة خارج أراضي المغرب، وبالتحديد في أحد ملاعب تونس، لتؤكد الجماهير الرياضية أن أغنيتها التي أشعلت الملاعب داخل بلادها هي محل اهتمام خارج الحدود وقد نالت إعجاب الجميع بما فيهم رجال الأمن.

أمس الجمعة شهدت مباراة النجم الساحلي التونسي وضيفه الرجاء المغربي، في سوسة (شرق تونس) ضمن إياب دور الثمانية لمسابقة كأس العرب، مشهداً غير معتاد في الدول العربية فخلال ترديد مشجعي الرجاء أغنيتهم الشهيرة في بلادي ظلموني، أخرج رجال الشرطة التونسيون المكلفون بتأمين المباراة ومكافحة الشغب هواتفهم النقالة وقرروا توثيق المشهد الحماسي، وهم يبتسمون، وبدا على وجوههم الإعجاب بالأغنية التي ربما قد سمعوها في السابق وهي تطوف منصات التواصل الاجتماعي منذ أسابيع.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي انتشر مقطع قصير يظهر رجال الشرطة التونسيين يصورون أهازيج البيضاوي بهواتفهم، مع تعليقات إيجابية ترى أن جماهير الرجاء نجحت في جعل الأغنية السياسية مصدر إعجاب من الجميع داخل المغرب و خارجه.

ورغم أن المباراة انتهت بفوز الرجاء بهدف دون رد، إلا أن هذا الهدف لم يكن كافياً كي يتأهل الفريق المغربي للدور المقبل، لأنه خسر الذهاب في عقر داره بهدفين دون رد، لكن الفوز الحقيقي هو ما حصل عليه الجمهور المغربي الذي كان أنموذجاً للتحضر والإبداع بحسب مراقبين.

ونشر مستخدم على موقع تويتر المقطع المصور معلقاً: "هذه هى متعة كرة القدم، دون قتل ولا منع، رائعة جماهير الرجاء في بلادي ظلموني".

سياسة في المدارج

وانطلقت في بلادي ظلموني من حناجر المغاربة لأول مرة في نوفمبر الماضي، في مشهد ذكر الكثيرين بمشاهد الثورات العربية في العام 2011، وأظهر مقطع مصور الآلاف من جماهير الرجاء البيضاوي المغربي في مباراة فريقهم في كأس الكونفيدرالية الإفريقية، وهم يرددون بشكل جماعي الأغنية التي يقول مطلعها: "أوه أوه أوه، لمن نشكي حالي، الشكوى للرب العالي، أوه أوه أوه، هو اللي داري".

ونجحت الأغنية في تغيير الصورة النمطية عن مدرجات كرة القدم بأنها المكان الذي يتم فيه تشجيع المنتخبات فقط، لتثبت أنه بإمكانها أيضاً أن تكون مساحة للتعبير عن الهموم ومطالبة الحاكم بتحسين الوضع.

شهدت مباراة النجم الساحلي التونسي وضيفه الرجاء المغربي، في سوسة (شرق تونس) ضمن إياب دور الثمانية لمسابقة كأس العرب، مشهداً غير معتاد في الدول العربية.

وتبدأ كلمات الأغنية بالقول "أوه أوه أوه، لمن نشكي حالي، الشكوى للرب العالي، أوه أوه أوه، هو اللي داري (هو الذي يعرف)".

وتتابع الأغنية بلهجة حماسية واضحة: "فهاد (في هذه) البلاد عايشين فغمامة (في غمامة)، طالبين السلامة، انصرنا يا مولانا".

تكمل الأغنية بلهجة ساخرة: "صرفو علينا حشيش كتامة"، بمعنى أن السلطات المغربية نشرت في أوساطهم القنب الهندي الذي يوجد بمدينة كتامة المعروفة بزارعة الحشيش، مما جعل المغاربة "خلاونا كي اليتامى نتحاسبو في القيامة (تركونا مثل اليتامى وسنحاسب يوم القيامة)"، في إشارة إلى أن السلطات المغربية تهدف إلى تغييب عقولهم، بنشر الحشيش في أوساطهم حتى لا يطالبوا بحقوقهم.

تكمل الأغنية: "مواهب ضيعتوها (ضيعتم المواهب)... كيف بغيتو تشوفوها (كيف تريدون أن تروها).. فلوس البلاد كع كليتوها (أكلتم أموال البلاد) للبراني عطيوتوها (أعطيتموها للغريب)".

وتنتهي الأغنية بجملة: "أوه أوه أوه.. توب علينا يا ربي".

بعد ذلك بعدة أسابيع خرجت أغنية أخرى تحمل دلالات سياسية، لكن هذه المرة ترددها عونيات مغربيات.

والعونيات هن مجموعة من النساء يرددن أغاني من الفولكلور الشعبي المغربي، ودائماً ما يلقين أغانيهن في الأفراح.

وحملت أغنية العونيات مجموعة من المطالب ذات الصبغة السياسية، منها المزيد من الحرية في بلادهن، وأن يقوم الملك محمد السادس بمزيد من العمل، ويعين كوادر شبابية بدل كبار السن، كما طالبن في الأغنية بتطوير التعليم، والاهتمام بمطالب الشعب المغربي.

وفي الفترة الماضية شهد المغرب احتجاجات في عدة مناطق، من بينها احتجاج في منطقة الريف عرف بـ "حراك الريف" طالب بالتنمية وفرص عمل، كما نظمت فئات أخرى من موظفي القطاع العام تظاهرات للمطالبة بتحسين ظروف العمل ورفع الرواتب.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image