بث المدون المصري شريف جابر، مقطعاً مصوراً ناشد فيه جمع تبرعات له بقيمة 100 ألف دولار لمساعدته على الهروب من مصر لأنه “ملحد” على حد توصيفه.
وأوضح جابر في الفيديو الذي نشره عبر قناته على يوتيوب بعنوان "ساعدوني في الهروب من مصر"، أنه يعاني في مصر من ملاحقات أمنية وأحكام قضائية وتم إيقافه في مطار القاهرة ومنعه من السفر عدة مرات وباءت جميع محاولاته الخروج من مصر بالفشل.
وجابر (26 عاماً) لا ديني (ملحد حسب التوصيف العام) من مواليد محافظة الإسماعيلية، وبرز اسمه لأول مرة في 27 أكتوبر 2013، حين أوقفته السلطات المصرية بتهمة "ازدراء الأديان ونشر الرذيلة والأفكار الشاذة التي تحث وتشجع على الاستفزاز وتمنع السلام العام وتهدد الأمن الوطني والقومي".
وجاء القبض على الشاب المصري وقتها، عقب مشادة كلامية مع أحد أساتذة علم النفس في كلية الآداب التي درس بها، إذ رفض جابر اعتبار أستاذه المثلية الجنسية حالة مرضية، موضحاً له أنها "أحد التوجهات الجنسية عند البشر، وتنشأ نتيجة تفاعل عوامل بيولوجية وجينية واجتماعية ونفسية".
عقب المشادة، وقع طلاب وأعضاء في هيئة التدريس على عريضة تتهمه بالإلحاد على فيسبوك، تلتها دعوى قضائية من رئيس جامعة قناة السويس ضده. وجاء في البلاغ أن جابر "اعتدى على الدين الإسلامي، واستهزأ بالذات الإلهية والنبي محمد، وبث فيديوهات تحمل سخرية من الدين وإنكار الجنة والنار والحساب، وتستهزئ بيوم القيامة".
صدر الحكم بالدعوى في فبراير 2015، وقضت محكمة مصرية بسجنه سنة مع كفالة لإيقاف التنفيذ بتهمة "ازدراء الإسلام بعد إعلانه إلحاده على فيسبوك"، واستأنف ضد الحكم وتم إطلاق سراحه مقابل ألف جنيه.
وظهر في عدة مقاطع مصورة ينتقد الدين الإسلامي ويدعو الشباب "للتفكر" بشأن حقيقة قناعاتهم الدينية ما عرضه للملاحقات الأمنية مراراً.
&vl=arالخروج من مصر
في الفيديو الذي بثه جابر، تحدث عن معاناته في مصر بسبب المضايقات الأمنية والاتهامات التي تلاحقه لدفاعه عن المثلية واتهامه بازدراء الأديان واضطراره للاختباء لأنه مطلوب لدى جهاز أمن الدولة.
وأكد أيضاً أنه "سعى للخروج من مصر بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة" وأوقف في مطارات القاهرة والإسكندرية خلال مساعيه للسفر إلى لبنان وماليزيا ودبي والمالديف وكل وجهة أراد أن يقصدها.
وألمح جابر إلى أن هناك "المزيد عن تفاصيل ملاحقة الأمن له وتوقيفه في المطارات، لكنه لا يستطيع قول أي شيء طالما بقي عالقاً في مصر" مشدداً على أنه لا يملك سوى حياته "التي تستحق أن يفعل أي شيء حتى لا يخسرها".
وقال جابر إنه "متأكد أنه إذا سجن هذه المرة سيندم ندماً شديداً على أنه لم يبذل مساعٍ للخروج من مصر حتى آخر لحظة في حياته" واصفاً نفسه بأنه "يشبه جاليلو الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة لاتهام الكنيسة له بالكفر" على حد قوله.
وأوضح جابر أن أمامه خيارين "الأول السجن، والثاني أن يحدث له أمر مجهول هو ذاته لا يدرك عواقبه”، لافتاً إلى أنه بعد آخر مرة احتجز فيها، مايو 2018، ما عاد يتحمل أن "يتعرض للمصير ذاته".
وأكد أن الفرصة الأخيرة المتاحة أمامه في ظل منعه أمنياً من السفر وسحب السلطات جوازَ سفره، هو "التنازل عن الجنسية المصرية" مشيراً إلى أنه بحاجة إلى شراء جنسية بديلة للإقدام على هذه الخطوة.
وناشد الجميع التبرع له لجمع 100 ألف دولار هي نظير أرخص وأسهل جنسية متاحة، على حد قوله، جنسية الدومنيكيا.
وختم جابر الفيديو بقوله: "أنا لا أملك المبلغ وأطلب مساعدتكم عبر هذا الفيديو الذي يمثل خطورة كبيرة على حياتي أمنياً وقد يثير انتقادات للمتصيدين الذين ينتظرون أي شيء لانتقادي" معتبراً أن كل ذلك يهون في مقابل "سعيه للعيش حراً في دولة تحترم حقوقه وبيئة تقبل اختلافه" مناشداً "أي دبلوماسي أجنبي قد يصله الفيديو أن يساعده" ومعترفاً في الوقت نفسه بصعوبة تحقيق مطلبه.
سخرية وتعاطف
تفاعل البعض مع المدون الشاب، وتعاطف مع "حقه في العيش الحر".
اخرون اعتبروه غير محظوظ مثل رهف القنون التي هربت بسبب "الإلحاد أيضاً".
وطالب بعضهم رهف القنون بدعمه ومساعدته.
حتى بعض المعارضين لأفكاره دافعوا عن حقه بالعيش الحر.
نقل المرصد عن مركز "ريد سي" التابع لمعهد "جلوبال"، أن مصر هي الأعلى عربياً في انتشار الإلحاد، زاعماً وجود 866 ملحداً بها، فيما تشير تقارير غير رسمية إلى وجود 3 إلى 5 ملايين ملحد في مصر، بحسب صحف محلية. شريف أحد هؤلاء لكنه يريد مغادرة مصر "ليعيش بحرية".
بث المدون المصري شريف جابر، مقطعاً مصوراً ناشد فيه جمع تبرعات له بقيمة 100 ألف دولار لمساعدته على الهروب من مصر لأنه “ملحد” على حد توصيفه. هل تلقى دعوته تجاوباً؟
الإلحاد في مصر
أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية تقريراً في عام 2018، ضمّنه أسباب تزايد ظاهرة الإلحاد بين الشباب معتبراً المتغيرات السياسية والاجتماعية الكبيرة التي تشهدها الدول العربية سبباً مباشراً في ذلك، بالإضافة إلى تشويه الجماعات الإرهابية التكفيرية صورة الإسلام من خلال تطبيق مفهوم خاطئ للإسلام، وتقديم العنف والقتل وانتهاك حقوق الإنسان على أنها من تعاليم الإسلام.
ونقل المرصد عن مركز "ريد سي" التابع لمعهد "جلوبال"، أن مصر هي الأعلى عربياً في انتشار الإلحاد، زاعماً وجود 866 ملحداً بها، فيما تشير تقارير غير رسمية إلى وجود 3 إلى 5 ملايين ملحد في مصر، بحسب صحف محلية.
وحكم على عدة أشخاص بتهمة الإلحاد في مصر في السنوات الأخيرة، وحذرت قيادات الأزهر من "انتشار الإلحاد" فيما وصفه البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية، بأنه "تمرد على الله ويشكل خطرًا على المجتمع”، ودشنت الكنيسة حملات ومؤتمرات دينية لمكافحة الإلحاد، إضافة للتنسيق بينها وبين الأزهر، لتبنّي أنموذج خطاب موحد ضد انتشار الفكر الإلحادي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...