شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
إقبال كبير في مصر على

إقبال كبير في مصر على "فياغرا النساء”..هل يُطفئ الخجلُ نارَ الرغبة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 26 يناير 201905:10 م

رغم عرضها حديثاً للبيع في الأسواق المصرية إلا أن المنتجَ الطبي "Flibanserin” المعروف في مصر على نطاق واسع باسم "الفياغرا النسائية" بدأ يحقق نسبة مبيعات كبيرة منذ سماح وزارة الصحة المصرية ببيعه في الصيدليات في نوفمبر الماضي، بحسب الصيدلي المصري أحمد مختار، الذي يقول لرصيف22 إنه وظّف بائعة في الصيدلية خصيصاً حتى لا تخجل النساء من طلب المنتج الذي بات يُعرف "بالحباية الروز" لأن المنتج الطبي وردي اللون.

يوضح مختار أن مصطلح "فياغرا نسائية" ليس دقيقاً، فالمنتج مختلف تماماً عن الفياغرا التي يستخدمها الرجال، والتي يطلق عليها أغلب المصريين اسم "الحباية الزرقاء" للونها الأزرق مضيفاً أن المنتج النسائي يحوي مادة  Flibanserin ووظيفته الأساسية هي علاج قلة الرغبة الجنسية لدى بعض النساء.

ويلوم مختار على العديد من وسائل الإعلام ترويجها المنتج الطبي باعتباره "فياغرا" يمكن لجميع النساء استخدامه دون مشاكل، مؤكداً أنه أُنتج خصيصاً للنساء اللائي يعانين ضعفاً في الرغبة الجنسية، وأن الطبيب المختص هو فقط من يحدد ذلك، لأن استخدام المنتج دون ضرورة طبية قد يسبب مشاكل.

خجل من السؤال

لاحظ الصيدلي أن بعض النساء يخجلن من سؤاله عن المنتج لأنه رجل، فقام بتوظيف بائعة في الصيدلية، مؤكداً أن الكثير من النساء يتحدثن معها بصوت منخفض، وغالباً ما يكون سؤالهن عن سعر المنتج، أو عن أعراضه الجانبية، وعمّا إذا كان آمناً للنساء الحوامل.

ويوضح مختار أن سعر المنتج 200 جنيهاً مصرياً للعلبة الكاملة التي تحوي 10 أقراص، ما يعني أن سعر القرص الواحد منه 20 جنيهاً مصرياً، أي أكثر من دولار أمريكي بقليل.

يلاحظ مختار أن الكثير من النساء يعتقدن أن المنتج يشبه "الفياغرا الرجالي" من حيث آلية الاستخدام، حيث يمكن للرجال استخدام الفياغرا فقط عند الحاجة إلى زيادة القدرة الجنسية، وغالباً ما يتم استخدامها قبل اللقاء الجنسي بوقتٍ كافٍ، لكنه يضيف أن المنتج النسائي مختلف تماماً لأنه علاج لمشكلة قلة الرغبة الجنسية لدى النساء على المدى الطويل، ما يعني أن على النساء استخدامه بشكل يومي ولمدة قد تصل إلى شهرين حتى يتم معالجة المشكلة تماماً، وأن الفترة اللازمة تختلف من سيدة إلى أخرى وأن الطبيب المختص هو الوحيد المؤهل لتحديد هذه الفترة.

وبحسب مختار فإن فياغرا الرجال تعمل عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، فى حين أن المنتج النسائي يعمل على التأثير على المواد الكيميائية في الدماغ، حيث يزيد الدواء من هرموني الدوبامين والنورادرينالين لدى النساء.

"لاحظت كذلك أن بعض الرجال يسألون عن المنتج، ويرغبون بشرائه لزوجاتهم" يقولها مختار وهو يبتسم، ويكمل "هم يعتقدون أنهم عن طريق المنتج سيجعلون أداء زوجاتهم الجنسي أفضل" لكني أصحح لهم بعض المفاهيم الخاطئة حوله.

يفضلن الهاتف لطلب الدواء

يقول الصيدلي المصري الذي توفر صيدليته خدمة توصيل العلاج للمنازل مثل العديد من الصيدليات المصرية الأخرى، إن بعض النساء يفضلن طلب المنتج عن طريق الهاتف، بسبب خجلهن من النزول بأنفسهن لشرائه، لكنه يؤكد أنه يسأل السيدة عما إذا كانت لديها وصفة طبية "روشتة" أو إذا كان هناك طبيب طلب منها استخدام المنتج أم لا، مضيفاً أن بعض النساء يقلن إنهم فقط يرغبن بتجربته، فيصحح لهن بعض المفاهيم حوله، ويطلب منهن قراءة النشرة المرفقة معه بعناية.

وللدواء الذي وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" في العام 2015 بعض الأعراض الجانبية، ومنها النعاس وانخفاض ضغط الدم والغثيان والدُوار، إضافة إلى بعض الأعراض الجانبية الأخرى، لكن الصيدلي يؤكد أن هذه الأعراض لا تصيب بالضرورة جميع النساء ممن تناولن هذا العلاج.

وعلى عكس دول أخرى تمنع بيع الأدوية دون وصفة طبيب مختص، تعاني سوق الأدوية في مصر نوعاً من الفوضى، إذ يسهل الحصول على الكثير من المنتجات الطبية، بما فيها المضادات الحيوية، دون وصفات علاجية.

علاج ثوري؟

نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن أشرف المراغي مدير وحدة الأدوية المتخصصة بالشركة المصنعة لعقار " Flibanserin" في مصر قوله إن ما تنتجه شركته هو "عقار ثوري في علاج ضعف الرغبة الجنسية لدى السيدات" مضيفاً أن "الأبحاث أكدت أن حوالي 3 من بين كل 10 نساء في مصر يعانين البرود الجنسي"حسب قوله.

ويؤكد المراغي على ضرورة وصف الدواء تحت إشراف طبيب، ويقول إن "المرأة يجب أن تتناول قرصاً يومياً وستحصل على أفضل نتيجة بعد شهرين تقريباً"، بحسب تأكيده.

وبحسب المراغي فإن الشركة المصنعة للدواء في مصر لم تستخدم مطلقاً مصطلح "الفياغرا النسائية"، شارحاً أن الإعلام هو من خلق هذا الإسم، مؤكداً أن العقار "يعيد الاتزان لبعض الناقلات العصبية في المخ بهدف تحسين الرغبة الجنسية عند المرأة، في حين أن الفياغرا تعالج ضعف الانتصاب عند الرجل".

لاحظ الصيدلي أن بعض النساء يخجلن من سؤاله عن تلك الحبة الوردية فقام بتوظيف بائعة في الصيدلية، مؤكداً أن الكثير من النساء يتحدثن معها بصوت منخفض، وغالباً ما يكون سؤالهن عن سعر المنتج، أو عن أعراضه الجانبية، وعمّا إذا كان آمناً للنساء الحوامل. عن فياغرا النساء نتحدث.
الفياغرا النسائية، منتوج اكتسح الصيدليات المصرية في الآونة الأخيرة. هل هو شبيه بالفياغرا الرجالية؟
هل توفر الفياغرا النسائية حلولاً سحرية للعلاقات الزوجية؟ وهل تخفف من حالات الانفصال مثلما يتوقع البعض؟

"الحبة الوردي" حل لمشكلة الطلاق؟

سمحت وزارة الصحة المصرية ببيع المنتج الطبي " Flibanserin" في الأسواق المصرية لاعتقادها أنه يمكن أن يؤدي إلى خفض معدلات الطلاق المرتفعة في مصر، حيث كشفت إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (حكومي) عن وجود نحو 198 ألف حالة طلاق خلال العام 2017 فقط، وهذا المعدل يقارب معدل العام 2018.

ربما هذا ما جعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقترح في المؤتمر الوطني السادس للشباب بجامعة القاهرة العام الماضي، بإنشاء مراكز تأهيل للشباب والفتيات المقبلين على الزواج لتدريب القادمين على الزواج والحد من حالات الانفصال.

ويقول مختصون مصريون في علم الاجتماع إن أحد أهم أسباب الطلاق في مصر يتمثل في المشاكل الناجمة عن فشل العلاقة الجنسية بين الزوجين، فقد يعاني أحد الزوجين من قلة الرغبة الجنسية أو عدم إدراكه كيف يلبي رغبات شريكه جنسياً.

"يمكن لمنتج "Flibanserin" أن يقلل من المشاكل الزوجية، شرط أن تكون السيدة فعلاً بحاجة للعلاج " يقول الصيدلي أحمد مختار ناصحاً كل النساء بعدم الانسياق وراء الإعلانات التجارية والتوجه لطبيب مختص للتأكد من أن المنتج الجديد مناسب لها، وقادر على حل مشاكلها الجنسية أم لا.

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image