أكدت مديرة وكالة مكافحة تهريب البشر في نيجيريا، الثلاثاء 22 يناير، أن مافيات الاتجار بالبشر هرّبت قرابة 20 ألف امرأة وفتاة من نيجيريا إلى مالي حيث أرغمن على ممارسة البغاء وتقطعت بهن السبل.
ويعرف قاموس أكسفورد البغاء على أنه ممارسة أو انخراط في نشاط جنسي مع شخص أو عدة أشخاص مقابل أجر مالي، أو بيع الأسرى مقابل خضوعهم للاستعباد الجنسي والبغاء. وفيما تُشرِّع بعض الدول الدعارة أو الممارسة الجنسية مقابل المال مثل ألمانيا التي اعترفت بالدعارة كمهنة منذ عام 2002، تُجرم جميع البلدان والمنظمات الحقوقية "البغاء القسري" أي إجبار المرأة على ممارسة الجنس المدفوع.
كما يُعتبر البغاءُ القسري أكثرَ أنواع العنف الجنسي ضد المرأة بشاعةً وعادةً ما تُستغل فيه النساءُ الفقيرات وذوات المستوى التعليمي المتدني والفتيات الصغيرات.
استعباد الآلاف
وحسبما أوضحت جولي أوكا- دونلي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لمنع تهريب البشر في نيجيريا، فقد تولى فريق متخصص مشترك من الوكالة والمنظمة الدولية للهجرة تقصي الحقائق بهذا الشأن، قبل أن يكتشف " النطاق الواسع للاتجار بالبشر خلال زيارة إلى جنوب مالي الشهر الماضي".
أوكا- دونلي لفتت في الوقت نفسه إلى " إعادة عشرات من النساء والفتيات من منطقة كانجابا إلى جنوب مالي في الشهور التي سبقت الزيارة".
وأضافت في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز: "الفريق الذي ذهب إلى كانجابا للتحقيق في الأمر وجد مئات النساء الأخريات لا زلن محتجزاتٍ هناك".
وألمحت المديرة إلى أن الفريق "حصل على معلومات موثوقة من السكان المحليين عن وجود أكثر من 200 مكان مماثل في جنوب مالي، وأنه يوجد في كل مكان ما بين 100 إلى150 امرأة وفتاة" ما دفعهم للاستنتاج أن قرابة 20 ألف امرأة محتجزة بغرض ممارسة البغاء القسري.
النساء المحتجزات تتراوح أعمارهن بين 16 و 30 عاماً، تعرضن للخداع، إذ قالوا لهن في البداية إنهن سيُنقلن إلى ماليزيا للعمل في مجال الضيافة، لكن تم نقلهن إلى مالي حيث أجبرن على ممارسة البغاء لصالح عصابات الاتجار بالبشر. وتشدد أوكا- دونلي على أنهن "لا يمكنهن الهرب لأنهن محتجزات في مواقع نائية مثل أعماق الغابات".
ظاهرة متكررة في نيجيريا
ويعد تهريب آلاف النساء والفتيات من نيجيريا أكبر دول أفريقيا من حيث عدد السكان، ظاهرة تتكرر كل عام، إذ يعيش 70 % من السكان البالغ عددهم 190 مليون نسمة على أقل من دولارين يومياً. وتصل غالبية النساء إلى أوروبا بينما يتم نقل البقية إلى مناطق أخرى غرب أفريقيا حيث يتعرضن لشتى ألوان الاستغلال.
وفي فبراير/ شباط 2017، كشف تقرير المنظمة الدولية للهجرة تعرضَ آلاف الفتيات النيجيريات المهاجرات للاستغلال الجنسي (80 % منهن) جرى نقلهن إلى أوروبا وتحديداً إيطاليا حيث أجبرن على العمل في البغاء في أوروبا، وتم خداعهن على أيدي مهربي البشر.
وأشارت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى أن النيجيريات يصلن إلى إيطاليا بحراً ومعظمهن قاصرات، وأن أعدادهن تتزايد إذ ارتفعت خلال السنوات الثلاث الأخيرة من 1454 فتاة في 2014 إلى 11 ألف فتاة في 2016.
وفي يناير/ كانون الثاني 2018، أكدت صحف ليبية القبض على شبكة لتهريب المهاجرين من نيجيريا عبر ليبيا بغرض الاتجار بهن واستغلالهن في أوروبا.
أكدت مديرة وكالة مكافحة تهريب البشر في نيجيريا أن مافيات الاتجار بالبشر هرّبت قرابة 20 ألف امرأة وفتاة من نيجيريا إلى مالي حيث أرغمن على ممارسة البغاء وتقطعت بهن السبل.
كشف تقرير المنظمة الدولية للهجرة تعرضَ آلاف الفتيات النيجيريات المهاجرات للاستغلال الجنسي (80 %) جرى نقلهن إلى أوروبا وتحديداً إيطاليا حيث أجبرن على العمل في البغاء وتم خداعهن على أيدي مهربي البشر.
عرفت الحضارة العراقية القديمة البغاء وجعلته "مقدساً"، حيث مارسته النساء في معابد بابل تحت عباءة أفكار دينية. وكان هذا النوع من البغاء أول استغلال للنساء في الجنس بغرض الحصول على المال، حتى لو كان هذا المال لخدمة أغراض دينية.
"البغاء المقدس"
البغاء ليس ظاهرة حديثة أبداً، بل عرفت الحضارة العراقية القديمة البغاء وجعلته "مقدساً"، حيث مارسته النساء في معابد بابل تحت عباءة أفكار دينية. وكان هذا النوع من البغاء أول استغلال للنساء في الجنس بغرض الحصول على المال، حتى لو كان هذا المال لخدمة أغراض دينية.
وذكر هيرودوتس أن كل امرأة في بابل كانت مجبرة على الجلوس مرة في عمرها في فناء معبد ميليتا أي عشتار أو عشتروت، وتسليم نفسها إلى غريب هناك. ولا يجوز للمرأة
الجالسة في الساحة، العودة إلى منزلها قبل أن يرمي غريب في حضنها قطعة فضية من أي فئة كانت، ثم يصحبها إلى خارج الفناء المقدس.
ولم يكن ممكناً للمرأة رفض القطعة الفضية أبداً لأنها تصبح مقدسة لحظة إلقائها. كانت المرأة تذهب بصحبة أول رجل يرمي لها بقطعة النقود، ولا يحق لها أن ترفض أحداً، وبعد أن تذهب برفقته، وتكون بذلك أرضت الإلهة، تعود إلى منزلها. ومنذ تلك اللحظة، لا يمكن لأي أعطية مهما بلغت قيمتها أن تؤثر عليها أو تغويها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...