تصدر الحديث عن احتمال إغلاق الحكومة الاميركية جميعَ نشرات الأخبار وعناوين الصحف منذ مطلع الأسبوع الجاري. إليك الأجوبة عن كل الأسئلة التي قد تخجل أن تطرحها عن هذا الإغلاق الذي أصبح سارياً ابتدائاً من اليوم.
ما هو سبب الاغلاق؟
تعتمد الحكومة الفيديرالية الأميركية ودوائرها على تمويل يُتفق عليه، يخصصه لها الكونجرس سنوياً كي تدير أعمالها. الموعد الأخير للتوصل إلى اتفاق كان البارحة، الإثنين 30 سبتمبر. لكن الفجوة بين المشرعين الجمهوريين والديموقراطيين، حالت دون إقرار الميزانية. بذلك أصبحت الحكومة مغلقة بموجب الدستور الذي لا يسمح للحكومة الفيديرالية بصرف سنت واحد من ضرائب المواطن الأميركي، قبل إقرار الموازنة.
لماذا لم يتفق على الميزانية والمخصصات حتى الآن؟
سؤال صعب، له عدة إجابات. لكنه، يمكن القول إن السبب يكمن في الشرخ غير المسبوق بين الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة. أدى هذا الشرخ إلى استحالة التوافق بين الفرقاء، وبالتالي إلى شبه استحالة تشريع قوانين، وتمريرها في الكونجرس. بكل بساطة: عندما انتخب أوباما في 2008، كرّس وحزبه كل طاقاتهم وعملوا المستحيل لكي يجعلوا من مشروع قانون "الضمان الصحي الشامل" (الملقب بـ اوباماكير ObamaCare) أمراً واقعاً. فعلاً، بعد معاناة سنتين، أقر المشروع وأصبح قانوناً سارياً في مارس 2010. أوباماكير كان من أصعب القوانين التي شُرعت في التاريخ الأميركي المعاصر تكلفة (بميزانية تزيد عن 2,6 مليار دولار وغضب جمهوري لا مثيل له). بالتالي، منذ 2010 حتى اليوم، كرّس الجمهوريون جميع طاقاتهم لعرقلة أي تشريع أو مشروع قرار يُقترح من قبل الديموقراطيين.
هل يعني ذلك إغلاق جميع الدوائر الحكومية وتسريح جميع موظفيها؟
لا. مكتب الإدارة والميزانية الأميركي Office of Management and Budget الذي يحكم بتسيير الإغلاق، يجبر جميع دوائر الحكومة الفيديرالية على التفريق بين العمليات والموظفين الأساسيين وغير الأساسيين. معظم الإدارات قد تحد من موظفيها "غير الأساسيين" في مقابل "الإغلاق التام". يعمل لدى الحكومة ما لا يقل عن مليونين و مائة ألف موظف، ومعظم الخبراء يتوقعون إيقاف عمل ما بين 800,000 الي 1,000,000 موظف، إلى أجل غير مسمى.
بشكل عام، ما هي الدوائر والعمليات التي تغلق؟ وماذا يحصل لموظفي الدولة؟
يتم إغلاق الوزارات والإدارات "غير الأساسية" مثل وزارة الإسكان، المتاحف والحدائق العامة جميعها (بما فيها تمثال الحرية، والمتحف الوطني!)، الهيئات التنظيمية كـهيئة حماية البيئة EPA، هيئة الاتصالات الفيديرالية FCC... الخ.
ما هي الدوائر التي لا تغلق؟
الدوائر الأساسية التي تمس مباشرة بالأمن القومي (وزارات الدفاع، الداخلية، والخارجية. قيادة الأركان وإدارات المعابر... الخ). دوائر الحفاظ على الأمن (الشرطة، الدفاع المدني والمستشفيات... الخ). الدوائر المرخصة للأبد والمحمية دستورياً كالضمان الاجتماعي ومؤسسات المحاربين القدماء... والدوائر التي تستمد ميزانيات مستقلة عن الحكومة (كمكتبة الكونجرس، البريد، الاحتياطي الفيديرالي... الخ).
معظم هذه الوزارات والهيئات قد لا تغلق كلياً، ولكن سيخفّض عدد العاملين لديها جذرياً، لتبقي الموظفين الأساسيين. على سبيل المثال:
وزارة الدفاع سترسل نصف موظفيها إلى منازلهم (400,000 موظف من أصل 800,000)
وزارة التجارة سوف تعلق توظيف 87% من موظفيها الـ 46,420
ناسا NASA سوف توقف عمل 97% من موظفيها الـ 18,134
وزارة النقل ستسرّح 33% من 55,468 موظف
إدارة الخزينة الأميركية ستوقف عمل 80% من أصل 112,461 موظف لديها.
كم مرة أُغلقت الحكومة الأميركية؟
17 مرة.
متى آخر مرة أغلقت الحكومة؟
منذ 17 سنة، في عهد الرئيس كلينتون Clinton.
ما مدة الإغلاق عادة؟
في الحالات السابقة، كان متوسط مدة الإغلاق يتراوح ما بين 4 و5 أيام. لكن الهوة ما بين المشرعين اليوم كبيرة، ما قد يطيل من أمد الإغلاق.
ما الحل؟
التوافق بين المشرعين الجمهوريين والديموقراطيين، وذلك عبر التنازل عن بعض تخصيصات الميزانية في عدة برامج، أهمها الضمان الصحي والضريبة المفروضة على المعدات الطبية التي اقترحها الديموقراطيون.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...