شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
مشورة الوزراء التي أعطت الحكم الإسلامي اتزانه وحنكته

مشورة الوزراء التي أعطت الحكم الإسلامي اتزانه وحنكته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 22 يناير 201906:48 م
حفظت لنا المصادر التاريخيّة القديمة عدداً من الأقوال المشهورة عن وزراء كل عصر، بعض من تلك الأقوال كان يعبّر عن روح التكاتف والمساواة، كما في أقوال العصر الراشدي، والبعض الأخر يبيّن تطور فنّ السياسية وتدبير الحكم، كما أن بعض الأقوال قد بيّنت التجارب العميقة والمؤسفة التي مرّ بها بعض رجال السلطة، فعبّروا عنها في رسائلهم الموجعة.

المشورة والنصح: السمة المميّزة لأدب الوزارة في العصر الراشدي

لم تعرف الدولة الإسلامية زمن الراشدين، منصب الوزارة بشكل رسمي، ولكن هذا لم يمنع من أن كبار الصحابة كانوا دائماً ما يختلطون بالخلفاء، وكانوا يختلفون إليهم من وقت لآخر، فيسمعون منهم ويقدمون إليهم المشورة والنصح فيما يتعلّق بقرارات الدولة المصيريّة. الكثير من تلك النصائح، تمّ تقديمها في قالبٍ أدبي رفيع المستوى، بحيث احتفظت لنا المصادر التاريخية بها، مخلدةً الحادثة وما ارتبط بها من تفاصيل. من النماذج الأدبيّة الجميلة والمشهورة التي شاعت في شأن المشورة في زمن الراشدين، ما يذكره شمس الدين الذهبي ت748هـ في "سير أعلام النبلاء"، من أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب قد سأل محمد بن مسلمة، عن رأيه في شخصه وفي سيرته وطريقته في حكمه، فقال له " أَرَاكَ وَاللَّهِ كَمَا أُحِبُّ ، وَكَمَا يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّ لَكَ الْخَيْرَ ، أَرَاكَ قَوِيًّاً عَلَى جَمْعِ الْمَالِ عَفِيفًاً عَنْهُ ، عَدْلًاً فِي قِسْمِهِ ، وَلَوْ مِلْتَ عَدَلْنَاكَ كَمَا يُعْدَلُ السَّهْمُ فِي الثِّقَافِ". ومن النماذج الأخرى المشهورة، أنه لما عزم عمر على الخروج بنفسه لقتال البيزنطيين، عارضه علي بن أبي طالب، وأشار عليه بالبقاء في المدينة، وكان مما قاله بحسب ما ورد في كتاب نهج البلاغة:"إِنَّكَ مَتَى تَسِرْ إِلَى هَذَا اَلْعَدُوِّ بِنَفْسِكَ فَتَلْقَهُمْ فَتُنْكَبْ لاَ تَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ كَانِفَةٌ دُونَ أَقْصَى بِلاَدِهِمْ لَيْسَ بَعْدَكَ مَرْجِعٌ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ رَجُلاً مِحْرَباً وَ اِحْفِزْ مَعَهُ أَهْلَ اَلْبَلاَءِ وَاَلنَّصِيحَةِ فَإِنْ أَظْهَرَ اَللَّهُ فَذَاكَ مَا تُحِبُّ وَإِنْ تَكُنِ اَلْأُخْرَى كُنْتَ رِدْءاً لِلنَّاسِ وَمَثَابَةً لِلْمُسْلِمِينَ".
نال الوزراء في العصر الأيوبي حظوةً عالية، وأُشتهر بعضهم بإمكانياته الأدبيّة وبلاغته وتفنّنه في الخطابة والكتابة
في رسالة عبد الحميد الكاتب التي أرسل بها إلى أهله، حينما كان هارباً مع مولاه خوفاً من تعقّبِ مطارديه من بني العبّاس، نستطيع أن نميّز الحزن والألم، وأن نشعر بالشجن الذي صاغ به الكاتبُ رسالته

حيلة في أوّله، ولوعة في آخره: كيف صاغ وزراء الأمويين أدبهم؟

مثلها مثل دولة الراشدين، لم تعرف الدولة الأموية منصب الوزارة، وإن كان الواقع العملي قد أثبت أن العديد من حلفاء الأمويين ومواليهم، قد شغلوا مكانة كبيرة في البلاط الأموي، بالشكل الذي يقرّبهم من معنى الوزارة. مسألة الحفاظ على السلطة وتوريثها، كانت قد مثّلت الشغلَ الشاغل للأمويين في بداية عهدهم، وهو الأمر الذي ظهر في قضيّة ولاية العهد، وما ارتبط بها من صياغات أدبيّة ونثريّة، بقيت - رغم كل ما تتضمّنه من نفاقٍ ومداهنة -خالدةً وحيّة على مر الزمان. بحسب ما يذكر ابن جرير الطبري في تاريخه، فأن المغيرة بن شعبة كان هو الرجل الذي أشار على معاوية بن أبي سفيان، بتعيين ابنه يزيد في ولاية العهد، وفي كتابه المشهور "العقد الفريد"، يذكر ابن عبد ربه الأندلسي (تـ328هـ)، تفاصيل بعض المواقف التي تزامنت مع تعيين يزيد في منصب ولاية العهد، التي ظهر فيها عدد من الأساليب الأدبيّة البلاغيّة التي تبارى أصحابها من مستشاري معاوية وكبار رجاله، في التقرب من الحاكم رغبة منهم في المشاركة في السلطة، ومالها وجاهها. على سبيل المثال، يذكر ابن عبد ربه، أن الضحّاك بن قيس الفهري، وكان من أقرب الرجال إلى الخليفة الأموي الأوّل، قد خاطبه قائلاً: "يا أمير المؤمنين، إنه لا بد للناس من والٍ بعدك وقد بلونا الجماعة والألفة فوجدناهما أحقنَ للدماء وأصلحَ للدهماء وآمنَ للسُّبُل وخيراً في العاقبة والأيامُ عُوجٌ رواجعٌ، واللهُ كلَّ يومٍ هو في شأن، ويزيد ابن أمير المؤمنين في حُسْنِ هَدْيِه وقَصْدِ سيرته على ما علمتَ، وهو من أفضلنا علماً وحِلماً وأبعدنا رأياً فولِّه عهدَك واجعله لنا عَلَماً بعدك ومفزعاً نلجأ إليه ونسكن في ظلّه". وبعد أن أنهى الضحاك مقالته، قام يزيد بن المقفع العذري، فقال: "هذا أمير المؤمنين، وأشار إلى معاوية، فإن هلك فهذا، وأشار إلى يزيد، ومن أبى فهذا، وأشار إلى سيفه"، فقال معاوية "اجلسْ فأنت سيّدُ الخُطَبَاء". على أن المشهد الأدبي في أخريات العصر الأموي، قد تغيّر كثيراً عن أوّله، ومن أهم النماذج التي توضّح ذلك، رسائل عبد الحميد الكاتب، والذي كان من أقرب الناس إلى مروان بن محمد، آخر خلفاء الدولة الأمويّة. ففي رسالة عبد الحميد، والتي أرسل بها إلى أهله، حينما كان هارباً مع مولاه خوفاً من تعقّبِ مطارديه من بني العبّاس، نستطيع أن نميّز الحزن والألم، وأن نشعر بالشجن الذي صاغ به الكاتبُ رسالته، حيث جاء في تلك الرسالة: "فإنَّ اللهَ تعالى جَعلَ الدنيا مَحفوفةٍ بالكـُرْهِ والسرور، فمن ساعدَهُ الحَظُّ فيها سـكن إليها، ومن عضّتْه بـِنابـِها ذّمها ساخطاً عليها، وشكاها مستزيداً لها، وقد كانت أذاقَتْنا أَفاويقَ استحليناها، ثم جَمَحَتْ بنا نافرةً ورمحتنا مُوَلِّيةً، فَملُحَ عبُها، وَخَشُنَ لَيِّنُهَا فأَبْعَدَتْنا عن الأَوطان وفرَّقتنا عن الإخوان، فالدارُ نازحة والطير بارحة".

أدب الوزراء يرسم التطوّر التاريخي للإمبراطوريّة العبّاسيّة

مما لا شكّ فيه، أن الدولة الإسلاميّة في عهد بني العبّاس قد مرّت بتحوّلات كيفيّة ونوعيّة مهمّة، حيث أضحى الخليفةُ سلطاناً مهيبَ الجانب، فخرج من عباءة زعيم القبيلة البدوي، وتواكباً مع ذلك التغيّر ظهر منصب الوزارة، فبحسب ما يذكر ابن أيبك الصفدي (تـ764هـ) في كتابه "الوافي بالوفيّات"، أن العبّاسيين كانوا أول من أقام الوزراء في الإسلام، وذلك عندما أطلق أبو العبّاس السفّاح، لقب الوزير على أبي سلمة الخلال، عقب قيام الدولة العبّاسيّة في 132هـ. العديد من الوزراء العباسيين عُرفوا بمقالاتهم الأدبيّة البليغة، ومنهم يحيى بن خالد البرمكي، الذي تولّى الوزارة زمن الخليفة هارون الرشيد، ومثّل مع أبنائه، السلطةَ الحقيقيّةَ في البلاد. أورد أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري (تـ331هـ)، في كتابه "الكتاب والوزراء"، بعضاً من المقالات الرائعة التي حُفظت عن يحيى البرمكي، منها قوله ناصحاً أبنائه: "لا بد لكم من كتّابٍ وعمّالٍ وأعوان، فاستعينوا بالأشراف، وإياكم وسِفْلة الناس، فإنّ النعمة على الأشراف أبقى، وهي بهم أحسن، والمعروفُ عندهم أشهر، والشكر منهم أكثر". ومنها قوله " لسْتَ ترى أحداً تكبِّر في إمارة إلا وقد دَل على أن الذي نال فوق قدره، ولسْت ترى أحداً تواضع في الإمارة إلا وهو في نفسه أكبر مما نال من سُلطانه".  كما نُقلت عنه بعض الحِكم والأقوال الحكيمة التي عبّر فيها عن حاله المؤسف بعدما سجنه الرشيد ونكّل به، من ذلك قوله "لا أرحام بين الملوك وبين أحد"، وقوله "الدنيا دولٌ، والمالُ عاريةٌ، ولنا بمن قَبْلنا أسوة، وفينا لمن بَعْدنا عبرة". أما أشهر وزراء بني العبّاس الذين عُرفوا بأساليبهم البلاغيّة الراقيّة، فكان محمد بن عبد الملك بن أبان (تـ233هـ)، والمعروف بابن الزيّات، وكان وزيراً للخليفة المعتصم بالله. من النماذج البلاغيّة التي عُرفت عن ابن الزيات، رسالته التي بعث بها إلى أحد الولاة على لسان الخليفة، والتي ورد فيها: "لا تخلو أنت من إحدى منزلتين ليس في واحدةٍ منهما عُذر يوجب حُجَّة ويُزيل لائمة: إمَّا تَقْصيرٌ في عمل دعاك للإخلال بالحَزْم والتَّفريط في الواجب وإمَا مُظاهرةٌ لأهل الفساد ومُداهنةٌ لَأهلِ الرِّيب، وأيّة هاتين كانت منك لمُحِلّة النُّكْر بك، ومُوجبة العُقوبة عليك، لولا ما يلقاك به أميرُ المؤمنين من الأناة والنَّظِرة، والأخْذ بالْحُجة، والتقدّم في الإعذار والإنذار، وعلى حَسب ما أقِلْتَ من عَظيم العَثْرة يجب اجتهادُك في تلافي التَّقصير والإضاعة والسلام".

في رسالة عبد الحميد الكاتب ــوهو أقرب الناس إلى مروان بن محمد، آخر خلفاء الدولة الأمويّةــ التي أرسل بها إلى أهله، حينما كان هارباً مع مولاه خوفاً من تعقّبِ مطارديه من بني العبّاس، نستطيع أن نميّز الحزن والألم

الصاحب بن عبّاد: الوزير البويهي الأديب

سيطر البويهيّون الفرس على بغداد والخلافة العباسيّة لما يزيد عن المائة عام، وسمحوا بالتعدّديّة المذهبيّة في الدولة الإسلاميّة، مما نتج عنه حرية ممارسة المعتقد والشعائر، كما تسبّب في ازدهار الثقافة والأدب. كان الوزير أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد (تـ385هـ)، وهو المعروف بالصاحب بن عبّاد، من أهم الشخصيات الأدبيّة التي ظهرت في العصر البويهي على الإطلاق. في كتابه "الصاحب بن عبّاد: الوزير الأديب"، يقرّ الكاتبُ كامل محمد محمد عويضة أن رسائل ابن عبّاد الأدبية، "ترقى به وبفنّه الكتابي إلى الذروة والسنام في عالم الفنّ الكتابي والكلامي". ومن أبرز النماذج التي تشي لنا بقدرة ابن عبّاد البلاغيّة، قوله عند إهداء مجموعة من الأقلام إلى الوزير السابق عليه: "قد خدمت دَوَاة مولَايَ بأقلام تتخفّف بأنامله وتتحمّل نفحات فواضله وتأنقت فِي بريها فَأَتَت كمناقير الْحمام واعتدال السِّهَام، خَمْسَة مِنْهَا مصريّة مقوّمة عَلَيْهَا حللٌ مُسْهَمَة وَعشرَة مِنْهَا بيض كأياديه وَأَيَّام مؤمليه وَالله يديم لَهُ مواد نعْمَته ويوفقني لشرائط خدمته". ومنها أيضاً، وصفه أحد معارفه للسلطان، قائلاً: "رجلٌ لَيْسَ بشديد الاعتدال فِي خلقه وَلَا ببارع الْجمال فِي وَجهه بل كَانَ يروع بمحاسن شعره وسلامة ودّه أما الشّعْر فقد غاض حَتَّى غاظ وَأما الودّ فَفَاضَ أَو فاظ فَإِن تذكره مولَايَ بوصفه وَإِلَّا فليسأل عَن خَاله وَعَمه"

القاضي الفاضل: اللمسة الأدبية في دولة صلاح الدين الأيوبي

نال الوزراء في العصر الأيوبي حظوةً عالية، وأُشتهر بعضهم بإمكانياته الأدبيّة وبلاغته وتفنّنه في الخطابة والكتابة، وكان أحدهم هو القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني (تـ596هـ)، والذي كان أقرب الوزراء لصلاح الدين الأيوبي. قال عنه العماد الأصفهاني: "رَبُّ القلم والبيان واللسن اللسان، والقريحة الوقّادة، والبصيرة النقّادة، والبديهة المعجزة"، وذلك بحسب ما يذكر ابن خلكان (تـ681هـ)، في كتابه "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان". كما أن الذهبي قد وصفه في "سير أعلام النبلاء" بقوله" انتهت إلى القاضي الفاضل براعةُ الترسُّل وبلاغةُ الإنشاء، وله في ذلك الفن اليدُ البيضاء، والمعاني المبتكرة، والباعُ الأطول، لا يُدرك شأوه، ولا يُشق غباره، مع الكثرة". وقد أشتهر القاضي الفاضل بأساليبه الإنشائيّة الأدبيّة رفيعة المستوى، تلك التي جعلت عباراته تبقى حتى الآن حاضرة ومستمرّة رغم تباعد السنين، ومن ذلك ما ينقله ابن كثير (تـ774هـ) في كتابه "البداية والنهاية"، عندما يذكر أنه لما تأخّر انتصارُ الجيش الأيوبي في أحد المعارك، أرسل لهم القاضي الفاضل برسالة مؤثرة، ورد فيها: "إِنَّمَا أَتَيْنَا من قبل أَنْفُسنَا وَلَو صدقناه لعجل لنا عواقب صدقنا وَلَو أطعناه لما عاقبنا بعدونا وَلَو فعلنَا مَا نقدر عَلَيْهِ من أمره لفعل لنا مَا لا نقدر عَلَيْهِ إِلَّا بِهِ فَلَا يستخصم أحد إِلَّا عمله وَلَا يلم إِلَّا نَفسه وَلَا يرج إِلَّا ربه وَلَا ينْتَظر العساكر أَن تكْثر وَلَا الْأَمْوَال أَن تحضر وَلَا فلَان الَّذِي يعْتَقد عَلَيْهِ أَن يُقَاتل وَلَا فلَان الَّذِي ينْتَظر أَنه يُشِير فَكل هَذِه مشاغل عَن الله لَيْسَ النَّصْر بهَا وَلَا نَأْمَن أَن يكلنا الله إِلَيْهَا والنصر بِهِ واللطف مِنْهُ وَالْعَادَة الجميلة لَهُ ونستغفر الله سُبْحَانَهُ من ذنوبنا فلولا أَنَّهَا تسد طَرِيق دعائنا لَكَانَ جَوَاب دعائنا قد نزل وفيض دموع." ومن بين أشهر العبارات التي كتبها الفاضل وتناقلها الناس من بعده: "إنِّي رأيتُ أنَّه لا يكتُبُ إنسانٌ كتابًا في يومِه؛ إلاَّ قالَ في غَدِهِ: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسنَ، ولو زِيدَ كذا لكان يُستَحسَنُ، ولو قُدِّمَ هذا لكان أفضلَ، ولو تُرِكَ هذا لكان أجملَ. هذا مِنْ أعظَمِ العِبَرِ، وهو دليلٌ علَى استيلاءِ النَّقصِ علَى جُملةِ البَشَرِ".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image