تحتفل معظم بلدان العالم على اختلافها في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر بأعياد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، وذلك بدءاً من ليلة الرابع والعشرين من ديسمبر وحتى نهاية العام.
ترتبط هذه الاحتفالات عادة بطقوس وأجواء من الفرح والتزيينات المتلألأة التي تملأ الطرقات والمنازل المسيحية وحتى غير المسيحية حيث يحتفل كثيرون من طوائف أخرى بهذه المناسبة في أجواء عائلية واجتماعية حميمية.
تُنصب حبال الزينة والأضواء في الطرق والساحات وشرفات المنازل، وتوضع أشجار العيد في كل الأنحاء وتحتها الهدايا الموجهة للأطفال وحتى للكبار، ويتجول بابانويل وهو يوزع الفرح والهدايا على الجميع، ويُقام قداس الميلاد عند منتصف الليل وهو تقليد موجود في أغلب الدول حول العالم، حيث ذُكر في الإنجيل المقدس بأن الملاك بشّر الرعاة وهم ساهرون ليلاً بميلاد المسيح.
وقد تتشابه طقوس الاحتفال هذه في معظم المناطق المحتفلة بأعياد الميلاد ومنها العديد من البلاد العربية، لكن لكل بلد عاداته وتقاليده التي تختلف أحياناً حتى عن بلد مجاور له. فمسيحيو العراق يحييون هذا العيد بطريقة مختلفة إلى حد ما عن مسيحيي سوريا أو مصر أو الأردن، ولكل بلد طقوسه وحتى أطعمته الخاصة المرتبطة بهذه المناسبة.
في بولندا، يوضع صحن إضافي أثناء تناول وجبة عشاء عيد الميلاد، تحسباً لحضور مفاجئ لضيف غير متوقع.
في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، تغلق معظم شوارع المدينة صباح عيد الميلاد حيث يخرج السكان للتزلج على الجليد منذ الثامنة صباحاً.
في أوكرانيا، تأخذ زينة عيد الميلاد شكل شبكة عنكبوت، وهو تقليد قديم مستوحى من قصة أرملة فقيرة لا قدرة لها على شراء زينة العيد لتفرح أطفالها، فتشعر العناكب في المنزل بالتعاطف معها وتسارع لتزيين الشجرة بواسطة حبال شبكتها.
في هولندا، يترك الأطفال ليلة الرابع والعشرين من ديسمبر أحذيتهم ليضع فيها بابانويل الهدايا ويجدونها في اليوم التالي بانتظارهم، وداخل الأحذية يضعون بعض الجزر وهو من نصيب حصان بابانويل الذي يساعده في التنقل.
في مقاطعة كاتالونيا في إسبانيا، تتربع شخصية Tió de Nadal على عرش العادات الميلادية، وهذه الشخصية هي عبارة عن قطعة خشبية على شكل جذع شجرة صغير، يجب تدفئتها وإطعامها خلال الأسبوعين السابقين للعيد إذ أنها ستجلب كمية كبيرة من الهدايا صباح الميلاد.
وفي يوم العيد، يجلس الأطفال في غرفة وهم يتضرعون للحصول على الكثير من الهدايا، في حين يضع الأهل تلك القطعة الخشبية مع الهدايا في غرفة أخرى تحت غطاء، وعندما يعود الأطفال يجدون ما صلّوا لأجله. وفي بعض الأحيان يقوم الأطفال بضرب الخشبة بعصا لعلها تعطيهم المزيد من الهدايا.
في فلسطين
للاحتفالات في فلسطين رمزيتها الكبيرة، فالسيد المسيح ولد في بيت لحم التي تقع جنوب القدس على بعد عشرة كيلومترات، وتضم عدة كنائس أهمها كنيسة المهد والتي شيّدت في القرن الرابع فوق المكان الذي يُعتقد بأن المسيح أبصر النور فيه. وتشهد كنيسة المهد طقوساً دينية منتظمة في عيد الميلاد كل عام. يقام فيها قداس منتصف الليل بحضور مسيحيين فلسطينيين من كافة الطوائف، ويقدر عددهم في القدس بحوالي 15 ألف نسمة، إضافة إلى عشرات آلاف الزوار الأجانب، والذين وصل عددهم هذا العام إلى حوالي مليوني ونصف مليون زائر. وتبدأ الاحتفالات بخروج مواكب المحتفلين وفرق الكشافة من بلدة القدس القديمة واتجاهها نحو ساحة كنيسة المهد حيث يتجمع رجال الدين والمصلون والمحتفلون وتنصب شجرة عملاقة. كما يتجمع الزوار عند المدخل الحجري الضيق للكنيسة بهدف رؤية مكان ولادة السيد المسيح.في العراق
يضم العراق مكونات مسيحية مختلفة على رأسها الكلدان والأشوريون والسريان والأرمن. يتوزعون في مختلف أنحاء البلاد ولا سيما العاصمة بغداد وسهل نينوى ودهوك وأربيل والموصل وكركوك، ويشكّلون ثاني أكبر ديانة في العراق بعد الإسلام، حيث تبلغ نسبتهم حوالي 7 بالمئة من مجموع السكان، وهي نسبة متغيرة نتيجة ظروف الحرب التي تعيشها البلاد منذ العام 2003. في قرى سهل نينوى، يضيء المسيحيون ظهر يوم 24 ديسمبر شعلة الميلاد والتي يطلق عليها اسم "التهرا" وذلك في إحدى الساحات، وهي ترمز للنار التي أوقدها الرعاة وهم ساهرون ينتظرون ولادة المسيح في العراء. والتهرا كلمة سريانية تعني الانبهار أو الاندهاش. يذهب الأهالي من الصباح الباكر لجمع أعشاب وأشواك ونباتات برية يابسة لها أسماء محلية مثل أوزمي وعارون ومن ثم يحضرون لإيقاد الشعلة. وعند الظهيرة وحتى ساعات الليل، يجتمع حول الشعلة المتقدة الأهالي ورجال الدين وهم يحملون الشموع وينشدون التراتيل والألحان السريانية بانتظار حلول موعد ميلاد السيد المسيح.شجرة "الوحدة الوطنية" هي تقليد بدأ منذ حوالي عشرة أعوام جنوب العاصمة عمان، حيث يعتبر الأردنيون بأنها تدل على رمزية التآلف بين الأردنيين بمختلف طوائفهم والأمل بعام جديد أفضل، وتزين هذه الشجرة عادة ببطاقات تحمل صور وأسماء مختلف المحافظات الأردنية كدلالة على وحدة الأردن بمختلف مناطقه
هناك اعتقاد في مصر بأنّ شجرة الميلاد الشهيرة ليست تقليداً أوروبياً كما هو شائع، وإنما تعبير مصري عن تعاقب أشهر السنة حيث تتميز شجرة الصنوبر بطبقاتها المتعددة وكل طبقة تمثل شهراً، وكانت هذه الشجرة تزين احتفالات عيد ميلاد أوزوريس في الرابع والعشرين من ديسمبر، وهو إله البعث في الديانة المصرية القديمة، ويرتبط لدى المصريين القدماء بالقوة المانحة للحياة.وفي بعض البلدات يستعاض عن إيقاد الشعلة في ساحة عامة بوضع شعلة أخرى رمزية أصغر حجماً داخل إحدى الكنائس المحتلفة بالعيد. وبعد أن تخمد الشعلة يقوم البعض بالسير فوق رمادها ذهاباً وإياباً عدة مرات للحصول على بركتها، كما يجمعون بعضاً من رمادها وينثرونه في حقولهم اعتقاداً منهم بأنها تجلب موسم زراعة جيد وتبارك لهم في محاصيلهم.
في مصر
تشكّل المسيحية ثاني أكبر ديانة في مصر بعد الإسلام، وينتمي أغلب مسيحيي مصر للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع وجود أعداد أقل بكثير من الأقباط الكاثوليك والروم الأرثوذكس واللاتين والموارنة. يشكل المسيحيون في مصر حوالي 10 بالمئة من مجموع السكان. وتحتفل أغلبية مسيحيي مصر بعيد الميلاد في السادس من يناير كل عام وذلك نتيجة اتباعهم التقويم الشرقي، في حين يحتفل البقية بالعيد في الخامس والعشرين من ديسمبر. ورغم هذا الاختلاف لا تصعب ملاحظة مظاهر الاحتفال واضحة منذ منتصف ديسمبر تقريباً، والتي تتشابه بتفاصيلها مع الاحتفالات بمعظم بلدان العالم. إلا أن للمصريين اعتقاداً مختلف عن غيرهم من الشعوب، حيث يقول بعضهم بأن شجرة الميلاد الشهيرة ليست تقليداً أوروبياً كما هو شائع، وإنما تعبير مصري عن تعاقب أشهر السنة حيث تتميز شجرة الصنوبر بطبقاتها المتعددة وكل طبقة تمثل شهراً، وكانت هذه الشجرة تزين احتفالات عيد ميلاد أوزوريس في الرابع والعشرين من ديسمبر، وهو إله البعث في الديانة المصرية القديمة، ويرتبط لدى المصريين القدماء بالقوة المانحة للحياة. أما أطعمة احتفالات عيد الميلاد في مصر فتشمل فتة الخبز والأرز واللحم، والديك الرومي، والسمك، وفطيرة اللحم، إضافة لأنواع الحلويات وهي كعكة الفاكهة وفطيرة القرع وفطائر القرفة والسكر إضافة لكيكة عيد الميلاد التي تزين المائدة.في الأردن
يحتفل مسيحيو الأردن ونسبتهم حوالي 3-6 بالمئة من مجموع السكان بأعياد الميلاد خاصة في المدن والقرى ذات الأغلبية المسيحية، وبطقوس مشابهة لمعظم أنحاء العالم. لكن هذه المناطق تتميز بإضاءة أشجار عيد ميلاد ضخمة في الكنائس أو الأماكن العامة، ومن أكثر هذه الأشجار شهرة شجرة "الوحدة الوطنية" وهي تقليد بدأ منذ حوالي عشرة أعوام جنوب العاصمة عمان، حيث يعتبر الأردنيون بأنها تدل على رمزية التآلف بين الأردنيين بمختلف طوائفهم والأمل بعام جديد أفضل. وتزين هذه الشجرة عادة ببطاقات تحمل صور وأسماء مختلف المحافظات الأردنية كدلالة على وحدة الأردن بمختلف مناطقه. لكن احتفالات هذا العام بدت مختلفة، حيث حملت اسم "شهداؤنا زينة شجرتنا" ووضعت على الشجرة صور الأطفال الذين قضوا في حادثة سيول البحر الميت في أكتوبر الفائت.في بلدان المغرب العربي
تعتبر نسبة المسيحيين في تونس والمغرب والجزائر من أقل النسب في العالم العربي، وتبلغ حوالي 0.2 بالمئة. ولا يمنع ذلك من توافد المئات ليلة عيد الميلاد إلى الكنائس والكاتدرائيات للاحتفال بهذه المناسبة، ولعل ما يميز صلوات العيد وجود الكثير من المصلين من بلدان أفريقية مجاورة وكذلك من أوروبا. كما يحضر كثير من المسلمين هذه الاحتفالات حيث يعتبرونها طقساً يعبر عن التعايش والتآخي مع المكوّن المسيحي.وفي بعض البلدان الأخرى
في أوكرانيا، تأخذ زينة عيد الميلاد شكل شبكة عنكبوت، وهو تقليد قديم مستوحى من قصة أرملة فقيرة لا قدرة لها على شراء زينة العيد لتفرح أطفالها، فتشعر العناكب في المنزل بالتعاطف معها وتسارع لتزيين الشجرة بواسطة حبال شبكتها.
في بولندا، يوضع صحن إضافي أثناء تناول وجبة عشاء عيد الميلاد، تحسباً لحضور مفاجئ لضيف غير متوقع.
في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، تغلق معظم شوارع المدينة صباح عيد الميلاد حيث يخرج السكان للتزلج على الجليد منذ الثامنة صباحاً.
في أوكرانيا، تأخذ زينة عيد الميلاد شكل شبكة عنكبوت، وهو تقليد قديم مستوحى من قصة أرملة فقيرة لا قدرة لها على شراء زينة العيد لتفرح أطفالها، فتشعر العناكب في المنزل بالتعاطف معها وتسارع لتزيين الشجرة بواسطة حبال شبكتها.
في هولندا، يترك الأطفال ليلة الرابع والعشرين من ديسمبر أحذيتهم ليضع فيها بابانويل الهدايا ويجدونها في اليوم التالي بانتظارهم، وداخل الأحذية يضعون بعض الجزر وهو من نصيب حصان بابانويل الذي يساعده في التنقل.
في مقاطعة كاتالونيا في إسبانيا، تتربع شخصية Tió de Nadal على عرش العادات الميلادية، وهذه الشخصية هي عبارة عن قطعة خشبية على شكل جذع شجرة صغير، يجب تدفئتها وإطعامها خلال الأسبوعين السابقين للعيد إذ أنها ستجلب كمية كبيرة من الهدايا صباح الميلاد.
وفي يوم العيد، يجلس الأطفال في غرفة وهم يتضرعون للحصول على الكثير من الهدايا، في حين يضع الأهل تلك القطعة الخشبية مع الهدايا في غرفة أخرى تحت غطاء، وعندما يعود الأطفال يجدون ما صلّوا لأجله. وفي بعض الأحيان يقوم الأطفال بضرب الخشبة بعصا لعلها تعطيهم المزيد من الهدايا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...