مفتونٌ بالجسد الرجالي، توّاقٌ لأقصى الحدود لحرية التعبير منذ اكتشافه لهويته الجنسيّة الحقيقيّة، الخارجة عن "العرف" العائلي والاجتماعي،
درس منير عبد الله السينما في بلغاريا، ثم أُجبر على مغادرتها عام 1982، عندما "افتُضِحَ" أمره. كانت تلك فعلة شائنة في ذلك البلد البارد، المفرط في السياسة والجدّية على حساب إنسانية الإنسان وفرادته وسط الجموع.
معركة نضالٍ لإنصاف فئةٍ ما زالت تلاقي التعذيب الجسدي والنفسي، تُلقى في عتمة النكران والكذب على الذات، خاضها منير - الإنسان باكراً، تابعها كصحفي وناشط في هذا المجال ولم يختمها كمؤسّس لمطعم "باردو" (Bardo) المُرحِّب بالروّاد من مجتمع "الميم" على اختلافهم، والحاضن لبرامجهم المتنوعة.
معركة لم يَرِدْها صاحبها مفصولة عن الفنّ، بل أراد جعله إطاراً له، يتحرّك به، يحلّق إلى ما بعده، تماماً من هنا، من بيروت، أوّل عاصمة عربية رفرف على شبّاك أحد بيوتها العتيقة، في سبيرز، علم قوس القزح معلناً البهجة، كان هذا في بداية الألفيّة الثانية، وصنع، بدون شك، لحظة تاريخيّة في سياق تطوّر المدينة وتناغمها أو تصادمها مع محيطها أولاً، ومع عالم يقلب مفاهيمه بسرعة رأساً على عقب ثانياً.
مفتونٌ بالجسد الرجالي، توّاقٌ لأقصى الحدود لحرية التعبير منذ اكتشافه لهويته الجنسيّة الحقيقيّة، الخارجة عن "العرف" العائلي والاجتماعي
لحظة تستحقُّ أن تُسجّل على الخط الكرونولوجي - التراكمي لحركة المثليين، وخاصةً المثليين الذكور، لأنه يكشف أجسادهم بطريقة لم تعتدها أعين القاطنين ولا الزائرينهكذا، يتحدّث عن معرضه "Fleeting Acts" (أفعال عابرة) بالعمق الذي يولّده الارتباط الوجداني بالزمان والمكان. بالنسبة له، موعد الافتتاح، 28 تشرين الثاني (نوفمبر)، هو لحظة أخرى تستحقُّ أن تُسجّل على الخط الكرونولوجي - التراكمي لحركة المثليين، وخاصةً المثليين الذكور، لأنه يكشف أجسادهم بطريقة لم تعتدها أعين القاطنين ولا الزائرين. يتناول ثيمةً حركتها النابضة حب وشغف من خلال يوميات، فانتزمات، لأزواج موجودين بالفعل، في حين يُنظر لمسكة اليد بينهما في أغلب الشوارع على إنها فعل شاذً، أيضاً وأيضاً، وبالرغم من توفّر أجواء التقبّل القليلة عندنا، والتي تعتبر ترفاً بالمقارنة مع ما يحدث عند الجيران، إلا أن حميميّة الغُرف الخاصّة قد تتحوّل إلى أسباب للإدانة والإهانة على هامش أي مظاهرة تطالب بأي حق. تم اختيار 27 صورة بالأبيض والأسود (45 × 45) من مجموعة كبيرة التقطها الفنان بين عامي 2014 و 2018 لأصدقاء وضيوف رغبوا أن يخلعوا عنهم أحمال القماش، تمايلوا مع روح الغرفة التي يعلم فيها التاي شي (فنُّ قتالٍ صيني عريق). تفنّن وأظهر ما أظهر متأثراً بشغل النحت في التماثيل الرومانيّة التي طالما حدّق بها. هذه الصور معلّقة الآن على جدران الـ Artlab الحجريّة في حي الجميزة، تحت الأقواس المعقودة. يتجلّى داخل هذا الديكور حوار للحضارات ويكتمل، فلا يشعر الرائي بغربة الأجساد الأولمبيّة الصلبة التي في المشاهد الثابتة - المتحرّكة مع محيطها، كأنها تعود لأصولها، تحاكي أجساد البنّائين الأقوياء. يستمر العرض حتى 22 ديسمبر الجاري ويتخلّله يوم الأربعاء لقاء عبر سكايب مع الكاتب صهيب أيوب، صاحب رواية "رجل من ساتان" التي تتناول فترة من حياة صبي وشاب خياط وحياتهما خلال الحرب في طرابلس.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين