شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
في مديح اللغة الخائنة! عن الكتابة بالدارجة الجزائريّة

في مديح اللغة الخائنة! عن الكتابة بالدارجة الجزائريّة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الثلاثاء 18 ديسمبر 201802:34 م
  • (سأقوم بكتابة الألفاظ الأجنبية فقط داخل النص، أما تحويرات العربية فأثق في القارئ أن يصل إليها).
  • مانيش حاب نبدا نطلب السماح م حتى واحد، مالجري كو (على الرغم من أنّ) الناس تعوّدو يديروها كي يهدرو ف هاد الموضوع. رح نكتب واش نكتب، وياخويا افهمو كيما تحب!
  • راح نسيي نكتب بالدارجة مالجري عندي دوكا 3 سنين عايش برّا، نسيت اللهجة وما نعرفش الهدرات الجديدة تاع لمصاغر.
  • كاين عفايس بزاف ف هاد لارتيكل (المقال) حطيتهم بطريقة ما يبانوش م لقراية لولّا، سورتو (خاصّة) خصائص اللهجة تاعنا، فبالاك لو كان تقرا المقال كتر من مرّة رح يكون خير. هادو 3 حوايج حبيت نبدا بيهم.
ف الدزاير جينيرالمون (غالباً) نهدروا كيما راني نكتب دوك، كلمات عامّية، ما تعلمناهاش بالقواعد، شي كلمات بالفرونسي، شويا طاليانية على سبنيولية، وكلش داخل في بعضو ف كيفاش نهدرو بيه. مي نتفاهمو، هذا هوا الصحّ، نفهمو على بعض، وحاسين انو لهجتنا تعبر على ليزيدي (الأفكار) ديالنا، ما نحتاجوش لغة وحدوخرا (أخرى) باش نهدرو. حنا شعب يهدر بالمناسبة، بالاك نعرفو غير نهدرو كيما يقول الناس لكبار: جينيراسيون (جيل) فيها غير الهدرة/الريح. اوكي، كاين شي مشكل في هدا؟ نون (لا)، ما يبان لي فيه والو. المشكلة تبدا كي نديسيديو (نقرر) بلي حابين نفهمو "الواقع". حابين نقراو عليه ولا نكتبو. واش نديرو؟ كلّنا نروحو للغة وحدوخرا، لعربية عند لابلوبار (الأكثرية)، شوية لفرونسي، قليييل للونجلي، هاد الشي يعني بلّي رانا نعترفو بيهم لغات يقدرو يفهمو الواقع ديالنا، خير م الدارجة. مانيش رايح ندخل، دوك، في نقاش نقدرو نفكّرو ونكتبو بالدارجة ولا ما نقدروش؟ ولا آسك هاد الشي رح يخلّي اللغات لوخرا تموت. رح نركز على فكرة وحدة برك: خد نامبورت (أي) لغة، ما دام ماراكش تكتب بالدارجة فانت راك تخون الواقع ديالك. خود ورقة وستيلو (قلم)، وسيي (جرّب) أكتب كلمات/جمل كيما تهدر، ف الحومة، ف الدار، ف الخدمة ... واش اطلع معاك؟ هاوليك (هذا) واش كتبت أنا: "ياخو، وليد لبلاد، دزاير لقديمة، الكافي، باب الواد الشهدا، الدولة آساسان (قاتلة)، حقرونا صديقي، يخوّفو فينا، تغلط نقيسك بالموس، غير لجبال لي ما يتلاقاوش، ريّحي ف دارك ما عندك وين تخرجي، واش يقولوا علينا الناس، ياخي عيداري ياخي، هاداك طحّان، وليد فاميليا، ادّي حكايتك وروح، علاش راك تشوف فيا، اسمع يا وسمك، ديري لافار (الصفقة) يا مرا، الخلويييي، ياخو طرف، آفونسي شويا للاريار (تقدم قليلا إلى الوراء) ..." وانت رايح. نقدرو نكتبو كتابات باللهجة تاعنا، عادي. لكن بالاك لي ما خممناش فيه هو بلّي لهجتنا، كيما قع اللغات، هيا الشي الوحيد لي نفهمو بيه ظواهر العالم هادا، ونتفاعلو معاها (حنا نقاربو العالم لغويا كيما يقولو تاع الفلسفة). ولو كان نمشيو شوية للقدام، ونسييو نحللو الكلمات لي طلعو في ورقتي أنايا، رح نلقاو حاجات يخلعو. متلا: لهجتنا عنيفة شويا، لكلمات كي تنطقهم تنطقهم بالجهدـ ونفخّمو بزاف، كي يسمعك واحد ما يعرفش يقول واش بيه يعيط هادا؟! علاه راه يخلع ف روحو. وزيد، لهجتنا "متحيّزة" كونطر (ضدّ) البرّاني، ومينداك (أحيانا) كونطرنا حنا تان (أيضا)، حنا نقسمو العالم لحنا وهوما، هادو هوما شكون ما علاباليش، بصح ف أمور صغيرة بزاف تبان لك. ف الدارجة نستخدمو فعل الأمر بزاف (كثيرا): اسمع، دير، روح، جيب ... حتى مينداك تحير، علاه ما نديروش الأمور وحدنا، ونقولو للناس يديروهم!، والحاجة اللخرا هيا: كلشي مربوط ب |أنايا|، حاجة زوج تخرج أنا ف الوسط، أنا نعرف، أنا فعلت، أنا نقول، خليوني أنا وروح. هدا مجرّد ملاحظة سريعة لشوية كلمات كتبتهم في ورقة من غير ما نركّز فيهم. ايماجين (تخيّل) لو كان نريّح مليح نحلل ف كاش عاملة لهجتنا، وكيفاش نهدرو، ونفكرو، ونتعاملو بيناتنا، ومع الناس. مي لبروبلام (المشكلة) ماشي هنا، هادا بالاك (ربّما) ماشي بروبلام قع! لبروبلام لكبير يبان كي تروح للغة وحدوخرا تسيي تفهم/تعبّر بيها على حياتك. حياتك لي مبنية على لغة وحدوخرا خلاص! تروح للعربية والفرنسية باش تفهم واقعك لي عايش بيه بالدارجة، وماشي هنا برك، تروح تنشر واش راك تكتب لناس عايشين بالدارجة، تقوللهم يفهمو واقعهم بلغة وحدوخرا كامل، ما عندها حتى علاقة بكاش يعيشو.
المشكلة تبدا كي نديسيديو (نقرر) بلي حابين نفهمو "الواقع". حابين نقراو عليه ولا نكتبو. واش نديرو؟ كلّنا نروحو للغة وحدوخرا، لعربية عند لابلوبار (الأكثرية)، شوية لفرونسي، قليييل للونجلي، هاد الشي يعني بلّي رانا نعترفو بيهم لغات يقدرو يفهمو الواقع ديالنا، خير م الدارجة.
قدرو نكتبو كتابات باللهجة تاعنا، عادي. لكن بالاك لي ما خممناش فيه هو بلّي لهجتنا، كيما قع اللغات، هيا الشي الوحيد لي نفهمو بيه ظواهر العالم هادا، ونتفاعلو معاها (حنا نقاربو العالم لغويا كيما يقولو تاع الفلسفة).
مي لبروبلام (المشكلة) ماشي هنا، هادا بالاك (ربّما) ماشي بروبلام قع! لبروبلام لكبير يبان كي تروح للغة وحدوخرا تسيي تفهم/تعبّر بيها على حياتك. حياتك لي مبنية على لغة وحدوخرا خلاص! تروح للعربية والفرنسية باش تفهم واقعك لي عايش بيه بالدارجة.
هنا خليوني نقوللكم بلّي الأمور رح تبدا تتعقد، وما عنديش مساحة كبيرة باش نقول واش راني حاب، وما راحش نقدر نحبس ف النص. علابيها رح نحط شي كليمات ورا بعض، ورح نفصّلهم من بعد في مقالات متتابعة. الحاجة لولّا: كي تحاول تفهم شي واقع بلغة ماشي اللي خلقاتو وأنتجاتو، فأنت ماراكش توصف بشكل مباشر، وإنما راك تترجم. الحاجة التانية: أنو هاد الترجمة كيما التدجين تاع الحيوان، شفت الحيوان الوحشي باش تدرسو لازم تدجنو، تحطو ف الكاجا، سينون ما تقدرش تتبعو، هاكدا يصرا للدارجة، تالمون تهرب وترفض تتحدد بقوانين الكتيبة، توبليجي الكاتب باش يترجمها. وكي تترجم، تفقد خصائصها، تولّي لغة ماشي تاع الصحّ، تولي هدرة. الحاجة التالتة: كي تحاول تفهم واقعك بلغة خلاف، ماشي رح تقتل روح الدارجة برك، مي رح تخلّي بزاف م العلاقات بين الظواهر لي حنا نقاربوها لغويا. نعطيك ايجسومبل: "الكافي" وما علاباليش كيفاش تتقال بالعربية، هاد الكلمة كي تسمعها ف الحياة نورمال، تربطك بشحال م الأمور، سياسية، على تاريخية، على اقتصادية، على فن، على شحال من حاجة، كاملة غير تقول كافي تجي ف البال. كي تروح تترجمها، لازم تتخلى على شوية علاقات، لأنو ما تقدرش تعبر عليها بشكل كامل. الناس فالترجمة راهم يهدرو للآن أنو محال نوصلو لترجمة مطابقة للفظ ف لغتو الأصلية. الحاجة الرابعة: هاد الأمور التلاتة يقتلونا واش يسموه بالعربية "منطق اللغة". أنا نحب نسميه روح اللهجة، هاداك الشي لي يخليها شفاهية ما تتكتبش، ترفض أن تحكمها مؤسسة الكتابة. تتطور بسرعة، وكل واحد يزيد ليها واش يحب. كي تقتلّي هاد الشي، كي تبدا تكتب بلغة غير الدارجة، فعلاه تسنّا منّي نقرالك؟ ونتفاعل معاك؟ ونحسّ بلي راك تعبّر عليا؟! ما راكش آخويا، راك تهدر مع ناس وحدوخرين، ماشي حنا، لي عايشين لتحت، أنت راك فوق. وكامل علابانّا بلي كي تسقسي نامبورت واحد على الدكاترة تاع الجامعة يقولك ساكنين لفوق، ما يهبطونّاش. عندو الحق! كاين شي إضافات، وكاين بزاف أفكار لازم تتناقش، لكن حبّيت نكتب هاد المقال دوك باش نقتنع بلي التحويسة تستاهل، وراو يبان لي بلي ايه تستاهل.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image