في الوقت الذي تسعى فيه دول عدة إلى رفع مقابل خدمات النقل العام، قررت لوكسمبورغ، الدولة الصغيرة غرب أوروبا، أن تصبح أول دولة في العالم توفر مواصلات عامة دون مقابل.
ووعدت الحكومة الائتلافية التي تولت السلطة حديثاً في لوكسمبورغ، بإلغاء تذاكر القطارات والترام والحافلات الصيف المقبل، حسب ما أكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية.
تعريفات منخفضة
وخفضت الحكومة الحد الأقصى لأسعار تذاكر السفر لأي رحلة تتجاوز الساعتين إلى 2 يورو، وهو ما يغطي تكاليف أي رحلة تنقل داخل البلد الذي يعد من أصغر الدول الأوروبية مساحةً وسكاناً.
وتبلغ مساحة لوكسمبورغ 999 ميلًا مربعاً، أي ما يعادل مساحة مقاطعة أكسفوردشير في بريطانيا، وفق الصحيفة.
يستطيع أي شخص أيضاً أن يحصل على تذكرة قطار في الدرجة الأولى مقابل 3 يورو، أو في الدرجة الثانية لأي وسيلة نقل عام على مدار اليوم مقابل 4 يورو فقط.
وفيما يسافر المراهقون مجاناً، يمكن لأي راكب الحصول على بطاقة اشتراك سنوي لجميع وسائل النقل العام مقابل 150 يورو فقط.
ورغم أن نظام النقل في لوكسمبورغ يتطلب قرابة مليار يورو سنوياً للتشغيل، إلا أنه وبفضل العروض الميسرة، لا تتجاوز أسعار التذاكر 30 مليون يورو سنوياً.
وبدءًا من صيف عام 2019، سيتم إلغاء التذاكر، لتعتمد لوكسمبورغ في تغطية جزء من التكلفة على إلغاء الإعفاء الضريبي للمسافرين.
إلى جانب مساهمة هذه الخطوة في توفير الكلفة ومعالجة العجز، يرجح أن تشجع أيضاً على الاستغناء عن السيارات الخاصة، ما يقدم حلاً لمشكلة الازدحام المروري.
في الوقت الذي تسعى فيه دول عدة إلى رفع مقابل خدمات النقل العام، قررت لوكسمبورغ، الدولة الصغيرة غرب أوروبا، أن تصبح أول دولة في العالم توفر مواصلات عامة دون مقابل.
وفي حين تقدم بعض المدن الرئيسية في بضع دول وسائل نقل مجانية في محاولة منها للحد من الزحام المروري، مثل بعض الولايات الأمريكية التي تتبع نظام الحافلات المجانية، لم تقم أي دولة أخرى، بإلغاء التذاكر تماماً من شبكة النقل العام بأكملها باستثناء لوكسمبورغ.
وأضافت الصحيفة أن حكومة لوكسمبورغ ربما تسعى لإسعاد مواطنيها بهذه القرارات، فهي تدرس أيضاً "إضفاء الشرعية القانونية على استهلاك القنب الهندي (الحشيش)"، لتقديم عطلة عامة مختلفة ورجحت أن هذا قد يعلن يوم 9 مايو الموافق لـ "يوم أوروبا".
وتبقى بعض القضايا المتعلقة بآلية تنفيذ القرار عالقة، من بينها موقف الدرجة الأولى والثانية، عقب إلغاء الذاكر، هل ستتم إزالة الفروق بينهما أم لا، كما يطرح القرار إشكالية استغلال المشردين له للانتقال الذكي من الشوارع إلى القطارات خلال الشتاء، للبقاء دافئين أثناء تنقلهم عبر أراضي البلاد.
عكس التيار
يأتي الإجراء الذي اتخذته لوكسمبورغ مغايراً لما تسعى إليه الكثير من دول العالم، إذ أشارت "الإندبندنت" إلى الزيادة المرتقبة في وسائل النقل العامة في بريطانيا، حيث ترتفع أسعار التذاكر بمقدار 3,1% خلال 2019.
وسعت فرنسا هي الأخرى لرفع أسعار الوقود، قبل أن تتراجع أمس، رفع الضريبة كان سيؤدي إلى رفع أسعار التذاكر دون شك. حراك السترات الصفراء أجبر الحكومة على التراجع بعد تظاهرات حاشدة منذ منتصف نوفمبر، انتقل بعدها إلى هولندا وبلجيكا اعتراضاً على ارتفاع أسعار الوقود أيضاً.
وعلى صعيد العالم العربي، رفعت العديد من الدول العربية أسعار البنزين مطلع العام الحالي، وبدأت السعودية والإمارات تطبيق الزيادات، مع توقعات باستمرار ارتفاع أسعاره.
وقامت مصر مطلع مايو/ أيار الماضي برفع أسعار تذاكر المترو بمعدل 250%، دفعة واحدة، ونفذ القرار على الفور دون تمهيد مسبق للمواطنين، وكانت تلك الزيادة الثانية لأسعار هذه التذاكر خلال عام واحد.
وبررت الحكومة المصرية قرارها بـ "وجود عجز في تكاليف الصيانة والتجديدات الخاصة بالعامين الماليين 2016- 2017 و 2017- 2018، وصل 94%، وخسائر متراكمة على الهيئة العامة للمترو تقدر بـ 618.6 مليون جنيه".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...