شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
حقائق صادمة عن الصحّة النفسية للأوروبيين ... ماذا عن العرب؟

حقائق صادمة عن الصحّة النفسية للأوروبيين ... ماذا عن العرب؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 29 نوفمبر 201805:57 م
الألمان هم أكثر شعوب أوروبا إصابة بالأمراض النفسية، بحسب ما تؤكده دراسة أجرتها المفوضية الأوروبية، أثبتت أن الأمراض النفسية أصابت 18% من سكان ألمانيا عام 2016، وهي نسبة تفوق متوسط الإصابة بهذه الأمراض على المستوى الأوروبي بشكل عام، والتي لا تتجاوز 17.3%. الدراسة التي نشرت نتائجها قبل بضعة أيام، وساهمت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في إعدادها، تعتبر أن المسبب الرئيسي لمعظم هذه الأمراض النفسية هو "اضطرابات القلق"، يليها مباشرة الشعور بالإحباط. وكشفت نتائج دراسة حديثة أن أكثر من واحد من كل ستة طلاب في ألمانيا أصيبوا بمرض عقلي، أي قرابة 17% من الطلاب، ما يمثل 470 ألفاً، إذ ازدادت معدلات إصابة الشباب بالاكتئاب واضطرابات القلق ونوبات الذعر على وجه التحديد. كما ارتفعت نسبة الأطفال الذين أصيبوا بأمراض عقلية - بين 18 و 25 سنة- في ألمانيا بنسبة 38 % بين عامي 2005 و 2016، وفق دراسة ثانية. وقبل أيام، أظهرت دراسة ثالثة بعنوان "مؤشر ألمانيا الثاني للاكتئاب"، أجريت بتكليف من المؤسسة الألمانية لإغاثة مرضى الاكتئاب ومؤسسة "دويتشه بان"، أن 45 % من صلات الشراكة في الحياة تنتهي بالانفصال بسبب الاكتئاب الذي يعتبر أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في ألمانيا.

الاكتئاب وعلاقته بالعرب

الاكتئاب مرض صامت يتفاقم في الدول العربية ولا يلقى الاهتمام الكافي من قبل الحكومات، إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الدول العربية تتصدر العالم في معدلات الاكتئاب بسبب تفاقم العنف وغياب الاستقرار والزيادة المتسارعة للطابع الحضري للحياة،  خاصة أن مفهوم "الصحة النفسية" يساء فهمه في العالم العربي وكثيراً ما يجري تجاهله، وهذا ما يشجع على اللجوء إلى المخدرات.
الألمان هم أكثر شعوب أوروبا إصابة بالأمراض النفسية، بحسب دراسة أثبتت أن الأمراض النفسية أصابت 18% من سكان ألمانيا عام 2016، وهذه النسبة تفوق متوسط الإصابة بهذه الأمراض على المستوى الأوروبي بشكل عام
عدد ضحايا الانتحار وجرائم القتل في الشرق الأوسط والمناطق المجاورة أكثر بعشرة أضعاف من ضحايا الحروب
وتزداد نسب الأمراض النفسية على امتداد العالم العربي، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والبطالة والعنف وعدم الاستقرار بفعل الحروب والنزاعات المسلحة، كما تشير الإحصاءات الصحية للبنك الدولي إلى أن 7 بلدان من عشرة تتصدر العالم في ظاهرة الاكتئاب لدى النساء وهي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي 2017، أظهرت دراسة نشرتها المجلة الدولية للصحة العامة "إنترناشونال جورنال أوف ببليك هيلث" أن عدد ضحايا الانتحار وجرائم القتل في الشرق الأوسط والمناطق المجاورة أكثر بعشرة أضعاف من ضحايا الحروب، ولفتت الدراسة إلى ندرة المتخصصين في العلاج النفسي في دول مثل ليبيا والسودان واليمن، حيث لكل 200 ألف شخص طبيب نفسي واحد، مقابل بين 18 و80 طبيباً نفسياً لكل 200 ألف مواطن في الدول الأوروبية.

الأمراض النفسية تحب ذوي الدخل الضعيف

بيّنت الدراسة التي أجرتها المفوضية الأوروبية ونشرت الأسبوع الماضي أن 84 مليوناً يعانون من الأمراض النفسية في أوروبا، تتركز النسبة الغالبة منهم في هولندا وفنلندا، فيما تنخفض معدلات الإصابة بالأمراض النفسية في رومانيا وبلغاريا وبولندا، مبينةً اختلاف تعامل الحكومات مع المشكلات النفسية في بلادها. وشددت الدراسة على أن "تكلفة العلاج من الأمراض النفسية باهظة “، في ألمانيا وحدها بلغت عام 2015 ما يعادل 4.8% من إجمالي الناتج المحلي، أي قرابة 146 مليار يورو –166 مليار دولار - بينما يبلغ متوسط هذه التكاليف في الاتحاد الأوروبي نسبة 4.1% من إجمالي الناتج الخام، أي ما يعادل 600 مليار يورو، أي حوالي 680 مليار دولار تقريباً. وأوضح مسؤول الشؤون الصحية بالمفوضية الأوروبية في بروكسل، فيتينيس أندريوكاتيتيس، أن "الحالة النفسية والصحية غالباً ما ترتبط بالحالة الاجتماعية والاقتصادية للإنسان". الدراسة بيّنت أن أصحاب الثقافة المتدنية والدخل الضعيف آكثر الفئات هشاشةً إذ يصابون بإحباط مزمن، كما أن أمل الحياة (العمرالمتوقع) في هذه الفئة هو دون غيرها من الفئات الاجتماعية، وهذا ما دفع أندريوكاتيتيس للحث على العمل "بصورة أفضل" على إجراءات الرعاية الصحية والوقاية بسبل ناجعة من هذه الأمراض.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image