من المتوقع أن يخرجَ المدون المصري وائل عباس من السجن خلال ساعاتٍ قليلة، بعد أن أيّدت محكمةٌ مصرية، مساء الثلاثاء 3 ديسمبر إخلاءَ سبيله ومتهمين آخرين بتدابيرَ احترازيةٍ بعد اعتقالهم قبل نحو ستة أشهر على خلفية اتهاماتٍ تتعلق بـ"التحريض على قلب نظام الحكم".
وقال المحامي المصري خالد علي لرصيف22 إن محكمةَ جنايات الجيزة رفضت الاستئنافَ الذي سبق وتقدمت به نيابة أمن الدولة بخصوص قرارٍ سابق للمحكمة بإخلاء سبيل عباس بإجراءات احترازية.
كانت محكمة الجنايات المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة قد أصدرت السبت 1 ديسمبر قراراً بإخلاء سبيل وائل عباس بتدابير احترازية تتمثل في أن يتوجه عباس إلى قسم الشرطة التابع له مرتين أسبوعياً.
وتنتشر في مصر جملة "على الأسفلت" بعد اسم أحد المعتقلين كتعبير عن الفرحة بخروجه من السجن، ما يعني أنه خرج للشارع وبات حراً.
ويقول مقربون من عباس إنه على عكس معتقلين آخرين حين يخرجون من السجن يختارون الانزواءَ والابتعاد عن السياسة خوفاً من العودة للسجن مرة أخرى، سيستمر المدون البالغ من العمر 44 عاماً في معارضة نظام الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي.
وعارض عباس نظامَ الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بشراسة واستمر على هذا الحال مع الأنظمة التي تلت حكم مبارك منذ عام 2011، فقد رفض أن يحكمَ المجلس العسكري مصرَ بعد ثورة يناير 2011، وحين فاز الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسي كان عباس من أكثر المعارضين له، واستمر معارضاً لأغلب سياسات السيسي.أيدت محكمةٌ مصرية إخلاءَ سبيل المدون وائل عباس بتدابير احترازيةٍ بعد اعتقاله قبل نحو ستة أشهر على خلفية اتهاماتٍ تتعلق بـ"التحريض على قلب نظام الحكم".."عمر السجن ما غيّر فكرة" قال عباس ذات يوم في ميدان التحرير أثناء ثورة يناير
يقول مقربون من عباس إنه سيستمر في معارضة نظام الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي.. عُرف عن المدون المصري أسلوبه "الجريء" في الكتابة، لكن دائماً ما يقول إن أسلوبه الصادم هدفه إحداثُ الصدمة لدى المصريين حتى يطالبوا بحقوقهموقُبض على المدون المعروف، مايو الماضي، عندما داهمت الشرطة منزلَه في منطقة التجمع الخامس قبل اقتياده لجهةٍ غير معلومة وقتها. وظل عباس قيدَ الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيقات في القضية التي يواجه فيها مع آخرين اتهاماتٍ، بينها الانضمامُ لجماعة محظورة والتحريض على قلب نظام الحكم وبثّ شائعات كاذبة. ومنذ أن بدأ التدوين عام 2004 عبر مدونته "الوعي المصري" عرف عن عباس أسلوبه "الجريء" في الكتابة، واستخدامَه تعبيراتٍ يراها البعض تتعارض وحدودَ اللباقة، لكن دائماً ما يقول عباس إن أسلوبه الصادم هدفه إحداثُ الصدمة لدى المصريين حتى يطالبوا بحقوقهم. وفي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك نشر عباس العديدَ من مقاطع الفيديو التي وصلته من مواطنين تظهر قيام بعض رجال الشرطة المصرية بتعذيب مصريين، وكانت تلك المقاطع سبباً في محاكمة غير مسبوقة لعناصر من وزارة الداخلية فيما عرف بقضية تعذيب المواطن عماد الكبير. وتلقى عباس تحذيراتٍ مما ينشره على مدونته، وقال بعضهم إنها تمثّل خطراً على حياته، لكنه استمر بالكتابة وبكشف قضايا كثيرة تهمُّ المجتمع المصري بشجاعة نادرة في بلد تتهمه منظماتٌ دولية عدة بقمع المعارضين. صراحةُ عباس وجرأته مثلت حاجزاً أمام حصولِه على فرصة عمل في الصحف المصرية، بسبب ارتباط عدد كبير من الصحف المصرية حتى المستقلة منها بالترويج للنظام المصري. وتعرّ المدون المصري لحملة تشويهٍ كبيرة من قبل وسائل إعلام وبرامج توك شو اتهمته بأنه "عميلٌ لجهات خارجية" و"ممولٌ من دول لتخريب المجتمع المصري"، لكنه لم يُلقِ بالاً لتلك الاتهامات. وبينما يتعرض للتشويه في مصر، لقي عباس تقديراً من المنظمات الدولية، فحصل على عدة جوائز هامة منها جائزة "هيلمان هاميت" لعام 2008 من هيومن رايتس ووتش، و"جائزة نايت للصحافة الدولية" عام 2007. كما أطلقت عليه شبكة "سي إن إن" "شخصيةَ العام في الشرق الأوسط" سنةَ 2007. وقبل نحو عام أوقف موقع تويتر حسابَ وائل عباس على الموقع بعد حملة بلاغات ممنهجة، فكتب عباس في فيسبوك، أنه "تلقى بريداً إلكترونياً من إدارة تويتر يخبره بتعطيل حسابه مدةً لم يسمّها ولأسباب لم يحددها أيضاً". تسبب الأمر في غضب الكثير من النشطاء الذين يعتبرون أن حساب عباس على تويتر واحدٌ من ضمن الحسابات القليلة التي تعد بمثابة أرشيفٍ حيّ لأحداث ثورة 25 يناير حتى الآن. وعام 2007، أقدمت إدارة موقع يوتيوب على غلق حساب عباس، بعد نشر مقاطع فيديو وحشية للشرطة المصرية. قريباً سيكون وائل عباس على الأسفلت كما تمنى العديد من النشطاء في مصر وخارجها، ليثبت للنظام المصري أن "عمر السجن ما غيّر فكرة" كما صرخ عباس نفسه ذات يوم في ميدان التحرير أثناء ثورة يناير.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين