"نساعدك على التوقف عن الإدمان" هكذا تخاطب مراكز العلاج من الإدمان مرضاها في أول زيارة "تعارفٍ". جملةٌ قد تكون "مفخخةً" وتصطادُ بعضَ المدمنين المتجهين إلى مراكز لا يعلمون شيئاً عن مصداقيتها، عمّا إذا كانت حاصلة على تراخيص رسمية أم لا، فيدفعون أموالاً طائلة وحلمهم الوحيد التوقف عن الإدمان، لكن ماذا لو كان العاملون في هذه المراكز هم أنفسهم تجار مخدرات؟ هذا ما حدث بالفعل في مصرَ، الآونةَ الأخيرة. لم يتوقع مرتادو "مركزين طبيين" للعلاج من إدمان المخدرات بمدينة الإسكندرية أن معالجيهم محتالون وتجارُ مخدرات. فقد أعلنت وزارة الداخلية المصرية يوم 22 نوفمبر القبضَ على ستة أشخاص انتحلوا صفة أطباء معالجين للإدمان في الإسكندرية، وكشفت تحريات الداخلية، وفق بيانها على فيسبوك، عن تورط اثنين من المقبوض عليهم في قضايا مخدرات سابقة. وقال بيان الوزارة إن معلوماتِ وتحريات أجهزةِ البحث الجنائي بالإسكندرية أكدت "قيام بعض العناصر الإجرامية بالنصب والاحتيال على المواطنين، والاستيلاء على مالهم، مُنتحلين صفة أطباء متخصصين في الطب النفسي وعلاج الإدمان، وإنشاء مراكز لعلاج الإدمان على أطراف المدينة وإدارتها دون ترخيص من الجهات المختصة". وبحسب الداخلية، فإن المركزين قاما بـ"استقبال العديد من المرضى واحتجازهم بزعم علاجهم من الإدمان دون إشرافٍ طبي متخصص". وقام المتهمون باستئجار بنايتين وتجهيزهما بعيادات للكشف الطبي، وقاعات دراسية، وأخرى للطعام وحددوا مبلغ 15 ألفَ جنيهٍ مصري (850 دولاراً أمريكياً) ككلفةٍ شهرية لعلاج المدمن الواحد. وتؤكد الداخلية أنها حين واجهت المتهمين بما لديها من معلومات "اعترفوا بالجرم" وكشفت أن من بين نزلاء المركز كانت هناك "18 سيدةً داخل المركز الأول و16 رجلاً داخل المركز الثاني، وتم التواصل مع ذويهم، وتسليمهم لهم، عقب توقيع الكشف الطبي عليهم بمعرفة لجنة طبية مختصة". الداخلية قالت إنها ضبطت كمياتٍ كبيرةً من الأدوية المُدرجة بجدول المخدرات، ما يعني عدم صرفها للمرضى دون وصفاتٍ طبية من أماكن رسمية موثوقة، بسبب أن بعض هذه العلاجات يستخدمها المدمنون مخدرات.
ماذا لو كان العاملون في مراكز العلاج من الإدمان على المخدرات هم أنفسهم تجار مخدرات؟ هذا ما حدث بالفعل في مصر في الآونة الأخيرة.
أكثر من 10% من المصريين يتعاطون المخدرات
في يوليو من عام 2017 قال عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في مصر إن نسبة تعاطي المخدرات بين المصريين بلغت أكثر من 10%، وهي نسبة تمثل ضعفَ المعدلات العالمية. وتقول إحصاءات المسح القومي الشامل لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، إن نسبة التعاطي بين الذكور بلغت 72%، بينما بلغت في أوساط الإناث 27% واتضح أن أكثر أنواع المخدرات انتشاراً بين المدمنين هي أقراص الترامادول بنسبة 51.8%، ويأتي في المرتبة الثانية الهيروين بأكثر من 25%، يليه الحشيش بنسبة نحو 23%. وتوجد في مصر آلافُ الأماكن المتخصصة في علاج الإدمان، والتي تنقسم بين عياداتٍ صغيرة في بنايات، ومستشفيات كبيرة متخصصة في علاج الإدمان. وفي عام 2015 حقق مسلسل "تحت السيطرة" نجاحاً كبيراً في مصر، كونه أول مسلسل يكشف بطريقة علمية حياةَ مدمني المخدرات في مصر كما بيَّن نظرة المجتمع لهم وعرض طرقَ العلاج من الإدمان وأهميةَ الدعم النفسي والمعنوي للمدمن حتى يتعافي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...