"لم نقم بالعمل الیسیر. عندما تسلّقنا سیاج وکر التجسّس الأمریکي شعرتُ بأنّ ملائکة السماوات السبع تنظر إلينا؛ خاطبتُ نفسي قائلًا: بعد أن قمنا بهذا العمل، إمّا أن نمسك بالسماء من فوق السياج أو أن نذهب إلى قعر الجحيم برؤوسنا". كُتبتْ هذه العبارات على جدار مبنی السفارة الأمريكية السابقة في طهران نقلًا عن "محسن وَزوايي" أحد مقتحمي السّفارة، والذي قُتل بعد سنوات في الحرب الإيرانیة-العراقیة.
حاول شاه إيران والذي كان قد غادر البلاد في 16 يناير 1979، وقبل شهرٍ من الثورة الإسلامية في إيران، اللجوءَ إلی بلدان مختلفة منها مصر والمغرب والولايات المتحدة والمكسيك وبَنما، ولکنّه لم يستطع الذهاب إلى أيّ بلد لعدم موافقة هذه البلدان على استقباله، وفي النهاية دعتْه مصر إلى الإقامة على أراضيها.
في أكتوبر 1979 وافقت الولايات المتحدة على دخول الشاه الرعايةَ الطبيّة، وذلك بسبب وضعه الصحّي الحرج، حيث كان مصابًا بسرطان الغدد اللمفاوية. استضافةُ الولايات المتّحدة للشاه أدّت إلى ردود فعلٍ شديدة من قبل إيران؛ وفي 4 نوفمبر 1979، قام طلّاب من 4 جامعات في طهران والذين كانوا يطلقون على أنفسهم "الطُّلّاب المسلِمين التابعين لخطّ الإمام"، بالهجوم علی السّفارة الأمريكية في طهران واقتحامها واحتجاز نحو 66 أمريكيًا من دبلوماسيّي السفارة كرهائن، وطالبوا الولاياتِ المتحدة بتسليم الشاه من أجل محاكمتِه.
ونشرت صحيفةُ كيهان في عددها الذي صدر في مساء 4 نوفمبر 1979 تقريرًا جاء فيه: "قام صباح اليوم فريقٌ من المندمجین في المظاهرات الطّلابية التي كانت تمرّ من شارع طالِقاني باتّجاه الجامعة بإطلاق شعاراتٍ مناهضة للإمبريالية بعد وصولِهم أمام السّفارة الأمريكية، ثم اقتحموا السفارة من فوق الباب والجدران، وقاموا باحتلالها. وقع ذلك الساعة 11 من صباح اليوم، وكان عدد مقتحمي السّفارة يتراوح ما بين الـ15 حتى الـ30 شخصًا. تمّ إبلاغ مخفر رقم 7 والشرطة الثورية في المنطقة السادسة باحتلال السفارة، وقد قام رجال العسكر التابعون للشرطة باتّخاذ إجراءات سريعة لإخراج المتظاهرين من داخل السفارة. ثمّ ابتداءً من الساعة الرابعة من مساء اليوم نفسِه تمّ إطلاق سراح المواطنين الإيرانيين الذي كانوا يعملون هناك موظّفين أو كانوا قد دخلوا السفارة للقيام بإجراءٍ إداريّ، وتمّ نقل الأمريكيين إلى مكان آخر. وقد صرّح أحدُ المحتجّين بعد خروجِه من السفارة لوسائل الإعلام: "لقد قمنا باحتلال السفارة تعبيرًا عن احتجاجِنا على السّياسة الأمريكية، وقام عددٌ من الطلّاب بتنظيم احتجاجٍ داخل السفارة، وسوف يستمرّ احتجاجُهم هناك".
وفي يوم اقتحام السفارة الأمريكية استطاع 6 دبلوماسيين من الهروب واللجوء لدى سفارتيْ كندا والسويد، وثمّ الخروج من إيران في 28 يناير 1980 بجواز سفرٍ كنديّ. وقد قام المخرج "بن أفليك" بتصوير هذا الحدث في فيلمه "آرغو" عام 2013، وتدور قصة الفيلم حول عملية إنقاذ الدبلوماسيّين الأمريكيين الستة من طهران، وإعادتهم إلى أمريكا بمساعدة السفير الكنديّ، وبجوازات سفر كنديّة.
أما ثلاثة آخرون من الدبلوماسيين الأمريكيين فقد لجأوا إلى الخارجية الإيرانية مصرّحين أنهم كانوا يقومون ببعض الإجراءات عند اقتحام المتظاهرين سفارتَهم، فأقاموا لدى الخارجية الإيرانية حتى إطلاق الرهائن جميعًا.
وفي صباح اليوم التالي سلّطت الصحفُ الأضواء على حدث احتلال السفارة الأمريكية؛ الأمر الذي تحوّل في ما بعد إلى أكبر أزمة في العلاقات الإيرانية–الأمريكية. وقد أصدر الإمام الخميني بعد احتلال السفارة الأمريكية رسالة جاء فيها: "على طلاّب المدارس والجامعات، وطلّاب المدارس الدينية، بالتصعيد في الهجمات على أمريكا وإسرائيل حتى إجبار أمريكا على إعادة الشاه المخلوع المجرم".
وسرعان ما أصبحت الرسالة مطلعًا لأول بيانٍ أصدره الطلاب المسلمون التابعون لخطّ الإمام، أي الجهة التي قامت باحتلال السفارة. وقد أعلن هؤلاء الطّلاب في بيانِهم: "إن ثورة إيران زعزعت موقع أمريكا السياسي والاقتصادي والاستراتيجي على مستوى المنطقة"، مضيفين: "نحن الطلّاب المسلمين التابعين لخطّ الإمام الخميني نعلن عن دفاعنا عن الموقف الصارم الذي اتّخذه الإمام الخمينيُّ أمام أمريكا الغاصبة للعالم، ونعلن أنّنا قد قمنا باقتحام سفارة التجسّس الأمريكية احتجاجًا على المؤامرات الإمبريالية والصهيونية، ولكي نوصِل بذلك صوتَ احتجاجنا إلى العالم برمَّتِه".
ومن الأسباب التي ذكرها الطّلاب لاقتحامهم السفارة الأمريكية هي: "الاحتجاج على قبول الحكومة الأمريكية لجوءَ الشاه، الاحتجاج على أداء الحكومة المؤقّتة، كشف الجواسيس الأمريكيين وعملائهم المحليّين، إنهاء التآمر الأمريكيّ والهيمنة الأمريكية على إيران، الانتقام من أمريكا لتخطيطها وتنفيذها انقلاب 1953 (انقلاب على حكومة مصدّق في إيران)، والاحتجاج على أمريكا لممارستها الضغط على الثورة الإسلامية من خلال إطلاق الدّعايات الحصرية ودعم المناهضين للثورة والهاربين من البلاد".
وحظي اقتحام السفارة الأمريكية بدعمٍ شعبيّ واسع بعد كلمة الإمام الخمينيِّ في دعم الطّلاب، وقد تزامن ذلك مع تنظيم مظاهراتٍ شعبية كبيرة ومستمرّة أمام مقرّ السفارة.
أما "مهدي بازَرْكان" والذي كان قد عيّنه الإمام الخميني ليكون أولَ رئيس وزراء بعد الثورة فلم يؤيّد احتلال السفارة الأمريكية واحتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين رهائنَ، بل اتّخذ موقفًا معارضًا للخمينيّ في هذا الشأن؛ الأمر الذي جعله يستقيل من منصبه. وبذلك أصبحت الحكومةُ بيدِ الثوريّين المقرّبين من الإمام الخميني وحسب. وحظيت استقالةُ حكومة بازَركان بقبول كبير من قبل الطلّاب المسلمين التابعين لخطّ الإمام أي مقتحمي السفارة.
444 يومًا من التوتر في العلاقات الإيرانية–الأمريكية
من جانب آخر قد عملت الحكومةُ الأمريكية، والتي لم توافق على إعادة الشاه إلى ايران، على تحرير دبلوماسيّيها الرهائن من خلال وساطات دوليّة منها بابا الفاتيكان، غير أنها عندما قوبلت برفضٍ إيرانيّ فقدت الأمل بالحلول السياسية، وقرّرت تنفيذَ عملية عسكرية لإنقاذ الرهائن، ولذلك قامت في 24 أبريل 1980 بتنفيذ العملية مستخدمةً 8 طائرات هيليكوبتر ومقاتلة، بيد أن العملية باءت بالفشل بعد أن هبّت عاصفةٌ رمليّة في صحراء طبَس في إيران، وتسبّبت في مقتل 9 جنود أمريكيين.
وفي 25 أبريل 1980 أعلن البيت الأبيض فشلَ عمليةِ إنقاذ الرهائن. وقد ألقى الخميني خطابًا بعد وقوع حادثة طبَس قائلًا: "هل كان ذلك شيئًا سوى يدِ الغيب؟ من أسقط هيليكوبترات السيّد كارتر؟ هل نحن الذين أسقطناها؟ الرّمالُ هي التي أسقطتها. الرّمالُ كانت جنودَ الله. الرّياح جنود الله".
وبعد وقوع حادثة طبس تمّ تكليف البرلمان الإيراني باتخاذ القرار في موضوع الرهائن؛ وفي 2 نوفمبر 1980 اشترطت اللجنة الخاصّة بالرهائن الأمریکیین في البرلمان أربعة شروط، هي: إنهاء حجز الأموال الإیرانیة، إلغاء جمیع الاتهامات الأمریکیة ضد إیران، ضمان عدم التدخّل السیاسيّ والعسکري الأمریکي في الشؤون الإیرانیة، وإعادة جمیع أموال الشاه إلى إيران.
وبعد قرار البرلمان التقی مقتحمو السفارة الأمريكية بالإمام الخمینی حیث أعلن لهم عن تأییدِه لقرار البرلمان، وکلّف الحکومةَ بالاحتفاظ بالرهائن، فباشرت الحکومة بمتابعة الأمر من خلال تکلیف مستشار رئیسِ الوزراء في الشؤون التنفیذیة نيابة عن وزیر الخارجیة بِهزاد نَبوي. وبما أن التفاوض المباشر مع أمریکا کان محظورًا بحسب قرار البرلمان، فکان من الضروريّ أن تکون هناك وساطة، ولذلك قد تمّ الاتفاق علی أن تؤدّي الحکومة الجزائریة التي کانت ترعى المصالح الإيرانية لدی واشنطن دور الوسیط في ذلك. وبعد مرور بضعة أیامٍ فقط علی قرار البرلمان بدأت المفاوضات.
وبعد أشهر من التفاوض والاستشارات شهدت المفاوضات تقدّمًا ملحوظًا. ثم ازدادت وتیرة تقدّمها بعد تقدیم الحکومة الإيرانية مشروعيْ قرار إلی البرلمان علی ید بهزاد نبَوي حول حلّ الخلافات المالیة والحقوقیة بین إیران وأمریکا، واستعادة أموال شاه ایران وأقربائه. وفي النهاية وبعد الأخذ والعطاء في التفاوض، وإصدار الحکومتین الإیرانیة والأمریکیة بیانًا تحت الإشراف الجزائريّ الموقّع عليه من قبل طرفيْ الخلاف، وإعلانٍ عن حلّ الخلافات، وقبول أمریکا شروطَ إیران، سمحت الأخیرة في 20 ینایر 1981 لأکثر من 50 رهینة من الأمریکیین بالخروج من إیران بعد 444 یومًا من احتجازهم على أراضيها.
خاطبتُ نفسي قائلًا: بعد أن قمنا بهذا العمل، إمّا أن نمسك بالسماء من فوق السياج أو أن نذهب إلى قعر الجحيم برؤوسنا.
قال الخميني في خطابه بعد وقوع حادثة طبَس: "هل كان ذلك سوى يدِ الغيب؟ من أسقط هيليكوبترات السيّد كارتر؟ هل نحن أسقطناها؟ الرّمالُ هي التي أسقطتها. الرّمالُ كانت جنودَ الله. الرّياح جنود الله."
ولم یتم تحریر الرهائن الأمریکیین إلا بعد مغادرة کارتر البیتَ الأبیض، وتولّي ریغان سدة الحکم في أمریکا. وکان هدف الإیرانیین من ذلك عدم السّماح لـجیمي کارتر بتسجيل نجاحٍ، وإنهاء هذه القضية في ملفّه. ویعتقد البعض أن قضیة احتلال السفارة الأمریکیة وحجز الدبلوماسیین الأمریکیین کرهائن کان سبب فشل کارتر في الفوزِ مرّة ثانية في الانتخابات الرئاسیة.
من هم الطلاب المحتلّون لـ"وکر التجسّس الأمریکي"؟
عندما سُئل الطلابُ المقتحمون للسفارة الأمریکیة عن أسمائهم کانوا یجیبون بـأنهم "الطلّاب المسلمون التابعون لخطّ الإمام"، ولذلك لم تُذکر أسماءُ هؤلاء الطلاب في أيّ ندوة صحفیة أو محاضرة أو کلمة، بل كان یتمّ الاکتفاء بعنوان "الطلّاب المسلمين التابعين لخطّ الإمام" وحسب.
ومن أولئك الطلاب من ینتمي الیوم إلی التیار الإصلاحي في إيران، كالصحفي والكاتب "عباس عبدي"، والناشط السیاسي والعضو السابق في مجلس بلدیة طهران "إبراهیم أصغر زاده"، وأول عضوٍ نسائي في الحکومة والرئیسة السابقة لمنظمة البیئة والنائبة للرئیس الإیراني في شؤون المرأة "معصومة ابتکار"، والنائب السابق "محسن میردامادي".
ويجب الذكر بأنّ البعض من هؤلاء کـعبّاس عبدي و"بیطَرَف" قد ألقي في سجون الجمهورية الإسلامية لسنواتٍ بسبب اتهامات سیاسیة. كما يذكر أن البعض منهم کـعباس عبدي أيضًا وأصغرزاده قد عبّروا في ما بعد عن ندمهم من أجل اقتحامهم السفارة الأمريكية آنذاك.
وبعض آخر منهم كـ"حسين دهقان" قد عمل عسکریًّا، وشارك في جبهات الحرب الإيرانية–العراقية، ثمّ تولّی منصبًا عسکریًّا رفیعًا في الدولة، وکان وزیر دفاع إبان حکومة الرئیس روحاني. أما "رضا سیف اللهي" فكان القائد السابق للشرطة في إيران.
ومن الطّلاب المقتحمین للسفارة الأمریکیة هناك من لم ینضمّ للتیّار الإصلاحي، وإنما اختار توجّهًا آخر، وأصبح منتميًا إلی التیار الیمینيّ (الأصولي) في إیران، ومن هؤلاء يمكن الإشارة إلى الرئیس السابق لمنظّمة الإذاعة والتلفزیون "عزت الله ضرغامي"، ومستشار وزیر الخارجیة "حسین شیخ الإسلام".
وضع مبنى السفارة الأمریکیة حالیًّا
مبنى السفارة الأمریکیة يقع في مرکز طهران بالقرب من السفارة الرّوسیة والبریطانیة والفرنسیة. وإن شارعيْ "مفتّح" و"طالقاني" اللذين تقع السفارة الأمریکیة السابقة في تقاطعهما لم یشهدا تغیّرًا ملحوظًا حتى اليوم، ولا زالت الجهة المقابلة للسفارة الأمریکیة في شارع طالقاني مرکزًا لبیع الصناعات الیدویة، وما زالت هناك الکثیر من الفنادق القدیمة في الحيّ؛ ولکنّ الوضع مختلف بالنسبة للسفارة الأمریکیة؛ فقد شهد مبنى السفارة الأمريكية منذ اقتحامه حتی اليوم تغیراتٍ کبیرةً؛ لقد تحوّل القسم الشمالي من المبنى إلی نادٍ ریاضيّ، والقسمُ الجنوبيّ منه إلی متجرٍ للکُتب. وقد شهدت جدرانُ السفارة تطوّرات أساسیة حیث أصبحت محلًّا لکتابة الشعارات الثوریة المناهضة لأمریکا، وعادة ما تلفت هذه الجدران انتباه المصوّرین الأجانب في طهران عند تقییمهم العلاقات الإیرانیة–الأمریکیة والإشارة إليها.
وبغضّ النظر عن المشهد الخارجي لمبنى السفارة، هناك تطورات کبیرة شهدها المناخ الداخلي للمبنى؛ فقد تمّ بناء عدد من الصالات والعمارات في الداخل، وقد أصبحت تستخدم كـمطعمٍ وصالة مؤتمرات وقاعة مسرح. ومحلّ السفارة الأمریکیة بجمیع أجزائه يقع اليوم تحت إدارة "منظمة البَسیج الطلّابي" التابعة للحرس الثوريّ الإيراني، ویطلق علی محلّ السفارة "مجمّع 13 آبان الثقافي" (و١٣ آبان هو ذکری اقتحام السفارة الأمریکیة وفق التقويم الإيراني، أو كما أطلقت عليها إيران "ذكرى اقتحام وكر التجسّس الأمريكي"). وفي قسم من مبنى السفارة السابق يتمّ اليوم عرض وثائق وأدوات وأجهزة تجسّس وتنصّت وغرف للاجتماعات السرّية في إطار متحف فُتح منذ سنوات.
ويذكر أن تسمية "وكر التجسس الأمريكي" جاءت بسبب كشف وضبطِ وثائقَ كثيرة قد نشرها مقتحمو السفارة الأمريكية في ما بعد في مجموعة كتبٍ بعنوان "وثائق وكرِ التجسس الأمريكي"، والتي شملت البرقيّات والمراسلات والتقارير المتبادلة بين السفارة الأمريكية، ووكالة الاستخبارات المركزية، وكانت تتضمّن تطورات إيران والعلاقات السياسية والعسكرية بين إيران وأمريكا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين