مع تجمع آلاف الفلسطينيين عند الحدود مع الأراضي المحتلة للمشاركة في احتجاجاتهم الأسبوعية يوم الجمعة، كان هناك المئات داخل قاعة رياضية في غزة، محتشدين من أجل نوع مختلف من التجمعات - هو مسابقة كمال الأجسام.
لدى اصطفافهم على خشبة المسرح، كانت أجساد المتسابقين الشباب تتلألأ نتيجة الزيت الذي دلكوها به، لاستعراض عضلاتهم أمام حكام المسابقة التي ينظمها اتحاد كمال الأجسام واللياقة البدنية الفلسطيني.
في تقرير مُصور بعدسة المصور المُخضرم خليل حمرا، تناولت وكالة أسوشيتدبرس فعاليات المسابقة وأجواءها وكيف توفر هذه الرياضة ملاذاً لسكان غزة الذين يعانون أوضاعاً متدهورة.
يقول حمدي وادي، الذي كان يجري إحماءً لنفخ عضلاته قبل المثول أمام الحكام، "حاولت رغم الصعوبات والظروف المأسوية، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، الاستمرار في هذه الرياضة إلى أن حققت هدفي".
يقول حمدي وادي، الذي كان يجري إحماءً لنفخ عضلاته قبل المثول أمام الحكام، "حاولت رغم الصعوبات والظروف المأسوية، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، الاستمرار في هذه الرياضة إلى أن حققت هدفي".وغالبًا ما ينشغل سكان غزة البالغ عددهم مليونين بأولويات أخرى، إذ ظل القطاع الضيق المساحة وذو الكثافة السكانية العالية تحت الحصار الإسرائيلي - المصري لأكثر من عقد، بالإضافة إلى المعاناة المٌستمرة من الفقر والبطالة والمياه الملوثة وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر والطويل، إضافة إلى حرية الحركة المُحدودة مما يجعل الحياة في القطاع أمراً صعباً. وعلى الرغم من هذه العقبات ونقص مرافق التدريب الملائمة، شارك حوالي 70 شابًا في بطولة كمال الأجسام بعد اتباع نظام غذائي صارم بالتوازي مع التدريب المٌتواصل. وعلى النقيض من البطولات المماثلة في أماكن أخرى من العالم، يرتدي المتسابقون سراويل قصيرة متواضعة تتوافق مع الشريعة الإسلامية وتقاليد المجتمع الغالب في غزة. وفاز بالمسابقة عبد الله الهور البالغ من العمر 20 عامًا، ورفعه رفاقه على الأكتاف في صالة الألعاب الرياضية الملأى بالذكور. وتدير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القطاع الساحلي بعد فوزها في انتخابات 2006 ثم إعلانها في 2007 فك الارتباط مع السلطة الفلسطينية. ومنذ 7 أشهر، ينظم سكان غزة تظاهرات على طول السياج الحدودي مع إسرائيل، للمطالبة بإنهاء الحصار، الذي يمنع معظم الغزيين من مغادرة أراضيهم. أما مُدرب كمال الأجسام عمار أبو قرش، فيقول إن الرياضيين في غزة يحققون "مستويات مثيرة للإعجاب"، لكنهم لا يستطيعون السفر بسهولة للمشاركة في المسابقات الدولية. وأعرب رأفت شاهين، من جمعية كمال الأجسام، عن أمله في أن يتنافس المُتسابقون يومًا ما في الخارج ورفع العلم الفلسطيني في المنتديات الدولية والعربية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...