شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"الموجة المُسلمة الزرقاء"... مسلمتان عربيّتان تستعدان لفوز تاريخي في الكونغرس الأمريكي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 2 نوفمبر 201802:41 م

إلهان عمر، لاجئة صومالية، وراشدة طليب، مولودة في ديترويت لمُهاجرَين فلسطينيين، على مقربة من لحظة تاريخية، كأول إمرأتين مُسلمتين من أصول عربية، على الأرجح ستفوزان بمقعدين في الكونغرس الأمريكي.

ويستعد الناخبون الأمريكيون لانتخاب إلهان ورشيدة للكونغرس في انتخابات التجديد النصفي الأسبوع المقبل، في وقت يتصاعد الخطاب المعادي للمسلمين والمُناهض للمهاجرين.

ويُعتبر مقعد الكونغرس محسوماً لصالح رشيدة لعدم وجود مرشح منافس، بعد استقالة نائب ولاية ميتشيغن المسيطر على الدائرة 13 منذ عام 1965، جون كونيرز، في ديسمبر الماضي تزامناً مع اتهامات بالتحرش الجنسي.

في حين يُتوقع أن تحصد إلهان أصوات الدائرة الخامسة في ولاية مينيسوتا، لسيطرة الحزب الديمقراطي عليها ووجود جالية صومالية كبيرة فيها.

من هي رشيدة طليب؟

مع الاحتمالات المؤكدة لفوز الاثنتين، سيزيد العدد الإجمالي للمسلمين في الكونغرس إلى ثلاثة، مع النائب المسلم في ولاية إنديانا أندريه كارسون. وهؤلاء يمثلون الحزب الديمقراطي المُرجّح أن يفوز بأغلبية المقاعد في الانتخابات، بحسب استطلاعات للرأي.

ورشيدة (42 عاماً) هي كُبرى إخوتها الـ14، وتعمل محامية وناشطة اجتماعية. وكانت من مؤيدي بيرني ساندرز لمنافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قبل أن يدفع الديمقراطيون بهيلاري كلينتون.

Islam-women-in-Congress

وعام 2008، كانت أول عربية مسلمة تفوز بمقعد في برلمان ولاية ميتشيغن، وقد ساهمت خلال عضويتها في رفع قيمة الحدّ الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً في الساعة. كما يتذكر مواطنو الولاية جيداً أنها طرقت أبوابهم، رغم عدم قدرتهم على نطق اسمها في أغلب الوقت، بحسب ما تقول.

رشيدة-طليب-أمريكية-فلسطينية-تقترب-من-الكونغرس/1803273616416439/

وفي حملتها الانتخابية للكونغرس جمعت تبرعات ومساعدات تزيد عن مليون دولار، دون الاعتماد على الدعم المالي للحزب الديمقراطي، وفق تقارير صحافية، بينما ينصبّ قوام حملتها على العدالة الاجتماعية من خلال الاهتمام بتحسين الأجور وخدمات الرعاية الصحية وحماية البيئة وخفض رسوم التعليم الجامعي.

يُعتبر مقعد الكونغرس محسوماً لصالح رشيدة طليب لعدم وجود مرشح منافس، بعد استقالة نائب ولاية ميتشيغن المسيطر على الدائرة 13 منذ عام 1965، جون كونيرز، في ديسمبر الماضي تزامناً مع اتهامات بالتحرش الجنسي
يُتوقع أن تحصد إلهان عمر أصوات الدائرة الخامسة في ولاية مينسوتا، لسيطرة الحزب الديمقراطي عليها ووجود جالية صومالية كبيرة فيها

ولدى فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، أغسطس الماضي، تلقت التهنئة من أسرتها في بيت عور الفوقا في الضفة الغربية، بينما تقول تقارير صحافية إنها لم تتطرق في تصريحاتها إلى القضية الفلسطينية.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، قال داود وليد، المدير التنفيذي لفرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في ميتشيغن: "لا أعتقد أن هويتها العرقية أو الدينية لعبت دوراً كبيراً في فوزها أو بالنسبة لمعارضيها" في الانتخابات التمهيدية.

... وإلهان عمر؟

في المقابل، ربما أكثر ما يذكره البعض عن إلهان، يعود إلى ديسمبر 2016، حين أهانها سائق أجرة أمريكي واتهمها بأنها منتسبة إلى "داعش" مهدداً بنزع حجابها، في حين كانت عمر عائدة من البيت الأبيض حيث كانت تتلقى تدريباً حول العمل السياسي. وقتها، كانت عمر قد فازت بمقعد في برلمان ولاية مينيسوتا كأول عضوة صومالية ومسلمة.

_Islam-women-in-Congress

وفي سن الثامنة، فرّت إلهان (36 عاماً) مع أسرتها إلى الولايات المتحدة. وفي تصريحات لمجلة "Elle"، في سبتمبر الماضي، قالت إنها تهوى السياسة منذ سن صغيرة، موضحة أنها "أغرمت ببساطة بالسياسة وما يمكن أن تنجزه".

وترتكز حملة إلهان على معالجة العديد من القضايا، مثل عدم المساواة في الدخل، مجانية التعليم الجامعي ونظام العدالة الجنائية.

وفي تصريحات لراديو "PRI" الأمريكي، قالت عمر:"ما أقوله للناس في كثير من الأحيان هو أنني لم أفز (في الانتخابات التمهيدية) لأنني صومالية. لقد فزت لأنني تقدمية... إن الناس في منطقتي، والآن في الكونغرس، كانوا يبحثون عن الأكثر تقدمية، والذين يمكن أن يمثلوا مصالحهم بأفضل طريقة. وبأعداد كبيرة، اتخذوا القرار".

وبفوزها المرجح، على خصمها الجمهوري، ستحصد إلهان المقعد نفسه الذي حصده كيث إيليسون، كأول مسلم انتُخب عضواً في الكونغرس عام 2006.

وكانت إلهان قد ظهرت مع "Maroon 5" وآدم ليفنين، في الأغنية الجديدة "Girls like you" المطروحة في مايو الماضي (الدقيقة 3:50)، مع مجموعة من المشاهير منهم الإعلامية الأمريكية إيلين ديجنرز وجنيفر لوبيز وكاميلا كابيلو.

"الموجة المُسلمة الزرقاء"؟

تقترب انتخابات الكونغرس في وقت رصد مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) زيادة معدل جرائم الكراهية ضد المسلمين في الأشهر الستة الأولى من عام 2018، حيث بلغت نسبتها 21 في المئة.

وكانت كل من إلهان وطليب قد وضعتا نفسيهما في مواجهة سياسات ترامب وحزبه الجمهوري، إذ تعارضان سياسات الهجرة المُقيّدة التي وضعها الرئيس الأمريكي، وتدعمان نظام الرعاية الصحية الشامل الذي يعارضه الجمهوريون مطالبين بإلغاء إدارة الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة.

وفي أبريل الماضي، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن أمريكا تشهد ما أسمته "الموجة المُسلمة الزرقاء"، مشيرة إلى صعود المسلمين في الحزب الديمقراطي، الذي يمثله اللون الأزرق.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك أكثر من 90 مسلماً أمريكياً، جميعهم تقريباً ديمقراطيون، يترشحون للمناصب العامة في جميع أنحاء البلاد هذا العام. كثير منهم من الشباب وعديمي الخبرة سياسياً، لكنهم يمثلون مُقامرة جماعية، فـ"في وقت يشعر الناخبون بالاشمئزاز من الرئيس الأقل شعبيّة في أمريكا (ترامب)، يُظهرون استعدادهم لانتخاب أعضاء للكونغرس يمثلون الأقليات في البلاد".

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه على الرغم من أن العدد يبدو صغيراً، إلا أن الترشيحات تشير إلى ارتفاع غير مسبوق في تمثيل مجتمع المسلمين المتنوّع في البلاد، والذي كان تمثيله ناقصاً في السياسة الأمريكية.

يُذكر أن هناك أكثر من 3.3 مليون مسلم يعيشون في الولايات المتحدة، لكن الأمريكيين المسلمين غير ممثلين بشكل كاف في الكونغرس الذي يضم 535 مقعداً، بحسب الصحيفة.

وفي استطلاع أجرته مؤسسة "زغبي" عام 2001، قال 42 في المئة من المسلمين الأمريكيين إنهم صوتوا لصالح الجمهوري جورج دبليو بوش في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام السابق، بينما قال 31 في المئة إنهم صوتوا لصالح الديمقراطي آل غور.

وبحلول العام الماضي، قال 8 في المئة فقط من المسلمين الأمريكيين، في استطلاع أجرته مؤسسة "بيو"، إنهم صوتوا لصالح ترامب، بينما أكد 78 في المئة أنهم صوتوا لصالح الديمقراطية هيلاري كلينتون.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image