في الأزمات تظهر قصص ملهمة تستحق التوثيق. ففي الأردن الذي عاش الأيام الماضية فاجعة تمثلت في مقتل 18 طفلاً جرفتهم السيول في البحر الميت حين كانوا في رحلة مدرسية، تتكشف قصص بطولة لولاها لكانت الفاجعة أكبر.
قصة من بين هذه القصص البطولية، حدثت يوم 27 أكتوبر، بطلها الرقيب الغطاس في المديرية العامة للدفاع المدني بالأردن، زاهر سعد العجالين، الذي قصّ تفاصيل إنقاذه 5 أشخاص جرفهم السيل في زرقاء ماعين بمنطقة البحر الميت.
يقول العجالين الذي ظهر على شاشة التلفزيون الأردني إنه توجه إلى عمّان على متن حافلة لحضور مناسبة شخصية، وفوجىء بإغلاق الأجهزة الأمنية الطريق الرئيسي، فترجل من الحافلة وعرّف الأجهزة الأمنية بهويته وسأل عن سبب إغلاق الطريق، وحين أبلغوه بالسيول التي جرفت الناس، عرض على الأمن المساعدة في عمليات الإنقاذ.
ركض الغطاس باتجاه كوادر الدفاع المدني الموجودة في الميدان وعرّفهم بهويته، طالباً منهم بدلة غوص، وفور سماح الحواجز الأمنية له بالمرور نزل باتجاه البحر الميت ليجد طفلاً يطفو على سطح البحر.
يقول الغطاس: "سبحت باتجاهه وتمكنت من الوصول إليه وحمله على كتفي، سألته عن اسمه، فقال: عمر سامي السعود، تحدثت معه للتخفيف عنه. فقد كان خائفاً وأعدته إلى الشاطئ وسلمته لزملائي في الدفاع المدني".
بإصرار على إنقاذ أكبر عدد من الضحايا، عاد العجالين مرة أخرى إلى الشاطئ فوجد رجلاً خمسينياً، فاتجه إليه وانتشله ثم سبح به إلى الشاطئ وسلمه لزملائه. "وعدت مرة ثالثة فوجدت ثلاث فتيات صغيرات أسفل الشلال وأوصلتهن أيضاً إلى زملائي".
وعاد الغطاس مرة أخرى إلى البحر ليجد فتاة تطفو على السطح، لكن حين وصل إليها وجدها قد توفيت، ثم عاد مرة خامسة وسادسة وسابعة وسحب ثلاث فتيات كنّ متوفيات.
وأكد العجالين أن الخطورة الأكبر التي واجهته تمثلت برغوة الماء الكثيفة.
/وفي صباح الجمعة الماضية، مشط رجال الإنقاذ شواطئ منطقة البحر الميت بحثاً عن ناجين بعد السيول التي أودت بحياة 21 شخصاً على الأقل، معظمهم تلاميذ كانوا في رحلة مدرسية.
وكانت السيول الناجمة عن هطول أمطار غزيرة، قد عبرت الأودية في المنطقة جارفة في طريقها الناس والمركبات والماشية إلى شواطئ البحر الميت، أدنى منخفض على وجه الأرض.
قصص بطولة تتكشف في الأردن بعد فاجعة البحر الميت… لولا هذا البطل لكانت الفاجعة أكبر
وأعلن الأردن الحداد ونكست الأعلام على أرواح الضحايا فيما أثار الرأي العام وساسة تساؤلات عبر وسائل إعلام محلية بشأن جاهزية وكالات الطوارئ الوطنية للتعامل مع مثل هذه الكارثة.
وبحسب ما قاله رئيس الوزراء عمر الرزاز في وقت سابق، فإن المدرسة التي حملت التلاميذ في رحلة إلى البحر الميت، خالفت على ما يبدو تعليمات من وزارة التعليم تحظر الرحلات لسوء الأحوال الجوية، داعياً إلى فحص البنية التحتية في المنطقة.
وكانت السيول قد تسببت كذلك بانهيار جسر على أحد المنحدرات في البحر الميت بسبب شدة الأمطار وهي أول أمطار غزيرة منذ نهاية الصيف.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...