جسدت بعضُ الأعمال المصرية مشاهدَ من معركة العلمين الشهيرة، أبرزُها فيلم "إسكندرية ليه" للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، لكن الاستماعَ لاثنين من قدامى المحاربين البريطانيين، وهما يسردان ذكرياتِهما مع المعركة التي بدأت عام 1942 له وقعٌ مختلفٌ، خصوصاً لو كانا يقصَّان لنا أحداثاً دارت في موقع المعركة. ومؤخراً قام ستةٌ من قدامى المحاربين البريطانيين، الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، بزيارةِ أرضِ المعركة الصحراوية في مصر، بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لنصر الحلفاء الحاسم الذي كان بمثابة خطوةٍ مهمة قبل إلحاق الهزيمة بالقوات الألمانية والإيطالية في أفريقيا في مايو عام 1943. أحد هؤلاء المحاربين هو البريطاني بيل بلاكبورن الذي يقول لوكالة رويترز إن ذكرياته مع معركة العلمين تتمثلُ في الذباب والظمأ وقوة نيران المدفعية في بداية المعركة. يضيف بلاكبورن "بعد توقفِ وابل النيران نزلنا في خندقٍ حيث مكثنا عدةَ أيام قبل التحرك والانطلاق للأمام". وقد لا يستطيع بلاكبورن وباقي زملائه المحاربين القدامى زيارةَ العلمين مجدداً، خصوصاً أن أعمارَهم تخطت التسعين، وبعضهم قارب المائة عامٍ من العمر. بدأت معركةُ العلمين ليلةَ 23 أكتوبر 1942 عندما شرعت قواتُ الكومنولث التابعة للجيش الثامن بقيادة الجنرال برنارد مونتجمري في صدّ قوات المشير إرفين رومل الذي هدد باجتياح مصرَ ومنها إلى الشرق الأوسط.
جسدت بعضُ الأعمال المصرية مشاهدَ من معركة العلمين الشهيرة، أبرزُها فيلم "إسكندرية ليه" للمخرج الراحل يوسف شاهين، لكن الاستماعَ لاثنين من قدامى المحاربين البريطانيين، وهما يسردان ذكرياتِهما مع المعركة التي بدأت عام 1942 له وقعٌ مختلفٌ
اثنان من قدامى المحاربين البريطانيين في الحرب العالمية الثانية، يسردان ذكرياتِهما مع معركة العلمين في مصر.. "عندما كنا نتناول وجبةَ طعام فإننا نأكل الذباب معها، لعدم استطاعتنا التخلصَ منه.. كانت تجربة صعبة لكننا اجتزناها بنجاح"
المكان تغير كثيراً
أما جو بيل، البالغ 98 عاماً، أحدُ جنود المدفعية في معركة العلمين، والذي فقد حاسة السمع تقريباً بسبب دوي القذائف الألمانية أثناء المعركة، فيقول إنه لم يتوقع أبداً العودة إلى أرض المعركة مرة أخرى بعد مرور سبعين عاماً عليها. أضافَ بيل أثناء احتفاليةٍ جرت يوم 20 أكتوبر الجاري عند مقبرة الكومنولث لضحايا الحرب حيث تُجرى أعمالُ بناء سريعة في الصحراء القريبة وعلى الساحل الشمالي لمصر على البحر المتوسط: "أمرٌ رائع أن أعود مجدداً لأرى ما قمنا به هنا. لكن المكان تغير كثيراً". وجرى للمرة الأولى أمس السبت احتفالٌ ألماني نمساوي مشترك عند النصب التذكاري الألماني الذي أقيم على الطريق الساحلي لتخليد ذكرى أكثر من 4300 جنديٍّ ألماني ونمساوي قتلوا أثناء المعركة. وقال بيل إن عدد القتلى والمصابين من الجانبين كان كبيراً للغاية في العلمين واصفاً المعركة بأنها كانت "مروعةً". تابع بيل وهو يتذكر الأحداث بصعوبة "كانت الرؤيةُ شبهَ معدومةٍ بفعل غبار المعركة والرمال المتطايرة بسبب القصف". واعتُبرت معركة العلمين سبباً رئيسياً في رفع معنوياتِ قوات الحلفاء رغم مقتل وإصابة وفقدان ما يربو على 13500 جنديٍّ خلال عشرة أيامٍ من اختراق قوات الكومنولث لخطوط القوات الألمانية. لكن نهايةَ الأمر تقدمت قواتُ المدفعية الملكية التي كان يتبعها بلاكبورن صوبَ تونس ومنها عبرت البحر المتوسط إلى إيطاليا. يحكي بيل "كان الوضع قاسياً للغاية، عندما كنا نتناول وجبةَ طعام فإننا نأكل الذباب معها لأننا لم نكن نستطيع التخلصَ منه. كانت تجربة صعبة لكننا اجتزناها بنجاح".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...