"لأسباب شخصيّة" قرّر ستافان دي ميستورا أن ينهي مهمته كمبعوث أممي خاص لسوريا في نهاية شهر نوفمبر المقبل. وبذلك، ينهي السويدي، الحامل للجنسيّة الإيطاليّة، حوالي أربع سنوات من عمله أو بالأحرى محاولته لحلّ الصراع في سوريا. بشكل موازٍ، دعا المبعوث، الذي تولى منصبه بعد الأخضر الإبراهيمي في يوليو 2014، الدول "الضامنة لمفاوضات أستانا" للتشاور معه قبل نهاية الشهر في جنيف، موضحاً أنه سيتوجه الأسبوع المقبل، وتحديداً في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، إلى دمشق - بدعوة من السلطات السورية- لبحث تشكيل لجنة دستورية مكلفة بصياغة دستور جديد. وحول اللجنة الدستورية، قال دي ميستورا لمجلس الأمن "آمل أن أتمكن من دعوة هذه اللجنة للانعقاد في نوفمبر"، دون تاريخ محدد، معلّقاً "لسنا مستعدين لدعوة هذه اللجنة للانعقاد إن لم تكن موثوقة ومتوازنة بين النظام والمعارضة والمجتمع المدني". وكان دي ميستورا تعرّض، منذ بداية سبتمبر، لضغوط أمريكيّة وفرنسا وبريطانية خصوصاً لعقد اجتماع للجنة بنهاية أكتوبر، بينما تم تحميل دمشق مسؤولية التأخير في تأخيرها. في المقابل، أكدت روسيا الشهر الماضي أنه لا ينبغي استعجال الأمور واتهمت الغرب بالسعي إلى تغيير النظام في سوريا. يُذكر أن أطراف النزاع في سوريا وجهت اتهامات عديدة لدي ميستورا، وعلى رأسها الانحياز لطرف دون آخر، والتراخي أمام الروس وتقديم تنازلات لصالحهم. بالعودة إلى قرار التنحي، فلم يكن بالنسبة للمتابعين بالأمر المفاجئ، حيث ربطوا الأمر بزواجه مؤخراً وتراجع نشاطه، وذكرت مصادر دبلوماسيّة أنه كان أعلن قبل أشهر عن نيته تلك للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي بدأ البحث عن بديل.
المرشحون حتى الساعة
أربعة أسماء حضرت في معرض الحديث عن بديل لدي ميستورا. وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للعراق يان كوبيش، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وسفير النرويج السابق لدى الأمم المتحدة غير بيدرسون. هذه الأسماء لا تزال في دائرة النقاش، مع العلم أن تعيين المبعوث الجديد يحتاج إلى مشاورات يجريها الأمين العام للأمم المتحدة مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى الحكومة السورية. ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر دبلوماسيّة في نيويوك قولها إن للعمامرة حظوظاً كبيرة في هذا التعيين، على اعتبار أن غوتيريش يتقارب "أكثر من اللازم مع دمشق"، حسب الصحيفة. في المقابل، استبعد آخرون الأمر بسبب "العلاقات الطيبة" لوزير الخارجية السابق مع النظام وموقف الجزائر مما يحدث في سوريا.أربعة أسماء حضرت في معرض الحديث عن بديل لدي ميستورا. وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للعراق يان كوبيش، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وسفير النرويج السابق لدى الأمم المتحدة غير بيدرسون
يشير البعض إلى مواقف لعمامرة "المنحازة" في سوريا، وكان أبرزها أواخر عام 2016 (وقت كان وزيراً للخارجية حيث تولى المنصب بين عامي 2013 و2017) حين قال إن "الدولة السورية استرجعت سيطرتها على مدينة حلب وانتصرت على الإرهاب"وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة كذلك أن "هناك اعتراضات على اسمين تم اقتراحهما سابقاً، وهما المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، الذي واجه اعتراضات من قبل النظام السوري فضلاً عن فيتو روسي، ومبعوث الأمم الخاص للعراق يان كوبيتش، الذي أبدى الأمريكيون بعض الملاحظات على توليه هذه المهمة".
رمطان لعمامرة
في سبتمبر الماضي، عيّنت الأمم المتحدة لعمامرة ضمن مجلس استشاري رفيع المستوى مختصّ في الوساطة الدولية. ويضم المجلس 18 شخصية دولية، حسب تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة. أتى تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق، بعدما برز اسمه في وساطات دولية عدة في القارة الأفريقية، آخرها قيادته اتفاق مصالحة في مالي. ولعمامرة من مواليد 1952 في ولاية بجاية (شرق)، وهو خريج المدرسة العليا للإدارة ومتخصص في الدبلوماسية. وقبل تعيينه وزيراً للخارجية في سبتمبر 2013، كان أميناً عاماً لوزارة الشؤون الخارجية عام 2010، ومبعوثاً للأمم المتحدة إلى ليبيريا بين عامي 2003 و2007. قبلها، كان سفيراً للجزائر في الأمم المتحدة بين عامي 1993 و1996، وتخصّص في مجال الوساطة الدولية لحل النزاعات في القارة الأفريقية. ويعتبر لعمامرة أن الدبلوماسية الجزائرية تمثّل "الصوت المعتدل، وتتبنى الرؤى الأقرب إلى تحقيق الإجماع والقبول لدى المجموعة الدولية". في المقابل، يشير البعض إلى مواقف لعمامرة مما يجري في سوريا، وكان أبرزها أواخر عام 2016 (وقت كان وزيراً للخارجية حيث تولى المنصب بين عامي 2013 و2017) حين قال إن "الدولة السورية استرجعت سيطرتها على مدينة حلب وانتصرت على الإرهاب". وفي تصريحات اعتُبرت الأولى من نوعها، وصف لعمامرة أمام الصحفيين ما يقوم به المسلحون في مدينة حلب بالإرهاب، مهنئاً الدولة السورية على استرجاع سيطرتها على مدينة حلب. وقبل ذلك بأشهر قليلة، كان لعمامرة قد اجتمع بنظيره السوري وليد المعلم وجدّد "دعم و تضامن الجزائر التام" مع الشعب السوري، مؤكداً على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية.يان كوبيش
في 24 شباط 2015، تم تعيين كوبيش، وهو سلوفاكي الجنسية، من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليكون الممثل الخاص للأمين العام في العراق. تسلم كوبيش مهام عمله رئيساً لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة في العراق. قبل تقلّد منصبه هذا، تولى كوبيش منصب الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (UNAMA) للفترة من 2012 إلى 2015. كما شغل منصب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا (UNECE) بين عامي 2009 و2011، ومنصب وزير خارجية سلوفاكيا بين 2006 و2009، ومنصب رئيس لجنة وزراء مجلس أوروبا عامي 2007 و2008، ومنصب الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) من 1999 إلى 2005. وواجهت كوبيش انتقادات في العراق بسبب ما وُصف بانحيازه لجماعات دون أخرى، وبغض نظره عن "جرائم الميليشيات"، بل والاهتمام بلقاء زعمائها. وتمّ التذكير مراراً بقوله "الجميع اليوم يثق في قوة القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي في تحرير الأراضي العراقية والقضاء على الإرهاب". وفي تعليقه على تفجير الكرادة عام 2016 كذلك، حين قال "إن إرهابيي داعش الذين لحقت بهم الهزيمة في ساحات المعارك يسعون إلى الانتقام لخسائرهم باستهداف المدنيين العزل، وعلى الرغم من الألم والأسى لن يستسلم الشعب العراقي لمخططات هؤلاء الإرهابيين".نيكولاي ملادينوف
هو المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ووزير الخارجية والدفاع السابق في بلغاريا. يبدو ملادينوف ناشطاً على الصعيد الفلسطيني، وقد نشر على حسابه على تويتر خلال الأشهر الماضية صور لقاءات عديدة جمعته بالمسؤولين في مصر وقطر والإمارات، لافتاً إلى "أدوارهم المثمرة" في حلّ القضيّة الفلسطينية. اتُهم ملادينوف مراراً بالانحياز في تعامله مع القضيّة الفلسطينيّة، وكانت الأمم المتحدة على سبيل المثال تلقت شكوى العام الماضي بسبب ما قيل إنه انحياز منسقها الخاص، وذلك بعدما حمّل الفصائل الفلسطينية مسؤولية التصعيد. واستنكرت "حماس" في بيان آنذاك "تصريحات ميلادينوف الذي تجاهل بشكل واضح جرائم الاحتلال وتهديدات قيادته اليومية بحق شعبنا وحقه في الدفاع عن نفسه المكفول دولياً"، معتبرة التصريحات "انحيازاً واضحاً للرؤية الإسرائيلية، وغطاءً لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني". في المقابل، نفت الأمم المتحدة الاتهام، وقال الناطق باسمها "لا يمكن أن يكون السيد ملادينوف منحازاً… لو أظهر لكم عدد الشكاوى التي نتلقاها من إسرائيل تعرفون أنه لا يمكن أبداً أن يكون منحازاً"، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل. وفي مناسبة أخرى، قال ملادينوف إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اختار استخدام خطابه في افتتاح جلسات المجلس الوطني الفلسطيني لتكرار إهانات معادية للسامية، منها القول إن "سلوك اليهود كان السبب وراء المحرقة (الهولوكوست)". وكان ذُكر كذلك اسم سفير النرويج السابق لدى الأمم المتحدة غير بيدرسون الذي شغل منصب الممثل الشخصي للأمين العام السابق كوفي عنان في جنوب لبنان في مارس 2005، ثم عُيّن في فبراير 2007 منسقاً خاصاً للمنظمة الدولية في لبنان.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين