شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
حكاية

حكاية "الحلوى الملكية" التي تحولت إلى مادة للسخرية في المغرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 17 أكتوبر 201803:22 م
قصةٌ "مليئة بالسكر" شغلت بالَ الكثيرين في المغرب الساعاتِ الأخيرةَ، عُرفت باسم "الحلوى الملكية". أحداثها بدأت مع تبادل مستخدمين ومدونين على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهاتٍ نسبوها لبرلمانيين مغاربة يحملون ما يبدو أنه علبٌ وأكياسُ حلوى قيل إنها وُزعت عليهم بمناسبة افتتاح العاهل المغربي محمد السادس الدورةَ البرلمانيةَ الجديدة. وأظهرت مقاطعُ الفيديو والصور تسابقَ عددٍ ممن كانوا داخلَ المجلس، أو النواب كما يقولُ ناشروا الفيديوهات والصور، لجمع ما تيسَّرَ من حلويات ووضعها في أكياس بلاستيكية ونقلها إلى سيارات كانت مركونةً في الشارع المقابل للمجلس. INSIDE_MoroccoParliamentSweets وقال موقعٌ مغربيٌّ محلي إن مسؤولي البرلمان حرصوا على إبعاد الصحافيين وفرضِ حصارٍ عليهم، داخلَ قبة البرلمان، لمنعهم من الوصول إلى المكان الذي توضع فيه موائدُ الحلويات قبالةَ قاعة الجلسات العامة، لتفادي توثيق بعضِ اللقطاتِ المهينة للمؤسسة التشريعية، رَغمَ ذلك ظهرت صورٌ ومقاطع فيديو توضّحُ درجةَ "اللهفة" التي أصابت البعض. أضاف الموقع "بمجرد انتهاءِ الخطاب الملكي الذي تحدث فيه الملك أن المغرب في حاجة إلى "رجال دولة صادقين" وأنه يجب أن يكون بلداً "للفرص لا للانتهازيين"، و"كونوا في مستوى هذه المرحلة"، سارع البعض إلى حمل ما تيسر من الحلوى في أكياس". ونقل الموقع عن مستخدمٍ قولَه "برلمان الجيعانين والملهوطين، يقتسمون فيما بينهم كل شيء حتى الحلوى". وسبّبت هذه الفيديوهات والصور جدلاً واسعاً بين المغاربة، حيث رأى بعضُهم أنها تعبّر عن سلوكٍ انتهازيٍّ مهين، في المقابل نفى برلمانيون صحةَ الواقعة قائلين إنها مجردُ "شائعاتٍ"، متهمين من يروّج للأمر بأنه يتبادل "فيديوهاتٍ مفبركةً".
/

حلوى تشريعية

أطلق بعضُ المستخدمين المغاربة على تلك الحلوى التي وُزعت تحت قبة البرلمان مصطلح "الحلوى التشريعية"، في محاولةٍ لربطها بمجلس النواب. ووصل الجدل في المغرب إلى حدِّ أن البرلمان المغربي أدان رسمياً ما وصفَها بـ"الحملة" التي استهدفت أعضاءَه بعد افتتاح الملك محمد السادس الدورةَ الخريفية وتداول العشرات من الفيديوهات والصور التي نسبت للنواب وهم يتهافتون على الحلوى الملكية. كما أعرب المشاركون في اجتماعٍ لرئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، بالنواب عن "إدانتهم وشجبهم لما يتعرض له مجلس النواب من نعوت وأوصافٍ كاذبةٍ ومغرضة في حق أعضائه وفي حق أساليب ومناهج عمله من بعض المنابر الإعلامية"، معتبرين أن هذه الادعاءات خاليةٌ من الصحة، وتنمُّ عن عدم قدرة هذه المنابر على رفع مستوى النقاش إلى فضاء التحليل والتقييم الذي يعد قاعدةً ثمينةً في العمل الإعلامي بوجه عام. واصطفت بعضُ وسائل الإعلام المحلية المقربةُ من الحكومة المغربية في صفِّ النواب، معتبرةً الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي ليست للنواب، وأن من يظهر فيها هم عمال الشركة المسؤولة عن توفير الطعام للنواب. لكن يبدو أن روايةَ الإعلام المحلي والنواب لم تقنع العديدَ من المستخدمين، الذين واصلوا نشرَ التعليقاتِ الساخرة وصوراً كاريكاتورية تحاكي وتنتقد ما حدث وأرفقوها بوسمين الأول هو #الحلوى_البرلمانية، و الآخر هو #الحلوى_الملكية. وبدا عبر الوسمين أن الكثيرَ من المستخدمين واثقون من أن الفيديوهات والصور هي فعلاً للنواب، واصفين تلك المشاهد بأنها "تسيء إلى صورة المغرب". وبحسب رواية هؤلاء المستخدمين فإن بعض النواب "سارعوا إلى جمع ما تيسر من الحلوى في أكياس بمجرد خروج الملك من البرلمان". متهمين البرلمانيين الذين قاموا بهذه الأفعال بالـ"فاسدين"
بدأت أحداث قصة "الحلوى الملكية" مع تبادل روّاد التواصل الاجتماعي فيديوهاتٍ نسبوها لبرلمانيين مغاربة يحملون ما يبدو أنه علبٌ وأكياسُ حلوى قيل إنها وُزعت عليهم بمناسبة افتتاح العاهل المغربي محمد السادس الدورةَ البرلمانيةَ الجديدة
يؤكد موقع مغربي أن نواب البرلمان تسابقوا لجمع ما تيسَّرَ من حلويات ووضعها في أكياس بلاستيكية ونقلها إلى سيارات كانت مركونةً في الشارع المقابل للمجلس، بعد خطاب الملك المغربي، والذي قال فيه "المغرب في حاجة إلى رجال دولة صادقين"
وقال مستخدمٌ مغربي على الفيسبوك "أفتخر بجيلنا الحالي.. جيل الفيسبوك الذي يظهر لنا كلَّ يوم جميع الحقائق حول مسؤولينا الذين لا يقومون بأي شيء سوى إهانة الشعب". ولم يتسنّ لرصيف22 التأكدُ من هويات الأشخاص الذين ظهروا في الصور ومقاطع الفيديو.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image