شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
أين جمال خاشقجي؟

أين جمال خاشقجي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 3 أكتوبر 201804:44 م

يلف الغموض مصير الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى منذ أمس الثلاثاء بعد دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول عند الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت تركيا، لكنه لم يخرج من المبنى لاحقاً، حسب خطيبته خديجة التي كانت ترافقه. أكثر من 24 ساعة مرت على اختفاء خاشقجي، لكن السلطات السعودية وكذلك التركية لم تعلقا حتى الآن بشكل رسمي على اختفائه، بل لزمتا الصمت. وقالت الشرطة التركية لوكالة رويترز ظهر اليوم إن “جمال خاشقجي لا يزال داخل القنصلية السعودية في إسطنبول”. ما يعني أنه مكث داخل القنصلية أكثر من أربع وعشرين ساعة. فما السبب؟ صرحت خديجة خطيبة خاشقجي التي رافقته وبقيت تنتظره بالخارج لمراسل بي بي سي في اسطنبول بأن مسؤولي القنصلية السعودية أخبروها أن "خاشقجي غادر القنصلية" لكنها قالت إن كل المعطيات  تشير إلى أنه ما زال "محتجزا" داخل القنصلية. الان تقف خديجة مع عدد من الصحفيين الأتراك أمام مقر القنصلية السعودية كنوع من الاحتجاج، فيما نفى أحد العاملين في القنصلية في تصريح لبي بي سي  أن يكون للقنصلية أي علم بالموضوع. وكانت خطيبة الكاتب السعودي قد صرحت في حديث خاص لموقع “عربي21": بأن خاشقجي دخل إلى مبنى القنصلية للحصول على أوراق رسمية خاصة به، و"لم يخرج من مبنى السفارة إلى الآن حيث كانت برفقته وبقيت في الخارج”.

صمت سعودي تركي رسمي بشأن مصير الإعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي
خديجة التي تقول إنها خطيبة خاشقجي تعتصم أمام القنصلية السعودية في إسطنبول بمساندة صحافيين أترك يطالبون بالكشف عن مصيره
الشرطة التركية تقول: خاشقجي ما زال داخل القنصلية السعودية. ما يعني أنه لم يغادر القنصلية منذ أكثر من 24 ساعة. فما السبب؟
وكانت صرحت في وقت سابق أنها تتواصل مع الجهات الأمنية التركية من أمام مبنى القنصلية، وقد "بادر الأمن التركي إلى السؤال عنه دون أن يصلها أي معلومات حول اختفائه حتى الآن"، لافتة إلى أنه كان برفقتها عندما دخل مبنى القنصلية، ولا تزال أمام المبنى للحصول على أي معلومات. تضاربت الأنباء بشأن مصير الكاتب السعودي، فبعد أن نشرت الجزيرة مساء الثلاثاء خبراً مفاده أن الشرطة التركية تحقق في اختفاء خاشقجي، عادت فمحته اليوم في وقت مبكر من منصاتها، ونشرت في المقابل خبراً مناقضاً للأول قالت فيه على لسان مراسلها (لم تذكر اسمه): "السلطات في حي بيشكتاش -الذي تقع فيه القنصلية السعودية- أرسلت دورية شرطة، لكن القوانين والأعراف الدبلوماسية لا تسمح لها بدخول القنصلية... الشرطة سألت المسؤولين في القنصلية عن مصير خاشقجي لكنها أبقت أجوبتهم طي الكتمان وضمتها إلى التحقيق الذي فتحته في القضية”. ولسائل أن يسأل كيف توجه خاشقجي إلى مقر قنصلية بلاده وهو يعلم أنه ربما يعرض نفسه للمساءلة بعد مغادرته السعودية واستقراره في الولايات المتحدة عقب انتقاده سياسة ولي العهد محمد بن سلمان. هنالك مصادر تقول إن خاشقجي راجع قبل أسبوع قنصلية الرياض في إسطنبول لإجراء معاملات عائلية، ولكن موظفي القنصلية طلبوا منه العودة بعد أيام لإتمام الإجراءات المتعلقة بمعاملاته لأسباب بيروقراطية، وهو ما حصل الثلاثاء بالفعل قبل اختفائه.

صمت سعودي تركي وتخمينات على مواقع التواصل

ومع مرور الساعات من دون التمكن من الوصول إلى خاشقجي أو معرفة أي أخبار عنه، ضجت مواقع التواصل بالحديث عن فرضية "اختطافه" من قبل جهاز أمن سعودي داخل السفارة لانتقاده النظام وإقامته بالخارج. ونشر المغرّد السعودي الشهير المعروف بـ"مجتهد" تغريدة يرجّح فيها أن يكون خاشقجي مخطوفاً، وذلك بعد مرور "ثماني ساعات على اختفائه"، وعلّق قائلاً "إذا تبيّن أنه مخطوف (وهو المرجح) فمن المفترض أن يسبب ذلك أزمة دبلوماسية كبيرة مع تركيا".

ونشر حساب "معتقلي الرأي" مجموعة تغريدات جاء في إحداها أن خاشقجي قد يكون تعرض لعملية اختطاف نفذتها السلطات السعودية "في محاولة لإسكات صوته". كما أفاد الحساب أن قنصلية السعودية في إسطنبول نفت أن يكون خاشقجي قد قدم إليها للقيام بأي إجراءات إدارية أو قنصلية. وحمّل الحساب القنصلية والسلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن سلامة خاشقجي، واصفاً ما تقوم به السلطات مع أصحاب الرأي والفكر السعوديين بـ"الأساليب البوليسية". ولفت بعض المغردين إلى بيان "واس" عن "استرداد "مطلوب بقضايا احتيالية في شيكات بدون رصيد"، معتبرين أن في تزامنه مع خبر اختفاء خاشقجي ما قد يشي بأن المقصود في البيان هو الأخير. ولكن لم تكن هناك تفاصيل إضافية قد تدعم هذا الربط. من جهة ثانية، لفت البعض إلى تغريدة نشرها خاشقجي، الثلاثاء، عبّر فيها عن دعمه لرجل الأعمال السعودي عصام الزامل الذي وُجّهت إليه تهم الانتماء لـ"الإخوان المسلمين"، وكان من المنتقدين لرؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 2030.

يُذكر أن خاشقجي هو صحافي سعودي عمل سابقاً رئيساً لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية اليومية، ومستشاراً للأمير تركي الفيصل، السفير السابق في واشنطن. وفي ديسمبر 2017، أعلنت صحيفة "الحياة" السعودية إنهاء علاقتها بخاشقجي، مبررة قرارها بما أسمتها "تجاوزات" قام بها. غادر خاشقجي البلاد إلى الولايات المتحدة في ظل حملة رسمية مشددة شهدت اعتقالات لناشطين وكتاب ورجال أعمال، وزادت حدتها بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد. وهو يكتب حالياً في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية وفي موقع "رصيف22"، فضلاً عن مشاركته في ندوات ومؤتمرات عديدة حول القضايا السعودية الراهنة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image