كشف تقريرٌ لمختبر "سيتيزن لاب" في كلية مونك للشؤونِ الخارجيةِ بجامعة تورنتو، تفاصيلَ واحدةٍ من أبرز عملياتِ تجسسِ السعودية على معارضِيها الآونةَ الأخيرة.
وقال التقرير، الصادر الاثنين، إن وكلاءَ للحكومة السعودية استخدموا تكنولوجيا "إسرائيلية" للتجسس على لاجئٍ يعيشُ في كندا عن طريق التنصُّت على هاتفه المحمول.
"سيتيزن لاب" اعتبرَ أن لديه "ثقةً كبيرة" في أن برامجَ مراقبةٍ استهدفت الناشطَ السعودي عمر عبد العزيز بين شهري يونيو وأغسطس 2018، مُنوهًا أن ذلك قد يكون بمثابةِ "تجسّسٍ غيرَ قانوني" في كندا.
من هو عمر عبد العزيز؟
اعتادَ المواطن السعودي عمر عبد العزيز، 27 عاماً، توجيهَ انتقاداتٍ صريحةً للحكومة السعودية. وعام 2014، أُجبرَ على طلب اللجوء في كندا بعد مواجهتِه ضغوطاً قويةً من السلطات في بلده الأم. يتابع عمر دراستَه الجامعيةَ في مقاطعة كيبيك، ولا يزال صوتاً قوياً ينقل قضايا حقوق الإنسان في المملكة. أغسطسَ الماضي، وفي خضمِّ الأزمةِ السياسية بين الرياض وأوتاوا على خلفية انتقاداتٍ وجهَت للسعودية بشأن معاملتها للمعارضين، برزت تعليقاتُ عُمر عن تداعياتِ قرارِ عودة المُبتعثين من كندا.عمليةُ تجسسٍ سعودية على أحد معارضيها باستخدام تكنولوجيا إسرائيلية، يكشفها تقريرٌ لمختبر "سيتيزن لاب" في كلية مونك للشؤونِ الخارجيةِ بجامعة تورنتو.. هل ذلك أمرٌ قانوني؟
16 دولة عربية تستخدم برنامج التجسس الإسرائيلي، هي: السعودية والإمارات وقطر والبحرين والجزائر ومصر والعراق والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان وفلسطين والأردن وتونس واليمن. فضلاً عن دولٍ إقليميةٍ مثل تركيا وإسرائيلكانت رسالةُ بلاده إليه سريعةً كما سرعةِ هبَّتِها ضدَّ كندا. آنذاك قال عُمر إن السلطاتِ سجنت شقيقَه، وهو ما اعتبره محاولةً للضغط عليه حتى يصمتَ، إلا أنه عندما واصلَ انتقاداتِه اختفى اثنان من إخوته والعديدُ من أصدقائه قسرياً، حسب قوله.
اختراق بـ"شحنة بريدية"
مُختبر "سيتيزن لاب" قال إن الناشطَ السعوديَّ استُهدِفَ ببرنامج التجسس "بيجاسوس" المملوكِ لشركة NSO، المعروفة بأنها مُزودةٌ لـ"برامج الحرب الرقمية"، وتتخذ من إسرائيل مقرَّاً لها، وتبيع برنامجها للتجسس على الهواتف المحمولة. "فحصنا هاتف عبد العزيز ووجدنا رسالةً نصيةً قصيرة تحتوي على رابطٍ مزيف "لتتبع شحنة بريد" وهو تابعٌ "لبيجاسوس". هذه العوامل كلها تقودنا إلى الاستنتاج بثقةٍ عالية أن هاتف عبد العزيز الآيفون كان مصاباً بالبرنامج". وحسب "سيتيزن لاب"، يتمكن مُشغّلو "بيجاسوس" من إصابة أجهزة أندرويد وآيفون، عبر إرسال رسائلَ نصّيةً للمستهدفين، تحتوي على روابط خبيثةٍ. وبعد إتمامِ إصابةِ الهاتف يحصل المشّغلُ على وصولٍ كاملٍ إلى جهاز الضحية وملفاته الشخصية، مثل رسائل المحادثة، والبريد الإلكتروني، والصور. كذلك يتمكن من استخدام الميكروفون والكاميرا الموجودة في الهاتف والتنصُّت على الضحايا. تقرير المُختبر أوضح: "خلالَ عملنا على رسم الخرائطِ الحديثةِ لبنية شبكة برنامج بيجاسوس للتجسس، حددنا وجودَ عدوى مُشتبهٍ بها تقع في كيبيك/ كندا، ويتم تشغيلها من خلال ما استنتجنا أنه مُشغلُ بيجاسوس مُرتبطٌ بالمملكة العربية السعودية، قارنا العدوى بنمط تحركات عبد العزيز وهاتفه". "وبعد فحص رسائله النصية، حددنا رسالةً نصيةً تتدعي أنها رابط "تتبع شحنة بريد"،احتوت على رابطٍ لموقعٍ معروف لثغرات برنامج "بيجاسوس". وقال "سيتيزن لاب": "ليس لدينا علمٌ بأيّ تصريحٍ قانونيٍّ للاختراق ومراقبة عمر عبد العزيز في كندا من قبل حكومةٍ أجنبية. إن لم تكن عمليةُ المراقبة مُرخصةٌ بشكلٍ صحيح، فقد يكون المُشغلون وراء هذا الاستهداف قد ارتكبوا جرائم مُتعددةً، بما في ذلك اعتراض الاتصالات الخاصة عمداً ما يخالف القسم 184 (1) من القانون الجنائيّ الكندي"."لعبة الغميضة".. 16 دولة عربية تستخدم برنامج التجسس الإسرائيلي
سبتمبرَ الماضي، في تقرير "لعبة الغمّيضة"، كشف مُختبرُ "سيتيزن لاب" بشكلٍ تفصيلي حجمَ انتشار مُشغلي برنامج "بيجاسوس" وضحاياه حول العالم. واشتبه المختبرُ بحدوث اختراقاتٍ عبر "بيجاسوس" في 45 بلداً، بينها 16 دولةً عربية، هي: السعودية والإمارات وقطر والبحرين والجزائر ومصر والعراق والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان وفلسطين والأردن وتونس واليمن. فضلاً عن دولٍ إقليميةٍ مثل تركيا وإسرائيل. وكشف تقرير "لعبة الغمّيضة" عن اختراقاتٍ مُحتملةٍ في كيبيك/ كندا، قائلاً "لاحظنا أن الاختراقَ ينتقلُ بين مزود خدمة إنترنت خاصٍ بمستخدمين عاديين إلى مزود خدمة الإنترنت في الجامعة خلالَ الأمسياتِ وخارجَ السنة الأكاديمية". وتابع: "ربطنا هذه العدوى بالمشغل المُسمَّى KINGDOM – المملكة، الذي يعتبر مسؤولاً عن استهداف الناشط وباحث منظمة العفو الدولية يحيى عسيري في 2018... بعد أن اشتبهنا بأن الهدف الموجود في كندا هو فردٌ مرتبطٌ بالسعودية في كيبيك، اتصلنا بأفراد من الجالية السعودية وحاولوا التعرفَ على شخصٍ تتناسب تحركاته مع نمط الشخص المستهدف، فوجدنا مطابقةً واحدةً، عمر عبد العزيز". وتطرق "سيتيزن لاب" إلى وقائعَ سابقةٍ لاستغلال "بيجاسوس" لاستهداف المجتمع المدني. ففي عام 2016 استهدفت الحكومةُ الإماراتية مواطنَها الناشط أحمد منصور، الحائزَ على جائزة مارتن إينالز. وفي أغسطس 2018، نشرت منظمةُ العفو الدولية تقريراً عن استهداف الناشطِ السعودي يحيى عسيري بالبرنامج. وتحدث المختبرُ عن وقائعَ مماثلةٍ لتجسس السلطاتِ على المعارضين السياسيين والصحافيين في دولٍ أخرى، منها المكسيك وبنما.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع