طوت السعودية وألمانيا قطيعة دبلوماسية دامت قرابة عام، وفتحتا صفحة جديدة أملاً بتعزيز العلاقات بين البلدين.
ونشب الخلاف بين الرياض وبرلين عقب تصريح وزير الخارجية الألماني السابق، سيجمار جابرييل، في نوفمبر الماضي، بأن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، كان "رهينة" لدى السلطات السعودية.
وجاءت تعليقات سيجمار إبان الأزمة التي أثيرت حينذاك عن احتجاز الحريري ومنع عودته إلى بيروت، بعدما أعلن على نحو مفاجئ من الرياض استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية قبل تراجعه عنها.
عربون محبة.. برلين تسلم الرياض أنظمة مدفعية دقيقة
في يناير الماضي، علقت ألمانيا مبيعات الأسلحة إلى الدول المشاركة في الحرب الدائرة منذ 3 سنوات في اليمن، إلا أنها وافقت أخيرًا على إرسال شحنة من أنظمة مدفعية دقيقة يتم ثبيتها على مركبات لرصد الهجمات العدائية على نحو يساعد في القيام بضربات مُضادة دقيقة. وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إنها تأسف بصدق لسوء التفاهم وستعمل على تحسين العلاقات. وفي مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، نظيره الألماني هيكو ماس، لزيارة الرياض، وهو ما يشير إلى انتهاء الخلاف. "سنبذل قصارى جهدنا لجعل الشراكة مع المملكة أقوى، ولدينا رغبة قوية لتجاوز سوء الفهم"، قال ماس وقد وقف بجواره الجبير. ودانت الرياض تعليقات برلين على "احتجاز الحريري"، ووصفتها ب “المُخجلة"، وبعد فترة وجيزة استدعت سفيرها في ألمانيا للتشاور، لكنه لم يعد بعد ذلك إلى برلين.نقلت "بلومبرج" في وقت سابق عن شخص مُطلع قوله إن الحكومتين الألمانية والسعودية تتفاوضان بشأن صياغة بيان مشترك يسمح لسفير الرياض بالعودة إلى برلين.
كشفت تقارير صحافية مساعي تبذلها كندا لإعادة علاقاتها مع الرياض، وأنها تحاول البحث عن وسيط خلال اجتماعات الأمم المتحدة، بعد خلاف قطعت إثره الرياض علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع أوتاوا واستدعت طلابها المبتعثين إلى هناك.كما أبلغت الوكالات الحكومية السعودية بعدم تجديد بعض العقود غير الضرورية مع الشركات الألمانية، حسبما أفادت وكالة "بلومبرج" في مارس. في حين قالت وكالة رويترز إن الصادرات الألمانية إلى المملكة انخفضت بنسبة 5٪ في النصف الأول من العام 2018. ونقلت "بلومبرج" في وقت سابق عن شخص مُطلع قوله إن الحكومتين الألمانية والسعودية تتفاوضان بشأن صياغة بيان مشترك يسمح لسفير الرياض بالعودة إلى برلين.
ألمانيا تعتذر وإسبانيا تتراجع وكندا تبحث عن وساطة
بحجة "احترام العقد"، تراجعت الحكومة الإسبانية في 12 سبتمبر عن قرارها إلغاء صفقة أسلحة مع السعودية. وفي بيان، قالت منظمة العفو الدولية إنه "يجب على الحكومة أن توقف الترخيص بتصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية وإلا فستواجه خطر التواطؤ في جرائم الحرب". وبعودة العلاقات بين ألمانيا والسعودية لقائمة الدول المتراجعة عن وقف توريد أسلحة إلى الرياض، كشفت تقارير صحافية مساعي تبذلها كندا لإعادة علاقاتها مع الرياض، وقالت إنها تحاول البحث عن وسيط خلال اجتماعات الأمم المتحدة. وفي الساعات الماضية، نشط وسم #ألمانيا_تعتذر_للسعودية، ليتصدر قائمة أكثر الموضوعات تداولاً في السعودية، وسط حالة شابها شعور بنشوة الانتصار لدى السعوديين، الذين أشادوا بسياسات الملك سلمان بن عبدالعزيز، وابنه ولي العهد، محمد بن سلمان. وقد دفع الاعتذار الألماني بعض السعوديين للحديث عن القطيعة السياسية الأخرى بين بلادهم وقطر، وقالوا إن "الكبار يعتذرون والأقزام يكابرون"، حسب تعبيرهم. ووصف الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، مستشار ولي عهد أبوظبي السابق، اعتذار ألمانيا بأنه "انتصار دبلوماسي كبير للأشقاء في السعودية". وفي منتصف الشهر الجاري، زار أمير قطر برلين، وأعلن ضخ 10 مليارات يورو في الاقتصاد الألماني خلال السنوات الخمس المقبلة. وتملك الدوحة حصصًا في شركات ومصارف ألمانية، مثل فولكسفاجن ودويتشه بنك وسيمنس، مقدارها 20 مليار دولار، حسب صحيفة "هاندلسبلات” الألمانية.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين