مؤخراً، أغلقت هيئة الاستثمار المسؤولة عن تجديد تراخيص القنوات الإعلامية في مصر "قناة الفتح للقرآن الكريم" التابعة لمالكها الشيخ أحمد عبده عوض، وسط فرحة عدد من السلفيين الذين كانوا قد أطلقوا حملة ضد القناة على مواقع التواصل الاجتماعي، في منتصف سبتمبر، بعنوان "معاً لغلق قنوات الدجل والشعوذة"، بقيادة الداعية السلفي البارز وليد إسماعيل.
هاجم إسماعيل، في تصريحات عدة، القناة وشيخها أحمد عبده عوض واتهمه بالدجل والشعوذة ونشر فيديو له وهو يعالج أحد مشاهدي القناة من الجن، وفيه يدخل في مشادة مع الجن نفسه.
"إغلاق مؤقت وطبيعي"
ينفي الداعية عوض وجود أية صلة للحرب السلفية عليه بإغلاق القناة، ويقول لرصيف22 إن "الإغلاق مؤقت وطبيعي حتى الانتهاء من كافة الأوراق الخاصة بتجديد الرخصة والتي تتطلب العديد من الموافقات الحكومية"، مشيراً إلى اقتراب عودة قناته للظهور من جديد. وعن أسباب الهجمة عليه، قال عوض: "هناك عدة أسباب للهجوم علينا. السبب الأول دعمنا للدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، الأمر الذي لا يروق لكثيرين من الناس الذين يريدون الفوضى في مصر بأية طريقة، وكانت القنوات التركية التابعة لجماعة الإخوان أول مَن هاجمني فأعطت إشارة لرجالها في مصر كي يهاجموني". وأضاف: "الأمر الثاني هو أننا القناة الدينية الوسطية الوحيدة داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، وبالتالي فنحن مستهدفون لإسقاط القناة من قبل التيارات الأخرى وخاصة السلفية والإخوانية، فالقنوات الأخرى فشلت في إثبات تواجدها على الساحة، بينما نحن من أكثر القنوات مشاهدة في مصر والعالم العربي بل تأتينا مشاهدات كبرى من أوروبا، الأمر الذي أثار جنون الحاقدين وأعداء النجاح". وتحدث الشيخ عوض عن الفيديو المنشور له والمتعلق بعلاجه لمتصل تلبّسه جن على الهواء مباشرة، وقال: "الفيديو الذي يقومون بتداوله الآن كان منذ عام 2012 أي مرّت عليه ست سنوات فلماذا يُستحضر الآن؟". وبرأيه، "هذا دليل على وجود أمر خطير في نفوسهم، كلها أشياء قديمة أزادوا عليها في أشياء لم تكن حقيقية أو واقعية خاصة بشأن قضية العلاج من المس والجن". ويتابع: "نحن الآن اختلفنا تماماً عمّا كنا عليه عام 2012، وأصبحنا نذيع الرقية الشرعية الموافقة للكتاب والسنة وليست فيها كلمات بدعية أو سريانية أو طلاسم وتذاع على القناة على مدى 24 ساعة، على عكس السابق حين كان يتصل بنا أناس كثيرون يلجأون إلينا لمساعدتهم بعد رحلة معاناة طويلة وإنفاقهم أموالهم في كل أنحاء العالم". ويستطرد: "كانوا يتصلون طالبين الدعاء، وكنت أسهب في علاج كل حالة بالقرآن والسنة بدون أي مقابل وبطريقة شرعية بعيداً عن الدجل والشعوذة، فنحن مَن قمنا بعمل فواصل في القناة تحذّر من الدجالين مثل فاصل ‘منهجنا في محاربة الدجل والشعوذة’ عام 2016، وفاصل آخر بعنوان ‘السحر لا يُفَكّ بالحرام’، عام 2015".اتهامات بالنصب والتشيع
في منتصف سبتمبر، أطلق الداعية السلفي وليد إسماعيل حملة ضد قناة الفتح، والآن يبدي سعادته لإغلاقها متوقعاً عدم فتحها مرة أخرى. على فكرة هجومه على القناة الآن رغم وجودها على الساحة منذ عام 2011، أي منذ سبع سنوات، يقول لرصيف22: "هجومي على القناة قائم منذ فترة طويلة ولم يبدأ الآن، ولكن الانشغال بقضايا أخرى هامة مثل قضية الشيعة هو ما أجّل حملتي قليلاً". ويضيف: "كانت لدي حلقة مع الإعلامية بسمة وهبة منذ عامين وهاجمت القناة وقلت صراحة إن صاحبها ‘نصاب’، كما اتهمته بالتشيع بعد شكوى جيرانه من ممارسته طقوس الشيعة والحديث عن مذهبهم".يتهمها خصومها بأنها "تمارس الدجل والشعوذة باسم الإسلام" و"تنشر بدعاً تسيء إلى الإسلام والمسلمين، وتصوّر للعالم الغربي أن الإسلام دين سحر وشعوذة"... إغلاق "قناة الفتح للقرآن الكريم" في مصر
بعد إطلاق سلفيين حملة ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي، في منتصف سبتمبر، بعنوان "معاً لغلق قنوات الدجل والشعوذة"... إغلاق "قناة الفتح للقرآن الكريم" في مصرويتابع أنه لاحقاً اكتشف "أنه يملك ما يفوق وبكثير ما يُرسَل للشيعة المصريين من أموال من خلال نصبه واحتياله باسم الدين وتجارته في منتجات يزعم أنها تحارب المس والجن، وأخرى تشفي من الأمراض كـ’شنطة المسك العظيم’ وثمنها 400 جنيه، وكذلك ‘شنطة الفضيلة’ وسعرها أيضاً كبير مع أن كلتيهما فيهما زيت وماء مقروءة عليه آيات من القرآن وبعض العسل، بجانب تجارته في الأعشاب التي تشفي من الأمراض المستعصية كالسرطان والشلل الرعاش والتي يتجاوز سعرها الـ2000 جنيه دون أن تتسبب في شفاء شخص واحد، وفقاً لما أكده لي أصدقاء يعملون في القناة، هذا كله بخلاف التبرعات التي تأتيه، وهو ما يجعله يملك أرصدة ضخمة جداً دون الحاجة لأن يتشيع". ويردّ الشيخ عوض على اتهامه بالتشيع بقوله: "اتهامي هذا من سلسلة الخلط بين الحق والباطل. نحن نُظهر حبنا لآل البيت، وحب آل البيت من الشريعة الإسلامية ومن صميم الإسلام، وربما فهم البعض من حبنا لهم ودفاعنا عنهم في حربهم مع بني أمية والتصدي للحملات ضدهم أنني تشيعت". ويضيف: "عندي برنامج بعنوان ‘مناظرات إمامية مع الشيعة’ فيه أهاجم الشيعة والتشيع ولي العديد من الحلقات التي أهاجم فيها زواج المتعة وغيرها من العقائد الشيعية، فكيف أكون شيعياً؟ الكلام الذي يُروّج له الآن لا يستحق الردّ عليه ولكني أتجاوب من أجل إظهار الحق". وتابع: "أما بشأن اتهامي ببيع منتجات، فجميعها مرخصة من وزارة الصحة ونبيعها بأسعار بسيطة لمواجهة غلاء الأسعار مثل ‘شنطة المسك’، وغيرها من الأشياء، والجميع يعلم ذلك، والبعض، وأقصد هنا مَن يهاجمونني، لا يعلمون مَن أكون. فأنا أستاذ جامعي حصلت على درجة الأستاذية في علوم اللغة العربية والتربية الإسلامية، ولي 250 مؤلفاً كبيراً موسوعياً في كل المجالات بداية من الثقافة الإسلامية والفقه الإسلامي والتاريخ الإسلامي مثل ‘موسوعة الفتاوي’، و’الموسوعة الأخلاقية’، و’موسوعة بلاغة الرسول’". وإذا كان النائب المصري ورئيس لجنة الصحة في مجلس النواب الدكتور محمد خليل العماري يعتبر أن "الأدوية التي تقدمها القناة المذكورة ليست أدوية بالمعنى الصريح بل أعشاب"، فإنه يضيف لرصيف22 أنه "يستحيل تداول منتج عشبي إلا بالحصول على تصريح من لجنة مختصة في مجال الأعشاب تتبع إدارة الصيدلة في وزارة الصحة المصرية، وبالتالي فإن أي منتج عشبي يظهر على قناة فضائية ويتم تداوله يجب أن يكون مرخصاً وإلا يتعرض صاحبه للمساءلة القانونية".
تحرك سلفي
يؤكد وليد إسماعيل نيته تقديم بلاغ للنائب العام ضد قناة الفتح بحال فتحها مجدداً، رغم توقعه بعدم حصول ذلك. وقال إسماعيل لرصيف22 إن عدداً كبيراً من العاملين في قناة الفتح يستعدون لتقديم محاضر ضد عوض في أقسام الشرطة بتهم السب والقذف، هذا بخلاف هجومهم عليه بشراسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم يكن وليد إسماعيل السلفي الوحيد الذي شارك في حملة الهجوم على قناة الفتح بل شاركه عدد من السلفيين من مدارس مختلفة، منهم الداعية السلفي المحسوب على الدعوة السلفية في الإسكندرية سامح عبد الحميد حمودة. احتفى حمودة بإغلاق القناة، وقال لرصيف22: "إغلاق القناة انتصار لكل المسلمين في ظل ممارسة هذه القناة الدجل والشعوذة باسم الإسلام، ولا أتوقع مطلقاً أن تفتح هذه القناة من جديد كما يردد أحمد عبده عوض، في ظل وجود شكاوي كثيرة جداً مقدمة ضدها لدى هيئة الاستثمار المسؤولة عن تجديد تراخيص القنوات الإعلامية في مصر". ومن المحتفين بإغلاق القناة أيضاً الداعية السلفي حسين مطاوع، المحسوب على التيار السلفي المؤيد لأفكار الشيخ السعودي ربيع بن هادي المدخلي، على الرغم خلافاته المنهجية مع السلفيين الذي أطلقوا الحملة ضد القناة. وقال مطاوع لرصيف22: "إغلاق القناة قرار صائب جداً، ونتمنى ألا نراها مجدداً على الساحة لما تنشره من بدع تسيء إلى الإسلام والمسلمين، وتصوّر للعالم الغربي أن الإسلام دين سحر وشعوذة، وبالطبع هو ليس كذلك".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.