يرفضون الخروج على الحكام ويهاجمون الصوفية والإخوان... "المداخلة" يسيرون على نهج "شيخهم"
الاثنين 26 مارس 201810:40 ص
"المداخلة" لقب يُطلَق على عدد كبير من المشايخ والتلاميذ السلفيين في العالم العربي بسبب بعض مواقفهم الشرعية وأهمها رفضهم للثورات واعتبارها حراماً شرعاً. ولكن كثيرون لا يعرفون ماذا يعني هذا اللقب ومن أين أتى وهل يمثل جماعة أو فرقة سلفية دعوية؟
جاء لقب "المداخلة" أو "المدخلية" نسبة إلى الداعية السلفي السعودي الشيخ ربيع بن هادي محمد عمير المدخلي، ويسمّون أحياناً بـ"الجامية" نسبة إلى الشيخ الإثيوبي محمد بن أمان الجامي.
وُلد الشيخ سنة 1932 في قرية الجرادية الكائنة في محافظة صامطة في السعودية والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس فيها مدة أربع سنوات وتخرّج منها بتقدير ممتاز عام 1964. وبعد ذلك، حصل على درجة الماجستير في الحديث من جامعة الملك عبد العزيز في مكة عام 1977 قبل أن يحصل على الدكتوراه عام 1980 من الجامعة نفسها بتقدير ممتاز، ليعود إلى الجامعة الإسلامية ويعمل فيها مدرّساً.
[caption id="attachment_141769" align="alignnone" width="1000"]
مكتبة ربيع المدخلي[/caption]
برز اسم الشيخ ربيع عام 1991 عندما اتخذ هو وأستاذه محمد بن أمان الجامي (1930 – 1995) موقفاً من حرب الخليج الثانية مخالفاً للموقفين اللذين اشتهرا في تلك الفترة: الموقف الأول هو موقف علماء رفضوا الاستعانة بقوات أجنبية لتحرير الكويت (ما سُمّي بالاستعانة بـ"الكفار")، والموقف الثاني الذي اتخذه علماء المملكة العربية السعودية الذين وافقوا على الاستعانة بـ"الكفار" دون أن يجرّموا رافضي الأمر.
أما الجامي والمدخلي، فكانا أصحاب الموقف الثالث وهو دعم الاستعانة بـ"الكفار" نظراً لموافقة السعودية على الأمر بالإضافة إلى تجريم مَن رفضوا الأمر واعتبارهم خارجين عن ولاة الأمور، ومن هنا تحديداً اتضحت الفكرة الأولى والأهم التي بنى عليها الشيخ ربيع المدخلي منهجه ألا وهي طاعة ولاة الأمور والحكام في أي قرار مهما كان.
مجموعة من مؤلفات ربيع المدخلي[/caption]
وللشيخ المدخلي درسٌ شهير هاجم فيه الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الليبي معمر القذافي وما يحدث في سوريا وليبيا من "فتن"، وبرّأ الإسلام من "الجاهليات التي يرتكبها هذان النظامان في البلدين وحكامها".
ولكنه لم يتوقّف عند ذلك الحد بل صرّح برفضه لكل التظاهرات في هذين البلدين واعتبر أن خصوم النظامين من "دعاة الحرية والديمقراطية والمتسببين في هذه الفتن" يشاركون في أوزار ما يحدث، محذراً السلفيين من المشاركة في المذابح.
وعدا تأييد الحكام، بنى الشيخ ربيع المدخلي مدرسته أيضاً على فكرة رفض الثورات والتظاهرات. ومن هنا، فإن كل مَن نهج نهجه يحرّم التظاهرات ويرى أن الثورات التي شهدها العالم العربي ليس ربيعاً عربياً كما أُطلق عليها بل فوضى يرفضها الإسلام، وكل مَن قال بذلك يحسبه خصومه على المدخلية.
ومن أهم الآراء السياسية المميزة لفكر الشيخ ربيع رفضه التام لفكرة تأسيس الأحزاب السياسية أو الانضمام إليها، وهو يرفض أيضاً تأسيس الجماعات حتى الإسلامية منها.
وبسبب رأيه هذا دخل في حرب ضروس مع جماعة الإخوان بعد أن هاجمها هجوماً شرساً، واعتبرها ألد أعداء الدين الإسلامي بسبب تأسيسها جماعة تفرّق المسلمين، على حد تعبيره.
وشمل هجوم المدخلي مؤسس الإخوان حسن البنا، والمنظّر الإخواني الأبرز سيد قطب، وشقيقه محمد قطب، ووصفهم بأصحاب التاريخ الأسود، وأشد الأعداء للإسلام والمسلمين.
وبعيداً عن السياسة، يرفض الشيخ ربيع المدخلي الصوفية بكافة طرقها، ويصف قياداتها وأتباعها بـ"القبوريين"، كما يتهم عقيدتهم بأنها مليئة بالشركيات والكفريات المخرجة من ملة الإسلام، وأبرز ما يؤاخذهم عليه ما يقول إنه توسلهم بالأولياء من دون الله، وتقديسهم لمقابر علمائهم.

أساتذته وأفكاره
تعلّم ربيع المدخلي في الجامعة الإسلامية على أيدي عدد من الأساتذة هم المفتي العام للملكة العربية السعودية عبد العزيز بن باز، والشيوخ محمد ناصر الدين الألباني، وعبد المحسن العباد ومحمد الأمين الشنقيطي، وصالح العراقي وعبد الغفار حسن الهندي. ولم يقتصر تأثير المدخلي على دعاة سعوديين بل انتشرت أفكاره عبر كتبه ومؤلفاته ودروسه إلى كافة أنحاء العالم العربي وبالأخص إلى مصر حيث ظهر العديد من الدعاة الذين يتبعون نفس أفكاره أمثال الداعية السلفي البارز بمحافظة المنوفية الشيخ محمد سعيد رسلان، والداعية السلفي بمحافظة الدقهلية الشيخ هشام البيلي، والشيخ محمود لطفي عامر، والشيخ طلعت زهران، والشيخ أسامة القوصي، وآخرين."المداخلة" لقب يُطلَق على عدد كبير من المشايخ والتلاميذ السلفيين في العالم العربي بسبب بعض مواقفهم الشرعية وأهمها رفضهم للثورات... ماذا يعني هذا اللقب ومن أين أتى وهل يمثل جماعة أو فرقة سلفية دعوية؟
درج أن يوصف كل سلفي يرفض الثورات والتظاهرات ويحرّمها بأنه "مدخلي"... فما هي المدخلية؟ومن أفكار الشيخ المدخلي التي ميّزته وجعلته على رأس ما يُشبه مدرسة سلفية ذاع صيتها في العالم العربي دعم الحكام في كل ما يقولونه، والسمع لهم والطاعة حتى لو كانوا ظالمين وفاسدين. [caption id="attachment_141768" align="alignnone" width="1000"]
