لم تمنع أزمة السعودية وكندا الدبلوماسية سيرك "دو سوليه" - "Cirque du Soleil" الكندي من تقديم عرضاً "خاصاً" للمملكة الأحد احتفاءً باليوم الوطني السعودي الـ88، والذي شارك فيه أكثر من 80 عارضاً أطلوا مرتدين أزياء خضراء اللون نسبة للون العلم السعودي ومحتشمةً بما يكفي تماشياً مع التقاليد السعودية، ليصنعوا بهجة 27 ألف شخص.
بتنظيم من الهيئة العامة للترفيه، شهد استاد الملك فهد الدولي في الرياض عروضاً متنوعة تضمنت التحليق في الهواء باستخدام الحبال الحريرية والعروض النارية والبهلوانية على الجدران.
يقول نائب رئيس قسم صناعة العروض في "سيرك دو سوليه" دانيال فورتين إن الاستعدادات لهذا العرض استغرقت نحو 6 أشهر.
يُلخص فورتين قصة العرض التي تبدأ مع غروب الشمس وتنتهي مع إشراقها قائلاً إنها تدور حول قبائل بدوية تضيع خلال رحلة لها، وفجأة تأتيهم عاصفة، وتأخذهم إلى عالم سيرك دو سوليه الذي وصفه بـ "الجميل". يصادفوا هناك صقراً يفتح لهم جناحيه، ويرشدهم نحو شروق الشمس.
نقلت شاشة "MBC1" السعودية العرض مباشرة على الهواء، واعتبرته "الحدث الأضخم في المملكة بمناسبة العيد الوطني" و لم يقتصر التفاعل داخل استاد الملك فهد الدولي بالرياض، بل تفاعل الجمهور معه "خلف الشاشات" أيضاً.
فقد علّق الممثل السعودي ناصر القصبي على "ضخامة" الحدث عبر حسابه على "تويتر" قائلاً "سيرك دو سوليه في الرياض.. الحلم حين يتحول إلى واقع، شكراً لصانع هذه البهجة" في إشارة منه إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تأسست في عهده الهيئة العامة للترفيه بهدف تنمية قطاع الترفيه في المملكة وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لجميع شرائح المجتمع لـ "إثراء الحياة ورسم البهجة وتحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه"، وذلك تماشياً مع رؤية المملكة 2030 التي أطلقها.
وتعد عروض سيرك "دو سوليه" الذي يعني بالفرنسية "سيرك الشمس" من أشهر العروض العالمية. تأسس عام 1984 بمساهمة عشرات العارضين، ليصل عددهم اليوم إلى 3500 من 40 دولة مختلفة. وتندرج عروضهم تحت "السيرك المعاصر" الذي يخلو من استخدام الحيوانات والمصاحب للموسيقى بشكل أقرب للمسرح من السيرك، و لا يستخدمون الستائر أثناء العرض، بل يقوم العارضون أمام الجمهور بإدخال المستلزمات وإخراجها، في مكاشفة فريدة.
تسببت تغريدة السفارة الكندية في الرياض التي طالبت فيها بالإفراج عن معتقلي نشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية أغسطس الماضي بأزمة دبلوماسية بين البلدين.. هل يكون سيرك دو سوليه الكندي الذي أقيم أمس في الرياض بداية ذوبان الجليد؟
لم تمنع أزمة السعودية وكندا الدبلوماسية سيرك "دو سوليه" الكندي من تقديم عرضاً "خاصاً" للمملكة أمس احتفاءً باليوم الوطني الـ88. "سيرك دو سوليه في الرياض.. الحلم حين يتحول إلى واقع، شكراً لصانع هذه البهجة"
وكانت الأزمة السعودية-الكندية قد اندلعت يوم 5 أغسطس الماضي بتغريدة للسفارة الكندية في الرياض، جاء فيها "تشعر كندا بقلقٍ بالغ إزاء الاعتقالات الإضافية لنشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية، بما في ذلك سمر بدوي، نحثُّ السلطاتِ السعوديةَ على الإفراج عنهم فوراً وعن جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال حقوق الإنسان"، لترد السعودية على الفور في بيان لها معتبرةً السفير الكندي لدى السعودية "شخصاً غير مرغوب فيه وعليه مغادرة المملكة خلال الـ24 ساعة القادمة".
نددت السعودية في بيانها بالموقف الكندي واعتبرته "تدخلاً صريحاً وسافراً في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية ومخالفاً لأبسط الأعراف الدولية وجميع المواثيق التي تحكم العلاقات بين الدول، ويعد تجاوزاً كبيراً وغير مقبول على أنظمة المملكة وإجراءاتها المتبعة وتجاوزاً على السلطة القضائية في المملكة وإخلالاً بمبدأ السيادة".
فهل يكون سيرك دو سوليه بداية ذوبان الجليد بين السعودية وكندا؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...