شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
اتفاق إدلب... ماذا قال عنه النظام السوري؟ وماذا قالت المعارضة؟

اتفاق إدلب... ماذا قال عنه النظام السوري؟ وماذا قالت المعارضة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 18 سبتمبر 201803:54 م
مساء الـ17 من سبتمبر، حبس أهالي إدلب أنفاسهم بانتظار ما ستفضي إليه قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسية، ولكنهم ما لبثوا أن تنفسوا الصعداء بعد التوصل إلى اتفاق تركي-روسي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في المحافظة التي تُعَدّ آخر معقل للفصائل المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. عقب الاتفاق مباشرة، حسم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قضية إدلب مؤكداً أنه لن تُشنّ عملية عسكرية في إدلب، ومضيفاً أنه "خلال الساعات القريبة سيتم تنسيق كل التفاصيل الواردة في هذه الوثيقة (في إشارة إلى الاتفاقية) مع الجانب السوري". يتضمن الاتفاق إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح بعمق 15-20 كيلومتراً في إدلب للفصل بين قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة، ستدخل حيز التنفيذ بحلول 15 أكتوبر، على أن تقوم قوات تركية وروسية بتسيير دوريات فيها لضمان احترامها. ويتضمن الاتفاق كذلك نزع جميع الأسلحة الثقيلة من المنطقة وطرد المقاتلين المتشددين، ومن ضمنهم مقاتلو جبهة النصرة، منها على أن يبحث مسؤولون في أجهزة المخابرات والأمن التركية والروسية وضع الجماعات المتشددة هناك، حسبما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.

دمشق ترحّب

تعليقاً على ما تم التوصل إليه، رحبت دمشق في 18 سبتمبر بالاتفاق، ولكنها تعهدت بالمضي قدماً في "حربها ضد الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية، سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية". ونقل التلفزيون السوري الحكومي عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن "هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين". وقالت وزارة الخارجية السورية إنها "ترحب بكل مبادرة توقف سفك الدماء السورية"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا).

ماذا قالت المعارضة؟

من جانبها، كانت معظم تشكيلات المعارضة السورية التي تُصنّف معتدلة مرحبة بالاتفاق بدرجة كبيرة. واعتبر المسؤول البارز في الجيش السوري الحر مصطفى السراج أن اتفاق إدلب "قضى على آمال الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة سيطرته الكاملة على سوريا". ووصف السراج الاتفاق بأنه يضمن حماية المدنيين من الاستهداف المباشر، كما "يدفن أحلام الأسد من إعادة إنتاج نفسه وفرض كامل سيطرته على سوريا". وبرأيه، فإن الاتفاق "يفرض أمراً واقعاً من سيطرة جغرافية للمعارضة وبقاء السلاح بيد الجيش السوري الحر"، وهو ما يعتبره نقطة انطلاق نحو تحوّل سياسي ينهي حكم الأسد، بحسب تعبيره. وأشار السراج إلى أن إدلب ستظل في أيدي الجيش السوري الحر، ما سيجبر النظام السوري وداعميه "على البدء بعملية سياسية جدية تفضي إلى انتقال سياسي حقيقي وإنهاء حكم الأسد". وروسيا هي أكبر داعم دولي لنظام الأسد في حربه على المعارضة المسلحة، وكانت تستعد بالفعل لهجوم عسكري على إدلب التي تسيطر عليها المعارضة ويسكنها نحو ثلاثة ملايين شخص. وكان النظام السوري قد أرسل خلال الأسابيع الماضية تعزيزات عسكرية إلى إدلب قبل أن يصعّد نهاية الأسبوع الماضي قصفه لمناطق في المحافظة بمشاركة طائرات روسية، ما تسبب بنزوح أكثر من 38 ألف شخص خلال نحو أسبوعين، وفق الأمم المتحدة.
تنفس أهالي إدلب الصعداء بعد التوصل إلى اتفاق تركي-روسي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في المحافظة... فكيف قرأ كل من النظام والمعارضة مضامين هذا الاتفاق
معارض سوري: "اتفاق إدلب يدفن أحلام الأسد ويمنعه من محاولة السيطرة على المحافظة ومن إعادة إنتاج نفسه، وفرض واقعاً جديداً قوامه سيطرة جغرافية للمعارضة وبقاء السلاح بيد الجيش السوري الحر"
لكن يبدو أن الأوضاع اختلفت بعد اتفاق بوتين مع أردوغان الذي يعارض أية عملية عسكرية تستهدف مقاتلي المعارضة في إدلب. ويخشى أردوغان بشكل كبير من حدوث موجة نزوح أخرى للاجئين السوريين عبر الحدود كانت ستجعلهم ينضمون إلى نحو 3.5 مليون سوري متواجدين بالفعل على الأراضي التركية. ويمكن القول إن الاتفاق الجديد سيعطي فرصة لأنصار المعارضة للبقاء في إدلب التي نزحوا إليها بأعداد كبيرة ضمن اتفاقات سابقة، كما أنه سيضمن عدم حدوث أزمة إنسانية كانت تحذّر منها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى في الفترة الأخيرة. وقال المعارض السوري رياض حكمت آغا عبر منشور على حسابه الرسمي على فيسبوك إن الاتفاق يجنب إدلب كارثة كبرى كان النظام وروسيا وإيران يعدون لها لإعلان انتصار عسكري ساحق، باسم مكافحة الإرهاب. واعتبر آغا أن الاتفاق يعيد إلى بيان جنيف والقرارات الدولية حضوراً قانونياً كاد يختفي بسبب المراوغات الروسية والأممية، وتهرُّب النظام من أي استحقاق سياسي، ويمنح الأمم المتحدة دوراً كانت قد تخلت عنه أمام موقف أمريكي كان مضطرباً وغامضاً، وأمام موقف روسي يمضي في الحل العسكري وحده، ويعطل مسيرة الحل السياسي. ومن إيجابيات الاتفاق أيضاً بحسب المعارض السوري أنه يجعل إيران خارج مشهد الحسم السياسي النهائي في جنيف، كما "يمنح التنظيمات المتطرفة والموصوفة بالإرهاب فرصة حل تنظيماتها وتسليم أسلحتها، والمثول لحول سياسية أو قانونية". https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=535350816914566&id=100013189566403&__xts__[0]=68.ARA-Yiewr2KO4nUlFGXO8ubMIUVrQTIrQV3U4xYKj623eOzR9AqXczLcZV75VknQDDjhkLFeb1gTl6sHnqXQJyrxzpLAgAyPAqk-DiI74ZFNi14uPt3qFAIEQsIPkfLJoOyLeR1tbfQOES9ITMw7n5Uuhssy9_W1cmITULVK2sOj1PIdAFNt&__tn__=-R لكن المعارض السوري فراس الخالدي عبّر عن تخوفات من الاتفاق، وقال في منشور على حسابه على فيسبوك إن هناك عدة تساؤلات تطرح نفسها منها: ما الذي حصلت عليه إيران بالمقابل؟ وما معنى تعهد تركيا بسحب الأسلحة الثقيلة وتفكيك التنظيمات المتطرفة؟ ومَن هي التنظيمات المتطرفة التي اتُّفق على تفكيكها؟ وما معنى تقاسم النفوذ على إدلب وأطرافها؟ وما معنى إدارة مشتركة وفتح الطريق الدولي؟
أما المعارض السوري مصطفى سيجري، فغرد على حسابه على تويتر قائلاً إن الاتفاق "يدفن أحلام الأسد ويمنعه من محاولة السيطرة على إدلب ومن إعادة إنتاج نفسه، والاتفاق الآن قد فرض واقعاً جديداً من سيطرة جغرافية للمعارضة وبقاء السلاح بيد الجيش السوري الحر، وإجبار النظام وداعميه على البدء بعملية سياسية جادة تفضي إلى إنهاء حكم الأسد".

ترحيب أمريكي وإيراني

من جانبها، رحبت الولايات المتحدة بالاتفاق مؤكدة دعمها لأية جهود صادقة ترمي إلى الحد من العنف وحماية المدنيين في سوريا. ولكن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية قال إن بلاده لا تزال تشعر بالقلق من "نمط نظام الأسد المزعزع للاستقرار في إدلب وأماكن أخرى" وستراقب الوضع وأفعال دمشق عن كثب. أيضاً رحبت إيران بالاتفاق، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن "إيران ترحب باتفاق بين تركيا وروسيا بشأن محافظة إدلب"، مضيفاً "أنه جرى التشاور مع طهران قبل الإعلان عنه".
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard