بدأ قضاة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 11 سبتمبر بالاستماع إلى المرافعات الختامية في محاكمة أربعة أشخاص ينتمون إلى حزب الله بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وبهذا، تدخل المحاكمة في مرحلتها الأخيرة، بعد 13 عاماً من وقوع الجريمة التي صنّفتها المحكمة "جريمة إرهابية"، وأودت بحياة الحريري و21 شخصاً آخرين، إضافة إلى إصابة 226 شخصاً بجروح.
والمتهم الرئيسي في جريمة الاغتيال هو مصطفى بدر الدين الذي يصفه المحققون بأنه "العقل المدبّر" للاغتيال، ولكنه قُتل أثناء قيادته عمليات حزب الله في سوريا، وبالتالي لن تتم محاكمته.
وعدا بدر الدين، هناك أربعة متهمون هم: سليم عياش (50 عاماً) المتهم بقيادة الفريق الذي تولى تنفيذ العملية؛ وحسن حبيب مرعي (52 عاماً) المتهم بالتواطؤ والتآمر لارتكاب الجريمة؛ وحسين العنيسي (44 عاماً) وأسد صبرا (41 عاماً) المتهمان بتسجيل شريط الفيديو المزيف الذي بثته قناة "الجزيرة" وفيه يظهر شخص باسم أحمد أبو عدس وهو يتبنى الجريمة باسم جماعة وهمية.
"العقل المدبّر"
في مرافعته، بدأ فريق الادعاء بعرض الأدلة التي جمعها طوال السنوات الماضية، بعد الاستماع إلى أكثر من 307 شهود، وجمع أكثر من ثلاثة آلاف قرينة. واتهم مصطفى بدر الدين بأنه "العقل المدبر لعملية الاغتيال"، فيما شارك المتهمون الباقون بتنفيذ العملية. واعتبر أن "خبرة بدر الدين، العسكرية، وسجله، مكّناه من الوصول إلى أن يكون القائد العسكري لحزب الله في سوريا". وأكد أن عياش ومرعي وعنيسي وصبرا مذنبون لأن دورهم في الاعتداء مثبت بفسيفساء من الأدلة المترابطة. وبحسب الادعاء، فإن الأدلة التي تدين المتهمين باغتيال الحريري دامغة.الحريري: "لن نثأر"
وتعليقاً على اقتراب صدور الحكم، قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، نجل رفيق الحريري: "خلال أشهر سيصدر الحكم وبالنسبة لي البلد هو الأهم".في إجابته على سؤال عن اتهام حزب الله باغتيال والده، قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري: "عندما أكون في هذا الموقع (رئاسة الحكومة) يجب أن أضع مشاعري جانباً"، وأضاف: "هدفنا أن نعيش سوياً في بلدنا لبنان"
ادعاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين هو "العقل المدبر لعملية اغتيال" رفيق الحريري، والأدلة ضد المتهمين دامغةوأشار الحريري من لاهاي إلى أن "مَن ارتكب جريمة اغتيال رفيق الحريري سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً"، مؤكداً "لن نلجأ إلى الثأر أبداً". وفي إجابته على سؤال عن اتهام حزب الله مباشرة باغتيال والده، قال: "عندما أكون في هذا الموقع (رئاسة الحكومة) يجب أن أضع مشاعري جانباً"، وأضاف: "هدفنا أن نعيش سوياً في بلدنا لبنان".
"محاكمة رمزية"
ولم تتمكن المحكمة من تسلّم أي من المتهمين، برغم إصدارها مذكرات اعتقال بحقهم، ما يعني أنهم سيحاكمون غيابياً، وهذه أول مرة تقوم محكمة جنائية دولية بمحاكمات في غياب المتهمين. في المرافعات الختامية التي تستمر حتى 21 سبتمبر، سيستمر الادعاء في عرض الأدلة التي يستند إليها لإدانة المتهمين في الجريمة، كما يقدّم كل من وكلاء الدفاع ووكلاء المتضررين مرافعاتهم. بعد ذلك، تبدأ مرحلة المذاكرة السرية بين قضاة المحكمة، ومن المتوقع أن يصدر الحكم بعد نحو خمسة أشهر. ويمكن لاحقاً لفريق الدفاع الاستئناف. وبرأي أستاذ القانون الجنائي الدولي دوف جاكوبس، يؤدي غياب المتهمين "إلى التشكيك في جدوى المحاكمة لأنه لن يتم فرض أية عقوبة حقيقية"، ما يعني أن تأثير الأحكام "سيكون محض رمزياً". وسبق أن أعلن حزب الله أنه لا يعترف بالمحكمة الخاصة بلبنان.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...