"منذ أخذوه من ذهبان، كان مقيّد اليدين والرجلين، مغطّى العينين، ثم وضعوه في سيارة مظلمة كأنها القبر تسرع فيه فيضرب السقف ثم يسقط على الأرض في الطريق مراراً، ثم نقلوه بعدها بطائرة وهو على وضعه المقيّد والمغطّى بالكامل".
من مكان إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية، أطلق عبدالله العودة، ابن الداعية السعودي سلمان العودة، سلسلة تغريدات عبر حسابه على "تويتر" يكشف من خلالها ما مرّ به والده الذي لا يزال معتقلاً في السجون السعودية منذ سبتمبر 2017.
تحدث عبدالله عن نقل والده من سجن ذهبان، الذي يبعد 20 كيلو متراً خارج حدود جدة، إلى سجن الحائر في الرياض أغسطس الماضي.
ولفت إلى أن نقل والده قد أثّر على وضعه الصحي الذي يسير من سيء إلى أسوأ عقب سجنه داخل زنزانة صغيرة، وصفها الابن بـ"المخيفة" وتبلغ مساحتها "متر في متر… وليس فيها حتى دورة مياه".
نُقل العودة بعدها إلى سجن انفرادي وتم تجاهل وضعه الصحي، ما أدّى إلى ارتفاع في ضغط دمّه، بحسب قول ابنه الذي لفت إلى أن ملف والده صادم حيث يتضمن معلومات مخيفة حول ظروف اعتقاله وتدهور حالته الصحية في أشهر سجنه الأولى، معلقاً "سأتحدث عنه في وقته المناسب".
"كان النقل لسجن الحائر بالرياض مفاجئاً وغريباً وفيه محاولات حثيثة للإهانة والإذلال. الوالد لم يعلم بوجود محاكمة إلا منّا نحن أثناء اتصاله، وإلى هذه اللحظة لا يعلم ولا نعلم عن ظروف المحاكمة وملابساتها، ولا عن التهم، ولا أي ضمانات عدلية حقيقة ولا محاكمة علنية"، بحسب شرح عبد الله العودة.
نقل سلمان العودة إلى سجن الحائر في الرياض قد أثر على وضعه الصحي الذي يسير من سيء إلى أسوأ عقب سجنه داخل زنزانة صغيرة وصفها ابنه عبدالله بـ"المخيفة"..
ثمة من يقول إن تغريدة سلمان العودة غير المباشرة، الداعية لتسوية الخلاف بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها، قد تسبّبت باعتقاله الذي مرّ عليه حوالي العام
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) نقلت عن مصدر أمني العام الماضي أن "رئاسة أمن الدولة تمكنت من رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية"، وكان العودة أحد هؤلاء.
وفي العام الماضي كذلك، كشف مصدر سعودي، رفض الإفصاح عن اسمه لـ"رويترز"، أن العودة "متهم بأنشطة تجسس والاتصال بكيانات خارجية منها جماعة الإخوان المسلمين"، التي تصنفها الرياض كمنظمة إرهابية.
كما نقلت "رويترز" أن العودة من الممكن أن يكون قد اعتُقل على خلفية نشره لتغريدة يدعو فيها بطريقة "غير مباشرة" إلى تسوية الخلاف بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر)، وذلك بعد أشهر قليلة من بدء الأزمة. ويقول في التغريدة "ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك… اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم".
يُذكر أن السعودية قد شنّت حملة اعتقالات، في نهاية العام الماضي، تضمنت رجال دين ومفكرين، وذلك بعد 3 أشهر من تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد، وتحديداً في يونيو 2017، لاعتقاده بضرورة القضاء على "التطرف"، مثلما قال خلال مشاركته في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض، أكتوبر الماضي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...