ضغوط اجتماعيّة... وحلول خرافيّة
تتجه النساء غير القادرات على الإنجاب، جراء الضغط الاجتماعي والنفسي الكبير عليهن، إلى تجربة العشرات من الطرق المختلفة والمتناقضة، من مراجعة الأطباء إلى العلاج الطبيعي والأعشاب، وتنتهي بالنذور وزيارة الأئمة والسادة والأولياء حتى يصل الأمر بهن إلى طرق السحر والشعوذة. في مكان آخر، تنتظر سوسن (24 عاماً)، بقلق، إتصالاً هاتفياً من سارة مرشد، لتنبئها بوصول جثة جديدة إلى الدائرة. تقدم سوسن على هذا الفعل خشية فقدان زوجها، وبسبب الضغط الكبير من السؤال المتكرر عن حملها الذي يذكرها بعجزها - غير معروف المصدر للمناسبة. تقول سوسن، خريجة كلية التمريض لرصيف 22 "اعتزلت الأصدقاء والأقارب والمعارف، ولا أتواصل معهم حتى في المناسبات، بسبب كثرة سؤالهم. إن الشعور بالعجز أنهكني وأجبرني على تجربة كل الخيارات"، ملمّحةً أنها ذهبت لعديد من مراقد الأولياء والصالحين التي تكثر في مدينتها، فضلاً عن زيارة المتعاملين بأمور السحر والشعوذة."المرأة تحرص على الدخول وفتح الثلاجة للنظر في عين المتوفي، منفردة أو برفقة امرأة واحدة لا أكثر، كي لا يتلاشى خوفها"، فالشعور بالرعب هو حلّ لمشكلة عدم الإنجاب، حسب الموروث الشعبي
"تعرضت للعديد من الضغوط لعدم قدرتي على الإنجاب، بسبب السؤال المتكرر من ذوي زوجي وجيراني ومعارفي، ووصل الضغط حدّ تهديد زوجي بالزواج علي، حتى أنه منحني أشهر معدودة قبل تنفيذ وعده"... ضغوط تدفع النساء لاتباع وصفات شعبيّة بعضها شديد الغرائبيّةوتوضح "طوال سنوات زواجي الأربع، راجعت العديد من الأطباء وأجريت عدة تحليلات ليتبيّن أن المشكلة ليست بي ولا حتى بزوجي"، لافتة إلى أنها ذهبت إلى شيخ روحاني قال لها "لديك تابعة وربط. عليك بهذه الطريقة لفك (الجبسة)، إنه شيء روحاني". ووفقا للخرافات الشعبية، فإن المرأة غير القادرة على الحمل تُسمى "مجبوسة"، وبحسب الاعتقادات هناك أسباب ترتبط بعقدتها (المسماة بالجبسة)، وعليها القيام ببعض الطقوس لفكها. تقول "فاطمة"، ذات الـ 29 عاماً، مشتكية "راجعت العديد من طبيبات النسائية، وأكدن لي أن لا خلل بي، فيما لم يقم زوجي بالمراجعة أبداً". وتضيف "بعد 6 سنوات من الزواج، تعرضت للعديد من الضغوط لعدم قدرتي على الإنجاب، بسبب السؤال المتكرر من ذوي زوجي وجيراني ومعارفي، ووصل الضغط حدّ تهديد زوجي بالزواج علي، حتى أنه منحني أشهر معدودة قبل تنفيذ وعده". وتكمل بالقول "بعد مراجعتي لعدد من الطبيبات والعرافات، نصحتني إحدى العرافات بفتح عين ميت لفكّ (الجبسة)، لذا طالبت زوجي بمنحي فترة لتجربة هذه الطريقة، بدوره وافق على منحي أشهر معدودة كفرصة أخيرة لي". "لم أكن أملك وقتاً لأنتظر وفاة أحد الأقارب أو الجيران، ما حتّم عليّ الذهاب إلى الدائرة مع جارتي، وعندما طلبنا من الموظف فتح الثلاجة لهذا الغرض وافق على الفور، وطلب منا أخذ الإذن من ذوي المتوفى، الذين وافقوا من دون تردد"، بحسب "فاطمة". لا تزال تنتظر نتيجة تجربتها بقلق. وعن شعورها عند القيام بتلك التجربة، تقول فاطمة "بصعوبة بالغة فتحت عين الجثة، كانت يداي ترتجفان. إنه المشهد الأكثر رعباً في حياتي، لم أكن يوماً على مقربة من جثة كما في هذه المرة". وتؤكد "لن تكون هذه آخر محاولاتي، ما زلت شابة، ولن أركن إلى اليأس، حتى وإن كلفني ذلك الكثير"، مضيفة "سمعت أن هناك طرقا أكثر غرابة، أتمنى أن لا أجربها، لكني مجبرة على ذلك إن تطلب الأمر". وعندما سألنا العرافة أم علي عن طرق فتح العقدة (الجبسة)، قالت العجوز إن "هناك طرقا عديدة لفكها، من بينها النظر بعين الميت حديث الوفاة، أو الوثوب من فوق الجثة 7 مرات". وتكمل أم علي، خلال حديثها لرصيف 22، شارحة أن من الطرق أيضاً "التأزر بحزام وفتحه في وجه عروس ليلة زفافها"، مبينة أن "الطريقتين تتعلقان في البداية والنهاية... البداية:الزواج والنهاية:الموت". وتلفت أم علي إلى وجود طرق أخرى منها "الذهاب إلى مسلخ والمرور أسفل الأبقار المذبوحة للشعور بالرعب، البول في فم قطة، أو ضرب المرأة غير الحامل، بالحبل السري لامرأة أخرى ولدت حديثاً، ضرباً مبرحاً".
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينit would be interesting to see reasons behind why government expenditure on education seems to be declining -- a decreasing need for spending or a decreasing interest in general?
Benjamin Lotto -
منذ يومينجدا مهم البحث
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحلو نعرف ان كان اسلوب البرنامج ينجح في خلق نقاش حقيقي حول قضايا حقوق المرأة...
Chrystine Mhanna -
منذ أسبوعصعب يا شربل.. معظم الناس لا يتحدثون صراحة عن تجاربهم الجنسية/الطبيّة وهذا ما يجعل من هذا الملف ضروري
Ahmed Gamal -
منذ اسبوعينتقديم جميل للكتابين، متحمس اقرأهم جداً بسبب المقال :"))
Kareem Sakka -
منذ اسبوعينما وصلت جمانة لهون الا بعد سنين من المحاولة بلغة ألطف..